_15_

57 3 0
                                    

بقي ينظر لها وهي في حالة الصدمة.. ليتنحنح بعدها قائلا: آنسة آصال هل تسمعينني؟
هزت رأسها بسرعة وقالت: أجل... لكن امي لم تخبرني بهذا...أقصد...أنك..
ضحك بهدوء وقال: ربما خافت ان تفزعك.. وكما قلتي فأنت لا تسمعين كلام الناس عن الاشخاص تتعرفين عليهم... بنفسك!
رفعت حاجبها من أريحيته في الكلام وقالت: هل تعاني من الوسواس القهري؟.. او الإكتئاب!
نديم بدهشة: ماذا؟
آصال: سألتك... ألم يتم إخضاعك لطبيب نفسي بعد دخولك للسجن؟
نديم بإرتباك: هه!... نعم بالطبع.. لقد مررت به
آصال: إذن اي مرض نفسي تعاني منه وجعلك تتسبب في هذه الجرائم؟...فجريمتك لا سبب مقنع لها!
نديم: ما رأيك لو فحصتني بنفسك... سآتي لعيادتك إذن!
آصال: هذا ليس ضرورياا انت تعرف أساسا... اي مرض؟
نديم بضيق: لم يخبروني...
آصال: هذا لا يعقل... هم يخبرون المرضى..
نديم بإنفعال مصطنع : قلت لك لم يخبروني...!

بلعت آصال ريقها من رده.. إذن السيد حقا مجرم وربما يكون مريضا نفسيا بدرجة أولى.. أي ورطة هذه؟

______♡________♡______♡_______♡_____

آولين: سيد إسحاق...لا استطيع قبول دعوتك آسفة!
إسحاق: لماذا؟...لا تضعي بيننا حدودا!
نظرت له بصدمة من كلامه: ماذا؟
فتح عينيه بعدما أفاق على عفوية كلامه المبالغ فيها نظر ناحيتها وقال بإرتباك: اقصد نحن الآن اصبحنا معارفا بسبب والدك....هذا ما اقصده!..هل فهمتي؟
هزت راسها بإرتباك هي الأخرى: نعم...هذا ما فهمته انا ايضا!
إبتسم بتوتر وقال: دعينا نشرب كأس قهوة..
تنهدت وقالت: لكن علي الذهاب إلى صديقتي...إنها هناك..
إلتفتت ناحية المكان الذي كانا يجلسان فيه...
لتجده خاليا..
آولين بصدمة:اين..؟...اين ذهبا!؟
إلتفت إسحاق بدوره ليجد الطاولة خالية...إبتسم بطرف شفتيه وقال وهو يوجه حديثه لآولين: دعينا نذهب...اريد ان اريك شيئا ما!
آولين بحدة وتوتر وهي تبحث عن هاتفها: ماذا ستريني انت الأخر..؟...لقد اخرتني!...تبا
عقد حاجبيه وتقدم منها خطوة واحدة ونقر مقدمة رأسها بيده قائلا بجدية: تحكمي في لسانك لست صديقك!
عضت شفتها بغيظ وهي تنظر له بحدة: لا تفعل هذا ثانية يا سيد...ودعني ألحق بصديقتي!
كادت تمر بجانبه لكنه امسكها من كتفها وقال: لن تذهبي لأي مكان..
آولين بصدمة: ماذا دهاك؟..
إسحاق: اشعر بالملل رافقيني!
آولين بتأفف: ليس وقتك...اساسا لا وقت لك دعني اذهب!
إسحاق وهو يسحبها للخارج: إنسي الامر..
آولين وهي تحاول سحب نفسها: صدقني سأصرخ وافضحك..
ضحك بسخرية وقال: حاولي..
كادت تفتح فمها عندها رمى بها داخل السيارة وأغلق الباب بقوة...
إنتفضت داخل السيارة بخوف من غضبه الغريب ومن تصرفاته التي لا تعلم سببها...
أساسا كيف ظهر الآن وفي هذا المكان ويريد مرافقتها؟
صعد بدوره وشغل السيارة دون كلمة اخرى..
آولين بغضب: أنزلني وإلا إتصلت بأبي..انت تعطلني عن شيء مهم...
إسحاق: لا شيء مهم خلفك..انت فتاة مضيعة للوقت
آولين: ما شأنك...الوقت وقتي..
إسحاق: انت مزعجة فعلا..
آولين: إذن انزلني..
إسحاق: لا استطيع..
آولين وهي تسحب شعرها بغضب: لمااااذاا؟.
إسحاق ببساطة وهو ينظر إليها: مضطر لهذا!
نظرت له يتمعن تهضم كلامه لكن سرعان ما صاحت برعب: اااا أنت تخطفني الآن؟...أتريد طلب فدية من ابي..؟..إسمع لست فريسة سهلة اي الاخرق!
ضرب مقدمة رأسه بندم حقيقي على فعلته المتهورة وقال بخفوت: في الحقيقة والدك يحتاج لدفع فدية لي وليس العكس!
آولين: ماذا قلت هناك؟
إسحاق: لا شيء...وإصمتي!
آولين: إلى اين تأخذني؟..انا احدثك انزلني..
إسحاق: آخذك إلى الجحيم..تبا لك الا تستطيعين بلع لسانك لثواني؟
آولين بغضب وهي تستدير له: إسمع لست فريسة سهلة...لست من اللواتي تعرفهن إذن تراجع والآن صدقني أقتلك..أتسمع؟
نظر لها بدهشة من ردات فعلها الدرامية ثم ما لبث أن إنفجر ضاحكا من كلامها وطريقة تهديدها..
بينما بقيت هي تنظر له بحدة..
آولين: على ماذا تضحك؟..هل ظننت أنني سأسمح لك صدقني لا تحلم!
عقد حاجبيه وهو يرتكز بمرفقه على النافذة قائلا: مخيلتك تنسج أشياء لا علاقة لها بالواقع يا طفلة!
آولين بغضب: لست طفلة...
نظر ناحيتها بإستغراب من كلامها...هي لم تنتبه إلا لكلمة طفلة!..ماهذه التركيبة الغريبة التي تمتلكها هذه الفتاة؟
إسحاق بسخرية: بلى انت طفلة!..كنت تلعبين ذلك اليوم مع عشرات الأطفال..
تأففت وقالت: أحب ذلك..اساسا لما تتدخل في الأمر؟
إسحاق: انا لا أتدخل كنت اذكرك أنك فعلا طفلة!
آولين بتذمر: إذن لماذا سمحت لأطفالك باللعب معي!؟
فتح عينيه بصدمة!...أطفاله؟..مالذي تهذي به؟
إسحاق بصدمة: أطفالي؟
آولين: اجل أم ظننت أنك تستطيع إستغلالي وزوجتك لا تعلم!...انت اب لطفلين هذا إن لم يكن أكثر...وما زلت تلاحق الفتيات أيها الرجل!
بقي ينظر لها بصدمة...مازالت للآن تتحدث أشياء لا تدخل عقله...الفتاة إما مجنونة أو مجنونة لا تفسير آخر!
إسحاق: ماذا تقولين يا هذه؟...من أين تأتين بهذا الكلام؟
آولين: لماذا تريد معرفة ذلك...؟..المهم انني إكتشفت الأمر.
إبتسم بسخرية وتمتم: يا لك من مكتشفة عظيمة!

______♡______♡_____♡_____♡______♡__

في ذلك الوقت توقفت سيارة نديم أمام مصح عقلي ضخم...
نظر ناحيته لمدة ثم ناحية آصال وقال: لماذا أتينا إلى هنا؟
آصال وهي تنزع حزام الآمان: كي أفحصك!
نديم: لكن ألم تقولي أن لديك عيادة؟
آصال: لدي لكنها غير مجهزة بكامل الوسائل لذا سنضطر لفحصك هنا.. هيا تعال!
تأفف فقد كذب كذبة وهو مضطر الآن لكي يجعلها مقتنعة من كلامه..
نزل خلفها يسير بخطوات بطيئة متذمرة..
دخلوا من الباب حيث بدأ جميع العمال يلقون التحية عليها ويرحبون بها... كأنها صاحبة المكان!
نديم: انت معروفة!
إبتسمت وقالت: اجل... هذا منزلي الثاني!
ضحك وقال بسخرية: يا لهذا من يجعل من مصح عقلي منزله الثاني؟
ردت ببرود: انا... واحب هذا جدا وللغاية!
نديم: جنون بعينه.
لوت فمها دون الرد عليه وإتجهت لغرفة منزوية هناك..
فتحت الباب آذنة له بالدخول...
وبمجرد ان دخل اغلقت الباب بقوة حتى إهتزت النافذة في الجهة المقابلة...
رفع نديم حاجبه من تصرفها.. فهي من الخارج تبدو هادئة لكن تصرفاتها غاضبة!
بدأ يصدق امر أنها فعلا مريضة نفسية!
آصال وهي تسحب مأزرها الأبيض لترتديه: إجلس يا سيد نديم...
إتجه ناحية كرسي أمام مكتبها وجلس.
نديم: هل هذا مكتبك؟
هزت رأسها وهي تعبث ببعض الأوراق: اجل لدي بعض الساعات في الاسبوع اعملها هنا مع مرضى هذا المصح..
نديم: جيد..
إقتربت منه وجلست في الكرسي المقابل له..
نظر إليها وهي بذلك المأزر الذي جعلها تبدو جميلة للغاية..عينيها الزرقاوتين التي تشبه لون البحر...خصلات شعرها المنسدلة..أي جمال هذا؟
إنتبه من سهوته بها على كلامها..
آصال: دعنا نبدأ ببعض الاسئلة!
هز رأسها وهو يستريح بكامل ثقله على الكرسي واضعا قدما فوق الأخرى: تفضلي انا اسمعك..
تنهدت قبل ان تبدأ في طرح أسئلتها..
آصال: هل يمكنك ان تعطيني ملخصا عن تاريخ عائلتك الصحي...أقصد هل هناك من يعاني من مشاكل نفسية؟
نديم: لا...كلهم بخير وصحة
هزت رأسها وقالت: حسنا سبب مجيئك اليوم معروف تريد تشخيص حالتك!
نديم بتهكم: تقصدين انك انت من تريدين ذلك!
آصال: لا يهم الامر ذاته..إذن اخبرني هل كنت عدائيا في طفولتك وفي مرحلة مراهقتك؟
إبتسم نديم بهدوء وقال: لا كنت طفلا هادئا اكثر من الازم!...مراهقتي مرت بشكل عادي ايضا!
آصال: ألم تواجه اي إضطراب سابقا؟
نديم بعدم فهم:إضطراب؟...ماذا تقصدين بهذا السؤال؟
آصال: مثلا تجد صعوبة في تتبع أفكارك أو في التفكير السليم..؟
نديم: احيانا فقط..ليس كثيرا!
آصال: همم حسنا...ماذا عن الأشخاص؟...هل هناك من يقلقك؟
نديم: كان...الآن لم اعد اهتم لامرهم!
هزت رأسها بتفهم وهي تدون بعض المعلومات..
آصال: هل حاولت ان تؤذي نفسك يوما ما؟
نديم بجدية وهو يعدل من جلسته: كثيرا..لا اتذكر إن كانت مرة أو عشرة!
بلعت ريقها وقالت: متى آخر مرة؟
رفع رأسه ونظر لعينيها مباشرة وتنهد بعمق قبل ان يقول: قبل ايام قريبة..
فتحت عينيها بصدمة لكن سرعان ما تمالكت نفسها وقالت: لماذا؟.
نديم وهو يركز في نقطة واحدة امامه: لا ادري..
آصال بذهول: هل آذيت نفسك بدون سبب؟
نديم بتشوش: نعم...
صمت قليلا وقال: او ربما...
آصال: يعني انك آذيت نفسك ولا تعرف سببا مقنعا لهذا؟
نديم ببرود: بالضبط...

صمتت وهي تراه غارقا في تفكيره..كيف ستحل الامر الآن؟

__________♡______♡_________♡_________

الحــــــــــــــــــــلقـــــــــــة 15 تمـــــــــــــــت.🍉💚

صورة نديم وآصال قبل بداية البارت. 😌

عشق حاقدين_Hate butterfly حيث تعيش القصص. اكتشف الآن