_18_

44 3 0
                                    


قام احد عمال المصح بفتح باب غرفة نديم الذي لم يلبث ان خرج بغضب جامح..
نديم: اين طبيتكم تلك؟...اين هي!؟
العامل: سيدي إهدأ ارجوك لا تفعل شيئا خاطئا هي قامت بعملها..والآن هي من طلبت لي فتح الباب لاجلك..
صاح نديم: أي عمل ياا اخرق الم ترى كيف حبستني هنا..؟..وساعدتها انت!
العامل بتلعثم: لكنني ساعدتك ايضا في الإتصال بصديقك..
نديم بتهكم: من اجل المال..هل كنت ستفعل ذلك دونه؟
العامل بسماجة: في الحقيقة لا..لم اكن سأفعل..
هز نديم راسه بعدم صبر...ومد له بعص الاوراق النقدية من محفظته..ليستلم الآخر المال بفرح شديد ويمد بدوره لنديم هاتفه الذي كان محتجزا عندهم...
تقدم خارجا من ذلك الرواق المظلم متجها نحو المخرج..ليلمح إسحاق ينتظره عند السيارة..
نديم: أين تلك الملعونة؟
آسحاق: إهدأ مالذي جرى لك؟..لقد اخرجتك إنتهى الامر الآن..
نديم بغضب: لا لم ينته...اي تصرف طفولي هذا الذي قامت به؟...خرقاء!
إسحاق: اعلم أن فعلتها غبية لكنك أغبى...كيف تكذب كذبة كتلك؟..لقد ورطت نفسك وهي قامت بعملها...
نديم: تبا ألم تفهم بعد..؟..لم اكن اريد كل هذه التفاهات...دائما ما اخاف من إختياراتي امي وهذا سبب وجيه لتشبثي في رأيي بشأنها..
ضحك إسحاق وقال: إصعد.وكفاك ثرثرة دعنا نرحل من هنا..
هز رأسه وقال وهو يصعد إلى السيارة: صدقني لو أمسكتها ثانية سأقتلها..
تنهد إسحاق وقال بينه وبين نفسه: هذا وهو لم يسمع ببقية الكلام..

____♡____♡_____♡_____♡____♡______♡_

بينما داخل المصح كانت آولين تقف مع آصال تخبرها مع حدث معها طيلة اليوم وفي ذات الوقت كانتا تقفان امام نافذة كبيرة تطل على موقف السيارات حيث كان يقف نديم وإسحاق..
آولين: وهذا كل ما حدث..يمكنك القول أنه إختطفني..
ضحكت آصال بشدة وهي تسمع الحكاية: إذن السيد يعمل مع والدك وقد إلتقيته من قبل في أسوء الأوقات..واليوم ايضا..أي حظ هذا؟
آولين وهي تسترخي على الكرسي: بالطبع حظي سيء للدرجة التي جعلته يخرج امامي هكذا..كدت اخنقه..
آصال: دعينا من سيرتهم..لقد إنتهينا منهما الآن..
هزت آولين رأسها: الحمدلله..
آصال وهي تنهض: دعينا نذهب للمنزل إتصلت امي بي وسأبتني عن الموعد..
آولين: وماذا قلت لها؟
آصال بعدم إكتراث: لا شيء بعد...لنذهب ونتحدث معها لن اتزوج شخصا كذلك المعتوه..
ضحكت آولين وهي تنهض: حتى هو لا أظن انه سيقبل بذلك..
آصال بفخر: هذا كي لا يحاولوا تزويجي ثانية دون قبول مني..
آولين: هكذا هي عزيزتي..والآن هيا لنخرج أنا جائعة..
آصال وهي تحمل حقيبتها: وانا ايضا وبشدة...

____♡_____♡_____♡_____♡_____♡___

بعد مدة كانت آصال وآولين قد وصلتا إلى المنزل وبمجرد ان فتحت والدة أصال الباب حتى إرتمت على إبنتها تحتضنها وتقبلها...بفرحة عارمة!
آصال بصدمة: أمي...أمي ما بك توقفي..
والدتها: لما قد اتوقف وإبنتي قد إلتقت اليوم بزوجها المستقبلي...
بلعت كل من آولين وآصال ريقهما كيف ستخبرانها بما حدث وهي في قمة سعادتها؟
آصال وهي تنزع حذائها: هذا ما كنت سأحدثك بشأنه!
والدتها: اي حديث كل شيء تم...يا لك من محتالة لم تودي إخباري في الهاتف...لكن وصلني الخبر للمنزل!
آولين وآصال في ذات الوقت: اي خبر؟
إبتسمت والدتها وهي تشير للصالون: نديم ووالدته في المنزل!
فتحت آصال عينيها بصدمة وهي تراه يجلس امامها ويبتسم!
بينما دخلت آولين متعثرة للصالة لتجده يجلس وامه فعلا هناك!
آصال بتلعثم: ما...ما...ماذا يحدث؟
والدتها وهي تدفعها للدخول للصالة: أعلم انك تحت الصدمة لكن انا وخالتك ميسون لم نود تأخير الأمر اكثر..كلنا نعلم أن خير البر عاجله...لذا وبمجرد أن أخبرها نديم أنكما إتفقتما.. أتت رفقته مباشرة..
إلتفتت آصال إلى آولين التي لم تقل دهشتها عنها كأنها تطلب المساعدة ولكن أي مساعدة وكل شيء حدث بهذه السرعة...
نهضت والدة نديم تحتضنها وتقبلها بشدة بسعادة واضحة على ملامحها التي تشبه ملامح إبنها..
ميسون: أهلا بك يا بنيتي...كم اشعر بالسعادة لانني اخيرا وجدت زوجة لذلك الأخرق..انت خيار رائع منذ طفولتك وأنا أتمناك زوجة لولدي...وجاء اليوم الذي حدث الأمر فعلا..
كانت آصال واقفة كالصنم داخل حضن ميسون وعينيها مثبتتة في نقطة واحدة وهي عينا نديم الماكرة التي كانت تخبرها ان هذا المجنون لا ينوي على خير...كان من المفترض أن يذهب ويرفض لا ان يحدث هذا...
تحدثت والدة أصال " سعادات " قائلة: تفضلي يا ميسون لنشرب القليل من القهوة معا ريثما يجهز العشاء..
إبتعدت ميسون عن آصال التي بقيت واقفة في مكانها دون حركة...
كانت آولين تحاول إستعاب الصدمة وسرعان ما تقدمت ناحية آصال وهمست لها: تعالي لنجلس ليس من المعقول أن تبقي هكذا..
إلتفتت إليها آصال بعينين مصدومتان هزت آولين رأسها وقالت: سنحل هذا..تعالي..
إتجهت آصال وآولين للأريكة وجلستا مقابلتين لنديم الذي كان يشرب القهوة ببرود واضح...
قالت آصال وهي تشدد الضغط على الحقيبة: الوغد..
لكزتها آولين: آصال تحكمي بنفسك ليس الآن..تنفست آصال بعمق محاولة التخفيف من الغضب الذي يحثها على خنق ذلك الرجل..
إلتفتت ميسون ناحية آولين وقالت: ومن تكون تلك الصغيرة يا سعادات؟
سعادات: إنها إبنة اختي رحمها الله...آولين..
إبتسمت ميسون وقالت: يبدو انها مقربة من آصال..
هزت سعادات رأسها وقالت: اجل..أختان إن صح القول!
إبتسمت ميسون وإرتشفت القليل من القهوة وقالت: اين زوجك يا سعادات الن يأتي؟
سعادات:  لقد إتصلت به قبل مدة قال انه على الطريق...
ميسون:  جيد سأتصل بسعيد كي يأتي ايضا.. ومنه نتفق جميعا..
هزت سعادات رأسها بفرح بينما كانت آصال تنظر بدهشة لامها التي بدت كأنها منومة مغناطيسيا  .. كيف تسمح بحدوث هذا دون اخذ رأيها والأدهى مالذي قاله نديم لهم!؟
مرت نصف ساعة والصمت سيد الموقف.. إلتحق خلالها كل من احمد والد آصال وسعيد والد نديم اللذان تحدثا عن الموضوع اكثر وتم الإتفاق على عقد حفل الخطوبة نهاية الاسبوع... كل هذا كان دون اخذ رأي آصال التي كلما همت للحديث لكزتها امها او رمقتها بنظرة حادة..  مالذي تنوي عليه؟
بعد إنتهاء حديث الجميع طلب كل من احمد وسعادات من نديم وعائلته البقاء لتناول العشاء معا لكنهم رفضوا... مؤجلين الأمر لحفل الخطوبة... وغادروا..

أغلقت سعادات الباب وقالت بسعادة غامرة:  الحمدلله  تم كل شيء..
تقدمت آصال وقالت بغضب:  لم يتم شيء يا امي!
سعادات وهي ترفع حاجبها:  مالأمر؟... لما تصرخين!
آصال:  أمي كيف تفعلين هذا..؟.. كيف تقبلين بهذه السهولة وكيف إقتنعت؟... على الأقل أخبريني!
آولين:  آصال إهدئي دعينا نتحدث بهدوء...
سعادات:  إتركيها يا آولين كأنها لا تعرف آداب الحديث مع والدتها..
آصال: أمي لا تستفزيني أكثر واجيبي عن أسئلتي..هذا لا يعقل!..هل تريدين تزويجي رغما عني؟
سعادات: تبا..من قال ذلك..لقد اخبر نديم امه انك اعجبته وإتفقتي معه في عديد من الامور ولا يريد غيرك كزوجة له..أي الإرغام في الامر؟
صاحت آصال: وهل سألتني أنا عن رأيي يا امي؟..هل قلت لك أنه اعجبني مثلا او أنني اريده زوجا لي؟..لماذا تتصرفين دون ان تشاوريني..لما تتدخليني في حياتي بهذا الشكل؟
صاحت سعادات وقد هبطت على خد آصال بصفعة قوية!...
شهقت آولين واضعة يديها على فمها مما تراه امامها!
إتسعت حدقتا عين آصال من فعلة والدتها..وضعت يدها على خدها وهي تنظر لأمها التي كانت عابسة الوجه..
سعادات: أول وآخر مرة يا آصاال...آخر مرة ترفعين صوتك في وجهي..إنك كنت لا تريدين كل هذا فلا عذر لك كي تصرخي في وجهي...لست أصغر أبنائك..وبالمناسبة هذا الزواج سيتم شئت ام ابيت..لسنا نحن من نرجع في كلامنا...الرجل كامل ما شاءلله و يريدك وامه تحبك أين ستجدين مواصفات كهذه؟...لا يحق لك الكلام ابدا..إنتهى الكلام...
كادت تنطق لكن قابلتها امها بنظرة حادة وقالت بهمس سام: حاولي العبث في هذا الأمر وسترين غضب والدتك الابدي!
ذهبت سعادات من إلى المطبخ بغضب جامح بعدما كانت تشعر بالسعادة فسد كل شيء بسبب كلام آصاال الذي لم يرق لها في اي شيء...هي ترى مصلحة إبنتها في هذا الزواج..إعتادت دائما ان تحسن الإختيار لإبنتها...لن تأتي آصال في شيء كهذا وتريها عملها..تعلم أنها ربما لا تتقبل الأمر الآن...لكن بالتأكيد لاحقا ستعيش بسعادة...إنه في نظرها مجرد دلال فتيات...الامر الذي لم تقبله هو صراخ إبنتها في وجها ليتها تحدث بهدوء..ما كانتا وصلتا إلى هنا!

وقعت آصال على ركبتيها تبكي بقهر ليس من ألم الصفعة بل من الم قلبها..هل هذه هي تصرفات الأم؟...هل هكذا يكون حنان الام؟..تبا!
إنحنت آولين بقربها وإحتضنتها تواسيها: آصال..إهدأي لا تبكي ارجوك...لقد أغضبتها بصراخك إنها لا تقصد هذا..
آصال بسخرية: إنها تقصد كل شيء...إنها لا تفكر بشيء سوى نفسها...وما يريحها..إنها تريد التخلص مني..
آولين: أششش...آصال لا تقولي هذا...
نهضت آصال ومسحت دموعها قائلة: سأخلد للنوم..لا تدعي أحدا يناديني..
آولين: آصا...
لم تكد تكمل كلمتها إلا وقد إختفت آصال من بين عينيها واغلقت باب غرفتها...
تنهدت آولين من وضع صديقتها..كل شيء وقع بسرعة....هي بذاتها إنصدمت مما حدث فما بالك بآصال...والذي زاد الطين بلة ردة فعل والدتها..الامر فعلا مزعج...لكن الذنب ليس ذنبهما..بل ذنب نديم الذي لا يدري احد عن نواياه...

_____♡_____♡_____♡_______♡_____♡____

الحلــــــــــــقــــــــــــة  18 تــــــــــــــــــمـــــــــــت.🌸

عشق حاقدين_Hate butterfly حيث تعيش القصص. اكتشف الآن