아몬드 (Almond) | لَوْز

كلمة المترجمة (بلُوتُو)

كلمة المُترجِمة (بلُوتُو)

في صباح السّابع عشر من أغسطس لعام 2022 أنهيت أوّل مسودّة لترجمة هذه الرّواية، واليوم في فجر الخامس عشر من أبريل لعام 2023 أنشرُ وأخيرًا آخرَ أجزائها.

كانت رحلةً طويلةً بحقّ لم أتصوَّر أن تُرافقني كُلّ هذا الوقت. حين بدأتُ ترجمتها، وضعتُ خُطّةً تقتضي أن أُنهيها في ثلاثة أشهر، فإذا بي أنهيها في ثلاث سنوات تقريبًا، مررتُ خلالها بكُلّ أنواعِ الظروف والتقلّبات، حتّى صرتُ أنا بلُوتُو اليوم أكاد أكون شخصًا يختلف تمام الاختلاف عن بلُوتو التي بدأت ترجمة هذه الرّواية في نهايات عام 2020.

ولكنّي رغم كُلِّ ذلكَ لا زلتُ أحمل في النّهاية قلبًا لا يتغيَّرُ إيقاعُ نبضهِ وإن حاولت. ذات القلبِ الذي بكى مع (يون-جاي) عند قراءته الأولى للرواية، هو الذي يبكي معه الآنَ بينما أنشرُ آخرَ ترجمةٍ لهذا الفتى المُذهل الذي لم يفارق ذهني طيلة هذه المُدّة. هذا القلب ينبضُ حُبًّا للأشياءِ ذاتِها بعد كُلِّ شيء: لمين يونغي، وللفتية السّبعة، وللكتب، وللغة الكورية، وللترجمة. وبفضل هذا القلب تحديدًا -وبفضل رفاقي المُشجعين دومًا- لم أستسلم عن إنهاء ترجمة هذه الرّواية رغم أنّها طالت كثيرًا، أكثر من اللازم.

ويغمرني الامتنانُ العميقُ لكلِّ لحظةٍ قضيتُها هُنا. لجلساتِ الترجمة الطويلة رغم الصّداعِ المُصاحبِ لها، للتردّد بين القواميسِ والحيرة الدّائمة بين المصطلحات؛ لأنّ هذا هو ما جعلَ ترجمةَ بلُوتُو اليوم أفضل وأدقّ بشكلٍ ملحوظٍ عن ترجمةِ بلُوتُو قبل ثلاثِ سنوات، ولأنّ هذا ما سيجعلها في تطوّرٍ مُستمرّ، وهو ما يزرعُ في قلبي اليقين أكثر، بأنّ كُلّ شيءٍ لهُ حينٌ مكتوبٌ له أن يقع فيه مهما حدث، وقد كُتِبَ لهذه الرّواية أن تتمَّ اليوم، وفي كُلّ ذلك حكمة.

سيطرَ عليّ خلال العامين المُنصرمينِ غالبًا اليأسُ والاغتمام، وأغلبُ أيّامهما مُلئت برغباتِ الموتِ والاختفاء. لذا أنا في غايةِ الامتنان لهذه اللحظة تحديدًا، التي أُتِمُّ فيها عملًا كامِلًا يمنحني بريقًا، شعاعًا خافِتًا من الأمل، ورجاءٌ بأن تكونَ هذه قطرةُ أوّل الغيثِ لا زخّةً مبتورة.

شكرًا جزيلًا لكُلِّ من عاشَ معي الرّحلة الطويلة وانتظرني رغم غياباتي الكثيرة، ورافقَ (غون) و(يون-جاي) في رحلتهما التي لن تُمحى من ذهني أبدًا. تعمّدتُ نقل ملاحظات المُترجمة الإنجليزيّة لأنّها تُعبِّر أيضًا عن شيءٍ مِمّا يدور في ذهني. فللأسف، لستُ مُتقنةً بعدُ للكوريّة، وأعلم أنّ وساطة الإنجليزيّة بين الكوريّة والعربيّة يُفقد كلتا اللغتينِ كثيرًا من معانيهما، ولكنّي لستُ نادمةً على هذه الخطوة بكُلّ عثراتها. أودّ الاعتذارَ إن كنتُ قد نقلتُ عن غيرِ عمدٍ أيّ معنًى بطريقةٍ خاطئة، أو إن كنتُ قد أخفقتُ في اختيار العبارات والكلمات المُناسبة. كان لديّ أيضًا قاموسٌ لشتائم (غون)، ولكنّي أشعر أنّي رُبّما فشلتُ في نقلِ لغته بسيطةً في اختلافٍ واضحٍ عن بلاغةِ لغة (غون). أعتذر على هذا وعلى كُلِّ قصورٍ كان في الرّواية من كُلِّ قلبي.

ولكنّها رحلةٌ مضت كما قُدِّرَ لها أن تمضي، وقد قرَّرتُ أن أقوم بمُراجعةٍ واحدةٍ أخيرةٍ على الرّوايةِ ككُلّ لتصحيح ومراجعة اللغة، ولكن دون تدقيقٍ في اختيارات التّرجمة من جديد؛ لأنّي أرى أنّه قد حانَ وقتُ قلبِ صفحتها، وتركيزِ النّظر على الأمام. فهي لن تغدو كاملةً مهما حاولتُ السَّعي لكمالها، وأنا -آملُ أنّي- سأتطوّر بشكلٍ مُستمرّ، وسأرى دائمًا أخطاءً فيما مضى لم أدركها حينها، لذا فالمُضي قدمًا أمرٌ حتميّ، ولكنّي سأحاول مفارقة هذه الرواية بأفضل صورة يسمح لي بها حاضري. لذا وقبل أن أصنّفها روايةً مُكتملةً عبر الواتباد، ستكون قيد المراجعة للأيّام القليلة القادمة.

كانت رحلةً لن تُنسى، وآملُ أن تكونَ المرّةُ القادمة التي أبدأ فيها مشروعًا كهذا أقلّ تخبّطًا وأكثر ثباتًا ومهارة. ولأجلِ أن يحدث ذلك، كان من الضّروريّ أن تمتلئ (لَوْز) بالعثراتِ والتّخبطات.

يُسعدني إعلامكم أيضًا أنّ الرواية لها الآن نسخةٌ عربيّة مترجمة من الكوريّة مباشرة للمترجمة منار الدّيناري عن دار صفصافة. آمل أن تقتنوها وتُعيدوا قراءتها إن أحببتُم بشكلٍ أدقّ وأكثر احترافيّة، وهذا ما سأفعله شخصيًّا!

لا تنسوا مشاركة مشاعركم اتجاه الرواية هُنا وأيضًا عبر هاشتاغ #بلوتيات_لوز عبر تويتر، سأودّ قراءتها كلّها! كما تجدونني هُناك عبر حسابي الذي يحمل ذات اسم حسابي هنا yoonie_pluto.

أراكُم متى ما قدّر الله وشاءَ في عملٍ آخرِ، أو في مكانٍ آخر، وآملُ أن يدومَ وجودي بينكُم مهما كانت الوسيلة.

دُمتُم هُنا جميعًا، ودُمتُم سالمين.

مع خالصِ حُبّي وشكري وتقديري...

الخامس عشر من أبريل لعام 2022

بلُوتُو