_3_

104 7 2
                                    

أفاقت على صوت طرقات خفيفة على الباب تململت في السرير ثم قالت بصوت ناعس: تفضل!
فتح والدها الباب ودخل مرتبكا: مرحبا يا صغيرتي!
إعتدلت في السرير وقالت: مرحبا بك.. كيف حالك يا أبي؟
هز رأسه وقال: أنا بخير.. ماذا عنك؟
إبتسمت بلطف قائلة: كالعادة.. بخير وفقط!
تنهد ثم إقترب وجلس بالقرب منها وقال وعيناه تنظر للصورة التي فوق الطاولة: تعلمين أنني أحبك.؟
نظرت لعيناه وقالت مستغربة: أعلم بالطبع.. لكن مالداعي لهذا السؤال؟
أخفض نظره للأرض وقال: لا أريد منك أن تشكيني لوالدتك!
إبتسمت بأسى وقالت: لا تقلق لن أفعل..فهي بكل الأحوال ستعرف عندما تجعلني أحزن..
نظر إليها وقال: هل أحزنتك كثيرا؟
هزت رأسها بنفي وقالت وهي تنهض: لا..لم تفعل..لا تفكر بهذه الأمور الآن!
هز رأسه ثم نهض بدوره وقال: تعالي..لتتناولي العشاء معنا..
آولين بتذمر: لا أريد..لست جائعة..
رد: ستأتين..وبسرعة هيا..
آولين بضيق: أرجوك ليس لي مزاج..
ضربها لجبهتها بخفة وقال: هيا لن أكرر كلامي..
تأففت وقالت: حسنا سأغير ملابسي وآتي..
إقترب منها مقبلا جبهتها..ثم خرج قبلها..لتقف هي مكانها تنظر للفراغ..تنهدت ثم خرجت بعد أن أغلقت باب الغرفة بالمفتاح!
ذهبت لغرفتها غيرت ملابسها..لملابس شتوية مريحة!
وأحكمت ربط خصلاتها البنية الفاتحة..ثم نزلت للأسفل..حيث كان والدها يجلس على رأس الطاولة بجانبه زوجته غيداء..تتكلم بميوعة!
زفرت فهي غير مستعدة البتة لحضور مثل هذه الأجواء..
إقتربت منهم: مساء الخير..
ردت غيداء: مساء النور يا صغيرة..
آولين بحدة: لست صغيرة..
ضحكت غيداء بخفة وقالت: بلى..
رمقتها بنظرات نارية وجلست مقابلة لها..
وبدأت تتناول طعامها بصمت..
ليتحدث والدها: إسمعاني جيدا..الشركة الآن في وضع صعب..نكاد نفلس..!
رفعت آولين رأسها تستمع له..
بينما شهقت غيداء: يا إلهي..هل يعني هذا أننا سنصبح فقراء يا حسن؟
هز رأسه نفيا وقال: إهدئي هذا لن يحدث..
تنهد وقال: إن شاء الله!
أكمل: لكن يجب أن نستعد لكل شيء..أريد تخفيف المصاريف التي لا حاجة لنا بها..مثلا مصاريف صالونات التجميل..والتسوق الباذخ..والحفلات الأسبوعية التي لا داعي لها..بالإضافة إلى الرحلات..ريثما نحل الأمور..
إبتسمت آولين داخلها وهي ترى وجه غيداء الذي كساه الغضب..تعلم أن كلام والدها موجه لغيداء نفسها..فهي من تصرف كثيرا..آولين لا تذهب للصالونات ليست من مهووسي الجمال..ولا حتى التسوق..لكن غيداء مجنونة حقا!
غيداء بضيق: لكن هذا ليس حلا..حقا يا حسن هل سنغير نمط حياتنا..؟.لا يمكن أن يحدث هذا..إستعر المال أو إطلب مساعدة أحد الشركاء..
حسن: لقد فعلت أساسا..لكن أكثرت ولم يتحسن وضع الشركة..والشخص الذي إقترضت منه المال لديه نسبة أسهم كبيرة في شركتي..لو حدث شيء يستطيع الإستلاء عليها بسهولة..
غيداء: لما لا نتفاوض معه..نشرح له الوضع جيدا..ومن ثم تطلب منه مساعدتك بشكل أحسن؟
حسن: لا أدري حقا..أخشى أن يرفض..
غيداء بثقة: لن يفعل..إسمعني جيدا...إدعه للعشاء غدا..ونتحدث معه..
حسن: حسنا..سنرى..
كانت آولين تراقب كل هذا بصمت..تحزن لأجل والدها تعلم كم تعب لتأسيس شركته هذه لن يكون سهلا خسارتها..
أكملوا عشائهم بهدوء..لتنهض آولين قائلة: ليلة سعيدة..
صعدت دون الإحتكاك بهم أكثر...فلو فعلت ذلك ستتدلع الحرب بالتأكيد...كالعادة!
دخلت غرفتها وأشعلت جميع المصابيح بها..ثم ذهبت لركن في آخر الغرفة وأخرجت لوحة كبيرة ثبتت عليها ورقة رسم...ثم أخرجت عدتها الخاصة بالرسم والتلوين!
إبتسمت فهذا أجمل شيء قد يخرجها من حزنها..الرسم هوايتها..تصنع لنفسها عالم آخر..لا يدخله غيرها..
وضعت كرسيا أمام تلك اللوحة وبدأت في رسم لوحتها بهدوء وتركيز...بعدما شغلت موسيقى هادئة تؤنس وحدتها...في هذه الليلة الباردة!

عشق حاقدين_Hate butterfly حيث تعيش القصص. اكتشف الآن