_2_

133 7 2
                                    

تتوقف سيارة فخمة أمام شركة كبيرة  جدا.. ليسرع السائق لفتح الباب لإسحاق القابع داخل السيارة!
لينزل الآخر بكل ثقة أو ربما غرور.. ويسير بخطواته الثابتة نحو باب الشركة لتترامى عليه التحية من كل جانب بإحترام... تتخللها همسات الموظفات بحجم وسامة هذا القوي...
ليبتسم بسخرية من تفكيرهن... ويكمل طريقه غير آبه بأحد...
فتح باب المكتب ودخل دون طرقه... لينهض العجوز الذي كان يجلس خلف المكتب ويقول
بصدمة: إسحاق!
ليجلس إسحاق على الكرسي واضعا قدما فوق الأخرى ويقول: لما الصدمة يا سيد حسن؟..هل ظننت أننا سننسى؟
حسن بإرتباك: لا...الأمر ليس هكذا فقط تفاجئت لأنك لم تخبرني بقدومك!
إسحاق: هممم..لا يهم والآن هل سترد ديونك أم أبدأ في سحب الأملاك؟
حسن: إسمع يا بني أمهلوني أسبوعين وفقط صدقني سأجد حلا يلائمنا...
إسحاق بضيق: لا نريد حلولا...نريد أموالنا..لقد إستعرت كثيرا ولم يظهر أي تحسن وإلا تعرف أننا لا نحتاج لتلك النقود..فقط أريد رؤية تحسن وضعك!
حسن بتلعثم: بالطبع..بالطبع أنت إنتظر قليلا وسترى يا بني..
لوى فمه وقال: غير هذا فقدومي إلى هنا بحد ذاته يعتبر إهانة لي..لكنني أتيت لأحذرك فقد بدأت تلعب بأعصابي...أنا لا أضع أموالي في أشياء فاشلة لذا أرني أين تضيعها في أسرع وقت!
حسن بإرتباك: حسنا...لا تقلق أنت..
هز رأسه ثم نهض قائلا بمودة ساخرة: آسف لإزعاجك يا سيد حسن لكن تعرف أنني شخص غير متسامح بشأن العمل لذا أنصحك بالإسراع في حل أمورك فأسهمنا في شركتك تفوق تحكمك!...والإفلاس يزحف نحوك...
أخفض حسن رأسه بحزن لحالته وقال: صدقني يا بني لقد علقت..لم أجد طريقا للخروج..
إسحاق: لا تقلق فقط فكر بهدوء و ستجد الحل...وكف عن العبث يا عجوز..
حسن: شكرا...حقا اشكرك على تفهمك...
تقدم إسحاق ناحية الباب ثم إلتفت إليه قائلا بغموض وهو يشير بإصبعيه لعينيه: عيناي عليك!..إحذر!
إبتسم معه بمكر ثم خرج بنفس قوته الأولى!
هوى حسن جالسا على كرسيه وزفر بقوة وهو يفتح ربطة عنقه... إسحاق هذا..قوي في السوق ولم يسبق أن أتى إليه..بالإضافة إلى هذا هو حقا على وشك أن يفلس وإن حدث هذا ضاعت عائلته!

أما إسحاق فقد خرج من مكتب حسن بضيق كان يريد تهديده لكنه تراجع لا يريد أن يخبره أنه قد علم بكل قذارته...سيستدرجه قليلا بعد!
إستقل سيارته وذهب بنفس هدوئه!

___________&&_______________________

في مكان أخر
وتحديدا في القرية!...داخل غرفة تبدو أنثوية بسبب ترتيبها اللطيف..كانت هناك شابة شديدة بياض البشرة تنام على سرير ضخم للغاية لدرجة أنها لم تكد تظهر..
تململت في سريرها وفتحت زرقاوتيها بتثاقل ثم مدت يدها لهاتفها لترى الساعة تشير إلى 10 صباحا فتقفز من السرير ترتدي خفها وهي تصرخ: يااا إلهي تباا...لقد نسيت لقد نسيت..
دخلت للحمام غسلت وجهها ثم خرجت بسرعة ونزلت الدرج متجهة للباب الرئيسي لذلك المنزل الفخم..
خرجت إلى الحديقة الخضراء التي تحيط بالمنزل من كل جانب..كانت مستمرة في الركض بإتجاه الإسطبل..
دخلت إليه وهي تقول بصوت عالي: آسفة..حقا آسفة يا عزيزي..لقد نسيتك..
تقدمت لحصان أسود كان هناك وأخذت تتلمس وجهه بحنان واضعة جبهتها على رأسه ليحرك رأسه هو الأخر بوداعة كأنه يفهمها...
إبتعدت بعد ثواني متجهة إلى المكان المخصص لطعامه..أخرجت كمية ملائمة ووضعتها أمامه ثم ملأت له الماء..وقالت بإبتسامة: تناول طعامك يا صغيري...تناول!
عادت وقبلته ثانية وقالت بهمس: لدي بعض الأعمال سأعود لاحقا...لا تقلق لن يتكرر الأمر ثانية..
خرجت بعدها تسير ببطء بين الحشائش الخضراء التي كانت مغطاة بقطرات الندى...إبتسمت وهي تستنشق الهواء المنعش في هذا الصباح..فتحت ذراعيها وقالت: لا شيء أجمل من هذه الحرية...اووه!
أكملت طريقها ودخلت للمنزل..لتقابلها إحدى الخادمات:آنستي..لقد كنت أبحث عنك..
تقدمت إليها وقالت: ما الأمر؟
ردت الخادمة: لقد إتصل السيد وقال أنه يجب أن تعودي..
عقدت حاجبيها: ألم يخبرك ما السبب؟
هزت الخادمة رأسها نفيا وقالت: لا...و فطورك جاهز..سأجمع حقائبك..
هزت رأسها وجلست تفطر على مضض..لا يروق لها هذا التحكم..تريد عيش حياتها كما يحلو لها ليس كما يريدون..!
تنهدت قائلة: ما هذا الآن؟...ألا أستطيع أن أبقى بمفردي بعيدا عن إزعاجهم..تبا!
أكملت فطورها ثم إرتدت ملابسها وخرجت رفقة السائق في إتجاه المدينة!...حيث لا تريد أن تكون!

وصلت بعد ساعات قليلة أمام قصر آخر ضخم للغاية..فتح السائق الباب..لتنزل وتقول بضيق: لا تنسى أمر رون..أطعمه بإنتظام..وإلا أقتلك!
هز رأسه بتوتر يعلم كم تحب حصانها وقد تنفذ تهديدها فعلا... ثم إتجه إلى صندوق السيارة ليخرج حقائبها بينما صعدت هي الدرج ناحية الباب..طرقت الباب بخفة لتأتي الخادمة بعد ثواني وتفتحه مرحبة بها..دخلت تنظر للمكان بإشمئزاز...قائلة بينها وبين نفسها: ما هذا الديكور؟...إنه ذوق بشع للغاية لماذا كل هذا الإبتذال؟..اساسا لما غيروه؟
هزت رأسها بعدم إكتراث...ليلفت إنتباهها صوت قادم  من السلالم..صوت أنثوي يتحدث على الهاتف..وضربات حذاء بكعب عالي تزلزل أرجاء القصر..
رفعت نظرها لتجدها إمرأة صارخة الجمال..او يجب أن نقول إمرأة صارخة المكياج؟
على كل كانت ترتدي فستانا أحمر قصيرا للغاية مع جسم منحوت بإبتذال! فوقه سترة من الريش الثمين..وشعر أسود طويل يصل لخصرها..والكثير من الكحل في عينيها وأحمر شفاه صاارخ في شفتيها المنتفختين..
وصلت إليها ووقفت أمامها أغلقت هاتفها وإبتسمت إبتسامة صفراء وقالت بتهكم: آنسة آولين !..تفضلت حضرتها وعادت للمنزل!
لوت آولين شفتيها وغمزتها قائلة: وهل ظننت أنني سأدع لك الساحة خاوية هكذا للأبد؟..يا سيدة غيداء!
إبستمت غيداء بتكبر وقالت بهمس: لقد قلتها بنفسك  أنا سيدة هذا المنزل..ولا يهمني إن تركته أو بقيت!..والآن عن إذنك يا آولين..لدى بعض الأعمال..
آولين بتهكم: كنت بقيت وشربنا بعض القهوة معا..
ضحكت غيداء  وقالت: مرة أخرى يا صغيرة..
خرجت تتمايل بحذائها العالي..لتزفر آولين بغضب فقد عادت ثانية لهذه الحياة الكئيبة مع بعض التصادمات السخفية!
أكملت طريقها بإتجاه غرفتها التي كانت في الطابق الثاني في آخر الرواق..تقابل الحديقة..بسبب حبها للأشجار والألوان..كان بالغرفة جدار كبير زجاجي..يطل عليها!..فتحت الباب وزفرت فرغم أن هذا المنزل يعتبر منزل عائلتها..لكنها لم تعد تشعر بذلك..ها هي غرفتها هنا..لكنها لن ترتاح بها أبدا..
تقدمت ناحية الستائر وفتحتها..لتقابلها الغيوم قد بدأت تحجب الشمس..لتكتئب السماء أيضا..
إبتسمت بسخرية وقالت: أنت أيضا ستغضبين!..سيزيد الأمر سوءا هكذا..
بقيت مدة تتأمل ذلك الجو الحزين بالخارج..لم يكن هكذا صباحا.. إتجهت ناحية الطاولة التي بجانب سريرها لتفتح الدرج وتخرج منه مفتاحا.. وتخرج ثانية في إتجاه غرفة كانت تقابل غرفتها..وقفت تنظر للباب لمدة ثم فتحته..بالمفتاح!
ليقابلها ظلام دامس..عقدت حاجبيها وقالت وهي تشعل المصباح: اللعنة من طلب منهم إغلاق الستائر..لا يجب أن تكون هذه الغرفة مظلمة..؟
إتجهت ناحية الستائر وفتحتها..ليتسلسل بعض ضوء النهار للداخل..كانت غرفة نوم كلاسكيية وجميلة للغاية..تبدو نسائية كذلك..بسبب طاولة الزينة التي كانت مرتبة..وعليها بعض العطور التي توشك أن تنتهي..ومشط ذهبي جميل..كان السرير كبيرا يتوسط الغرفة..أغلقت الباب وإتجهت للسرير وإستلقت فيه وقالت وهي تتأمل الصورة الموضوعة فوق الطاولة التي بقربه..: لقد عدت..أعلم أنك إشتقت لي..أنا كذلك لكن تعلمين أنني أكره هذا المنزل..ليس بيدي لكنه يصبح سيئا جدا بدونك..هل لك أن تسمحي لي بالنوم عندك؟
إبتسمت بألم وهي ترى صورتها وهي في السادسة من عمرها بجانب إمرأة حسناء جميلة مبتسمة!..ذات شعر أشقر وملامح هادئة..بعد مدة قصيرة كانت قد غفت..على صورة والدتها التي فقدتها منذ سنوات!

___________♡___________♡_____________

الحلقة الثااانية.❤....تمــــــــــــــــــــت.✅

صورة حسن كالعادة تكون قبل بداية البارت.😹🤭

عشق حاقدين_Hate butterfly Where stories live. Discover now