الجزء الثاني: (42)

416 44 16
                                    


(42)




في ذلك اليوم ابتاع (غون) عدّة مجلّاتٍ أخرى لأجل "تجميع" الكلاسيكيّات، وسألني إن كان بوسعه استئجارهم فكرّرت على مسمعه أنّ هذا متجر بيع كُتبٍ وليس بمتجر تأجير.

- "حسنًا حسنًا أيُّها السافل، سوف أُعيدها في جميع الأحوال؛ فأنتَ تعلم أنّي لن أستطيع بأيّ وسيلة أن أحتفظ بها في المنزل."

كان وقع حديثه على الأذن أكثر لُطفًا على الرغم من أنّه لم يخلُ من الشتائم. وبعد بِضعة أيّام، مَرّ (غون) على المتجر من جديد وبصحبته المجلّات، فأعدتُ على مسمعه قولي أنّه لا حاجة له بإعادتهم، ولكنّه نَخَرَ وقال:

- "اخرس وخُذهم فحسب." ثُمّ أضاف "إنّها مُتحفّظة أكثر من اللازم، لا عَجَب أنّها قد نُشِرَت في الماضي؛ فهي بعيدة عن كُلّ البُعد عن ذوقي."

ظننتُ أنّ الضغط عليه أكثر لن يُجدي شَيئًا فقبلتُ المجلّات منه، ولحظت غياب بعض الصفحات في المُنتصف، كما وجدتُ ثقوبًا في مُنتصف بعضها الآخر، إلّا أنّ العنوان نجى مُتدلّيًا يقول: "بروك شيلدز"*. حدّق (غون) بي خَجِلًا من نفسه، فقلتُ:

- "لقد كانت هذه مجلّة شديدة الندرة، وبالكاد ستجد الآن أيّ مجلّاتٍ بها صفحات سليمة لـ'بروك شيلدز' خاصّة في أوجّ شبابها."

- "ألديكَ المزيد من الصور لها؟"

سألتُه مُشيرًا إلى جهاز الحاسوب الرابض فوق طاولة الحساب:

- "أتودّ أن ترى؟"

كتبتُ في مُحرّك البحث: "بروك شيلدز في عنفوان شبابها" وضغطتُ على علامة تبويب الصور، فظهرت مئات الصور لها منذ بداية مسيرتها وحتّى ذروة شهرتها، فدخل (غون) في حالة ذهول.

أخذ يضغط على صورها واحدةً تلو الأخرى فاغرًا فمه ويقول:

- "كيف لإنسانِ أن يبدو هكذا بحقّ السماء!" إلّا أنّه صُعِقَ فجأةً "يا للهول! ما هذا؟"

كان عنوان الصورة يقول: "بروك شيلدز حديثًا"، وكانت في خمسيناتها وقد ملأ وجهها المُجعّد الشاشة بأكملها، ورغم أنّ شبابها قد ذوى على الأرجح إلّا أنّ لمحةً خافتةً من جمالها كانت تُزيّن وجهها، إلّا أنّه -ولا شكّ- لم يعتقد ذات الشيء.

- "يا إلهي، إنّ هذا لصادمٌ بحقّ، لقد تحطّمت خيالاتي إلى شظايا، لم يكُن عليّ أن أرى هذا!"

- "إنّه ليس بذنبها، فلا أحد يملك إيقاف الوقت. النّاس يمرّون بشتّى الأشياء في الحياة."

- "من ذا الذي لا يعرف هذا؟ إلهي... إنّك تتحدّث كالعجائز."

아몬드 (Almond) | لَوْزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن