الجزء الرابع: (69)

134 27 7
                                    


(69)



حُبِسَ (السلك الحديديّ) في ذات دار الأحداث التي حُبِسَ فيها (غون)، وقد تقاطَعَ سبيلاهُما عن بُعدٍ عِدّة مرّاتٍ للحظاتٍ وجيزةٍ في الدّار. كانت ملاحِمُ الأوّل وقصصه البطوليّة في غاية التطرُّف والعنف والخطورة حتّى أنّها لم تَرِد على الألسنة إلّا في الخفاء. تقول إحدى الشائعات أنّه اكتسب لقبه هذا بعد أن استخدم سِلكًا حديديًّا لارتكاب جريمةٍ من جرائمه. لا زلتُ أذكر إفاضة (غون) وإسهابه في الكلام حين حدَّثَني عنه كما لو كان يَروي سيرة رجلٍ عظيم.

كان (السِّلك الحديديّ) يعتقد أنّ العمل تحت إمرة الغَير والانحراط في المُجتمع أمرٌ مُمِلّ، بل أنّه في الحقيقة قد رسم خريطةً لدربهِ الخاص، دربٌ يقوده إلى نقطةٍ لم يبلغها مخلوقٌ قطّ. لم أستوعب الأمر حقًّا، ولكن -على ما يبدو- كان ذلك العالم الغريب يأسِر العديد من الفِتية الذين كان (غون) واحِدًا منهم.

- "يرى (السِّلك الحديديّ) أنَّ دولتنا يجبُ أن تُقَنِّن حيازة الأسلحة الناريّة كما في الولايات المُتّحدة والنّرويج حتّى تتسنّى لنا إقامةُ فورات من إطلاق النّار بين الحين والآخر، وهكذا نمحو جميع الأشخاص البغيضين بضربةٍ واحدة! أليس هذا رائعًا؟ إنّ قوّة هذا الفتى جنونيّة!"

- "هل تظُنُّ أنَّ هذا يجعل منه شخصًا قويًّا؟"

- "بلا شكّ؛ فهو مثلك، لا يخشى أحدًا. أريد أن أصبح مثلكما".

هذا ما قاله لي (غون) في ليلةٍ الصّيفيّة حكى لي فيها كُلَّ شيءٍ عن نفسه.




















(-7)




아몬드 (Almond) | لَوْزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن