الفصل الأول

1.6K 36 25
                                    

منذ الصغر وهم يدسون كلامتهم المُسممة بعقلي، أنت لها وهى لك، ولكن من تكون هى ومن أنا! وهل تتفق دروبنا؟! تلك الفرصة فى السؤال غير متاحة .. ولست أن بمن يسمع الكلام فى هدوء دون معارضة، فإذا كان لتمرد عنوان فهو "أنا"، ولو كان لكسر القواعد حد فأنا لا حد لي، أجل أحني رأسي احترامًا وتبجيلًا لكن لرب العالمين لا غيره، أسمع، أنصت وأهتم، ولكن لست مُجبر على فعل سوى ما يمليه عليه عقلي، لست بحاد الطباع ولست لين بالوقت ذاته، آمن بالحب وليس بوجودها، لا أتقبل الظُلم ولكن يروقني الظلام، أحب الأسود وهى كل الألوان، دمائي ملئية بالحرب وهى صُنعت من السلام، لا أهاب شيء أبدًا يخشاني الإهراب وأنا أخشها، لا يوجد لي نقاط ضعفٍ ولكنها ضعفي القوي، عزولة دون سلاح ومع ذلك تهزم أعتى الرجال بنظرتها البريئة، أحب البحر وأكره غموضها، تستهويني النجوم ولكنها أبعد، طبعي غليظ وللرقة هى عنوان، أعشق المغامرة وهى قمم المرتفعات، أهوى التحدي ولا أخاف المواجهه سوى أمامها، فهى وحدها من أهزم لأجلها .. إنها الحياة.

صباح يوم جديد يعمه السكينه والهدوء، فتحت عيناها ببطء، لتأتيها رائحة غريبة، نهضت جالسة نصف جلسه، جمعت خصلاتها بعشوائية، لتزاد الرائحة، لحظة ما هذه الرائحة؟ تطلعت حولها تتأكد أنها لا تحترق ثم أدركت الأمر سريعًا، يبدو أن هناك حريق نشب بالبيت، نهضت مُسرعه تركض للأسفل، ولكن مهلًا فهناك أصوات تكسير أيضًا تأتي من المطبخ، اللعنة انهم بالتأكيد شيطانيها، ركضت نحو المطبخ حيث مصدر الصوت، لتتخشب مكانها حينما رأته مقلوبًا رأسًا على عقب، رفعت انظارها المتشنجة نحو طفليها، فتقابلت عيناهم معها بابتسامة بريئة:
_صباح الخير ماما.

أخذت نفس تلو الآخر فى محاولة بائسة لسيطره على أعصابها التالفة:
_مش هتعصب، مش هتعصب .. دول أطفال صغيرين ومش فاهمين حاجة، اهدي يا "وتين" إنتِ كنتِ ذيهم كده، دا ذنب وبيتخلص منك.

مسحت على وجهها عدة مرات مردفة ببحة مخيفة:
_خمس دقايق وألاقي المكان بيلمع .. فاهمين ! 

وكان ردهم صمت ينافس هدوء الصباح، فصرخة بهم:
_مش بكلم نفسي أنا .. ردوا !!

تأفف "زين" وهو يجيب ببرود:
_فاهمين فاهمين .. اهدي بس ليجرالك حاجة.

كادت أن تهجم عليه بغضب، فأسرع الاثنين يركضان بعشوائية يحاولوا اصلاح تلك الفوضى قبل أن تتحول
"وتين" بشكلٍ كامل.

على الجانب الآخر استيقظ "الشبح" وتطلع حوله يبحث عن "وتينه" بجانبه فلم يجدها، تعجب قليلًا، ألقى نظرة خاطفة على ساعتة الموضوعه على الكومود فوجدها السابعة صباحًا، عمل عقله سريعًا، "وتين" لا تستيقظ مبكرًا بالعادة إلا إذا كان أبنائها السبب.. وقد كان شك بمحله حينما أتاه أصوات من المطبخ، ارتدي تشيرت رياضي ونزل إليهم، وقف خلف زوجته يتابع ما يحدث ليصدح صوته بالمكان:
_أى اللي بيحصل هنا !! وعملين دوشه من بدري ليه؟

بين حبي وحربك Where stories live. Discover now