27

49 3 0
                                    

في احشاء غابة كثيفة الاشجار والحشائش وعلى ضوء القمر الذي كان افضل صدفة حدثت هذه الليلة.. تركض تلك الفتاة بحقيبة الظهر الممتلئة بأهم الأشياء التي تعنيها!
تركض وتلتفت خلفها لا تدري في أي مكان تضع رجلها التوتر والخوف باديان على وجهها... والبرد متمكن من اطرافها التي تكاد تتجمد!
لوهلة ندمت على تهورها وخروجها من المنزل..الم يكن تحمل عقاب والدها اهون من هذا الركض؟
خففت من وتيرة ركضها بالتدريج حتى صارت تمشي بهدوء..فقط تعبتْ بسبب المسافة الطويلة التي قطعتها ركضا..تعلم انه سيلحق بها!
بعد مدة سير لا بأس بها..خرجت للطريق الرئيسي الذي كان بالقرب من تلك الغابة المحمية!..من حسن الحظ لا توجد حيوانات مفترسة!..لأنها كانت ستكون وجبة دسمة لهم..
وقفت على طرف الطريق بجوار شجرة ضخمة تلتقط انفاسها..نظرت للسماء وقد بدأ ستار الفجر ينسدل عليها..
تنهدت ثم بقيت تراقب الطريق تفكر..في الخطوة التي قامت بها وما سيترتب عنها لاحقا..
هناك خيارين الآن!
_ العودة للمنزل الذي عاشت فيه أسوء أيام حياتها وسجنت فيه دون سبب..وتحمل ما سيحدث لها بعد ما فعلته هذه الليلة!
_ أو..
صمتت وهي تشد على قبضة يدها..هل يعني هذا انها حسمت امرها؟
تقدمت لحافة الطريق وقد رسمت الجدية على وجهها...
تمتمت بينها وبين نفسها كأنها تؤكد كي لا تنسى!

" من هذه النقطة لامجال للرجوع!..إنتهى ذلك الفصل يا إيـــــــــــفا! "

كانت السيارات تمر...ولا أحد ينتبه لها..بطبيعة الحال كان هناك نور خفيف لكن لا يكفي لكي يرى احد فتاة مثلها...خاصة بملابسها السوداء!
زفرت بملل..إرتكزت على الشجرة منتظرة الفرج!
لكنها إنتفضت عندما سمعت اصوات غريبة تأتي من الغابة..
همت: ما هذه الأصوات يا هذا؟
هزت رأسها بالنفي: بالتأكيد انا اتخيل!
بقيت تلتفت مرة على مرة..بقلق..لكنها تأكدت من شكوكها عندما سمعت صوت نباح كلاب!..وثرثرة رجال!
إيفا بذعر:  لالا...ارجوك لا تفعل..!
لم تكد تتحرك حتى ظهر احد الحراس على بعد عدة شجيرات وصاح: لقد وجدتها أسرعوا!
أسرعت بالخروج لقارعة الطريق هاربة منه..توقفت اقدامها عن الحركة عندما توقفت سيارة ما امامها بسرعة...كانت على وشك ان تصطدم بها..
فتحت عينيها بصدمة من ما كان سيحدث لها قبل ثواني..
ثم زفرت بقوة متجاهلة إرتجافة اوصالها من الصدمة والخوف..
ثم ركضت ناحية تلك السيارة وفتحت الباب وصعدت!
وهي تصيح برجاء:  أرجووووك يا سيدي تحرك من هنا ارجووك...إنطلق!

خرج الحراس للطريق ليلمحوا السيارة قد إبتعدت ولا اثر لإيـــفا في الأرجاء!
زجر أحدهم: لقد تورطنا سوف تكون نهايتنا بسبب هذه المعتوهة!
ــــــــــــــــــــــــ♡ــــــــــــــ♡ــــــــــــــــــــــــ♡ــــــــــــــــ

وضعت آخر اللمسات على شعرها وهي تجلس امام طاولة الزينة قبل ان تقول: همم إذن وافقت على عرض العمل..؟..حقا انا مستغربة للأمر هل كنت تبقين دون عمل؟..
آولين: ليس لأنني لا استطيع الحصول على وظيفة لكن...أعتقد أنه لا ضرر من التجارب إضافة إلى هذا بدت لي مناسبة لشغفي وإهتمامي.
آصال: لست ضد الأمر إنما فقط استغربت..دائما ما كان والدك يطلب منك العمل لكنك ترفضين...مالذي تغير الآن؟
آولين: لم احب يوما مجال عمل ابي...لا علاقة لي به.لذا حتما كنت سأفشل... علاوة على هذا لا احب هدر قدراتي في اشياء لا انفع بها!
آصال:ههه اوافقك...متأكدة ان هناك تطورات ستحدث لاحقا..
آولين: اي تطورات يا فتاة؟...
إبتسمت آصال بخبث وقالت: الطريق يُرسم لتلك الأماكن شئت أم ابيت!
لوت آولين فمها وقالت: دعينا نفطر لدي عمل علي ان اذهب للورشة!
آصال: وأنا علي الذهاب للعمل هيا..
تناولتا طعام الفطور معا ثم خرجتا من المنزل تثرثران...لتتوقف امامهما سيارة..
رفعت آولين حاجبيها بدهشة بينما زفرت آصال بضيق عندما فتح نافذة السيارة وقال: صباح الخير
ردت آولين: صباح النور يا سيد نديم...كيف حالك؟
نديم: بخير..وانت آنسة آولين؟
آولين: الحمدلله..
هز رأسه وقال: هيا يا آصال...
آصال: ذاهبة لإيصال آولين..
نديم: سنوصلها إلى أين تريد الذهاب...ونذهب لوجهتنا نحن ايضا..
تنحنحت آولين وقالت: لن ازعجكما..إذهبي يا آصال لست مستعجلة...
قاطعها نديم: ما هذا الكلام...سنوصلك ثم نذهب تفضلي!
نظرت آولين لآصال التي تنهدت ثم إتجهت لتصعد..
هزت آولين كتفيها بإستغراب من هذا الثنائي المجنون..
ثم صعدت بدورها معهما!
كان نديم يقود السيارة والصمت يطغى على المكان..الأمر جعل آولين تستغرب تعرف ان بداية علاقتهما كانت سيئة وظروف خطبتها اسوء..لكن ألم توافق آصال على الزواج منه ولم ترفض...لما يتصرفان بهذا الشكل كانهما فعلا سئما من بعض..
آولين: إذن هل جهزت يا سيد نديم المنزل ولوازمه للزفاف!؟
نظرت آصال لآولين عبر المرآة تود خنقها مالذي دفعها لسؤال غبي كهذا الآن!
إبتسم نديم وقال: كل شيء جاهز...بقيت بعض اللمسات..
آولين: ااه جيد...هل ستبقون في منزلك العادي ام ستغيره؟
نديم: بالطبع غيرته..لقد كان القديم صغيرا بالكاد يكفيني انا واغراضي...
آصال بتهكم: وهل قال لك احد انني سأحضر معي السوق؟
ضحك دون إرادته من تعبيرها المستاء...
اما آولين فقط عضت فمها من الداخل بتوتر من هذا الجو...هل يقصفان بعضهما الآن؟
هز نديم رأسه بالنفي وقال: هههه انت خفيفة دم حقًا يا آصال...لم اقصد ذلك...كل ما في الأمر انني رأيت ان منزلا اكبر افضل...
آولين: بالطبع هكذا افضل...ستكونان عائلة وستكبر بإذن الله أبناء واحفاد...
ضحكت لمجرد تخيل فكرة ان آصال ستصبح اما..
ثم أضافت: وسأصبح خالتهم....ههه تخيلي يا آصال!
إبتسم نديم بخفة حتى هو لم يتخيل يوما نفسه ابا مثلا او رب عائلة!...هل سيحدث ذلك قط؟
بينما نظرت آصال لآولين ثم إلى نديم الذي كان يبدو سعيدا من هذا الكلام حقا..
لوت فمها متوعدة انها ستحعله يعيش الكوابيس في نهاره...إن حلم بشي كهذا في يوم من الأيام...لن تؤسس معه لا عائلة ولا شيئا يشابهها!
أوقف نديم السيارة بعد مدة وقال: تفضلي يا آولين..لقد وصلنا!
آولين: اشكرك حقا سيد نديم..
نديم: لا داعي للشكر...وناديني بعد الآن نديم فقط..انت تشعرينني انني رجل عجوز!
ضحكت وقالت: كما تريد إذن!
إلتفتت إلى آصال وقالت: والآن مع السلامة!
آصال: إلى اللقاء مساءًا!
نزلت آولين متجهة لورشتها...بينما إنطلق نديم بسيارته...
نديم: هل نذهب لعيادتك ام للتسوق ؟
آصال بعفوية: لما ستذهب لعيادتي؟
نديم بضيق: هل تتغابين ام تفعلين هذا عمدًا؟
آصال: تبا اجبني لا تعبث!..لما لا تذهب لعملك؟.
نديم: اريد رؤية عيادتك التي إستعرت لأجلها المال من ذلك الطبيب..
آصال: هفف...لم اعد افهمك..نحن نلعب لعبة كي نرضي اهلنا لما دخلت انت في الدور بسرعة؟

عشق حاقدين_Hate butterfly Where stories live. Discover now