25

45 4 2
                                    

كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساءا عندما دخلت أولين للمنزل.. مرت على الصالة فلمحت غيداء جالسة تحتسي كوبا من القهوة وأمامها عدة أوراق..

تأففت لأن هذا المنظر أصبح دائما... كلما دخلت للمنزل وجدتها على نفس الحالة..
دخلت للصالة وجلست امامها..
غيداء وهي ما تزال متسمرة تنظر لأوراقها..: مابك هل إشتقتِ إلي؟
ضحكت آولين بسخرية وقالت: هل حللتِ عن هذا المنزل قط حتى أشتاق إليكِ؟
غيداء: هل رأيت شخصا يحل عن منزله؟.. هذا منزلي اين سأذهب مثلا؟
آولين بسماجة: إلى عائلتك مثلا!
تجهم وجه غيداء لتقول بضيق: هلا تكرمتي علي بصمتك... لست في مزاج للإستماع لك!
آولين بتهكم: كأنك فعلا تستمعين فقط!
لوت غيداء شفتيها دون الرد عليها... بينما طلبت آولين كأس قهوة لها كي تعدل مزاجها..
بقيت لمدة امامها تشرب القهوة.. وتراقب تركيزها في عملها..
مدت يدها لورقة كانت على طرف الطاولة تود قراءة ما فيها.. ولم تكد تتمعن فيها حتى سحبتها غيداء صارخة: أيتها الحمقاء من سمح لك بلمس اغراضي؟.. هاه؟
وقفت آولين وصاحت: ما بك؟...لما تصرخين علي كأنني فعلا أذيتك!..
نهضت غيداء بدورها وقالت بغضب واضح وهي ترفع أصبعها مهددة: إياكِ...إياكِ يا آولين والعبث في أغراضي ثانية..أنا احذرك!
آولين بسخرية وهي تبعد أصبع غيداء: إسمعيني جيداا...أنت لا شيء افهمتِ..!؟..لذا إتركي تهديداتك تلك لنفسك لا اود سماعها..
غيداء بحقد: أنت تستفزينني...صدقيني لقد تعاملت معك منذ أتيت إلى هذا اليوم بشكل جيد راعيت انك طفلة ساذجة..لكنك حقا تماديت بكلامك هذه المرة!
آولين بغضب جامح: لا اسمح لك بنعتي ثانية بهذا اللقب انت بالذات تماديت اليوم...هل قتلتك عندما لمست اوراقك؟..هااا ام تحاولين العبث بأعمال ابي؟..لا شك في ذلك!
غيداء بصياح: إصمتيِ...انا احذرك لأخر مرة!..حسن زوجي واعماله من اعمالي لذا كفي عن الهراء!
آولين بسخرية: هه!..زوجك؟..انت فعلا إمرأة ماكرة اعلم انك لا تنوين على خير لو نويت على الخير لتزوجتي من رجل بعمرك ليس برجل بعمر والدك!..بالطبع لديك خطط في كواليس هذا الزواج!
بقيت غيداء متسمرة تنظر إليها لثواني قبل أن تجهش بالبكاء...بشكل غريب!
فتحت آولين عينيها بصدمة مما تراه كانت تتوقع ان تثور عليها مثلا تتشاجرها..لكن لا ان تبكي!
آولين بحدة: لا تحاولي خداعي بدموعك يا غيداء..نيتك واضحة منذ البداية
غيداء وهي تدير وجهها للجهة المقابلة باكية بالصوت والصورة: هئ..هئ..هل لأنني أحببت والدك تقولين هذا الكلام؟..الا تعتقدين انه يستحق ان يحب ويُحَّب؟...هل هكذا تجازين والدك إذن؟..ام فقط لأنني في مكان والدتك انت تكرهينني؟
آولين بسخرية: أحببتهِ؟؟..صدقيني عذرك اقبح من ذنبك!..أنتِ لا تحبين ابي..انت تخدعينه...وسيأتي يوم ويكتشف ذلك!...لأن كل حبك تجاه ثروته!
غيداء ببكاء:اتمنى منه ألا يسمع كلامك هذا..لو سمعه صدقيني ستصدمينه..كيف لإبنته المدللة ان تقول عنه هكذا؟..
آولين: دعيه يسمع..كي يفيق من غفوته وخداعك له!
غيداء: انت تظلمينني..حقا!
كادت ترد لكن قاطعها صوت والدها الذي قال بحدة: آوليـــــــــــن!...كفى!
إنتفضت من صوته الجهوري الذي لم يستعمله معها من قبل.
آولين: أبي!
قاطعها وهو يتجه لغيداء ويأخذ وجهها بين كفيه..قائلا: ما بك يا عزيزتي؟...ماذا جرى؟
غيداء: لا شيء...صدقني يا حسن لا شيء!
حسن: هل فعلت آولين شيئا ما؟
آولين: أبي...
قاطعها بنظرة مخيفة جعلتها تصمت منتظرة نهاية المسرحية!
غيداء: لا..آولين لم تفعل شيئا..انا فقط....لقد..لقد تعبت قليلا وتعرف انني ابكي لأتفه الأسباب!
رفعت آولين حاجبها بدهشة من طريقة غيداء الماكرة في خداع حسن..لتقول في نفسها: إذن هكذا تخدعينه...الدموع؟..وأنا من كنت اظنك متحجرة!..لكن بالطبع ستخرجينها لحظة الخداع!

عشق حاقدين_Hate butterfly Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz