الفصل الثالث

315 17 3
                                    

"بعض الأشياء البسيطة تطغي للحياة حياة".

صباح بنكهة الجنان، اجتمع "أدهم" برفيقه "جاسر" فى قصره وأمامه تجلس زوجته.. فبادر "الكينج" بقوله:
_انتم الاتنين غلطنين ومعتوش عيال على الشغل دا !

اعترضت "جنان" بضيق واكفر وجهها بإنزعاج:
_وأنا غلطت فى إيه!؟ كُنت أنا اللي حطه التلفزيون على ودني وعماله أغلط فيه وأكلم واحد عليه وأحب وكمان أفضي نفسي عشانه و..

ابتلعت كلماتها حينما صرخ "جاسر" فى وجهها:
_اتجننتي ! دا أنا كُنت أقتلك فيها !!

ارتفعت نبرة صوت "جنان" أكثر وهى تكمل بسخرية:
_وماله ما دا اللي ناقص يا "جاسر" بيه، خلي حبيبت القلب تفرح ..

ثم تجمدت عينيها عليه مشيرة بسباتها نحوه بوعيدًا:
_بس قسمًا برب العباد قبل ما تفكر بس ايدك تتمد عليا لأكون قاطعها وسيبلك الدنيا وماشية، وعيالك عندك وريني هتتعامل معهم ازاى، لو مفكر إن أنا اللي يتكل لحمها وتخد دور الضحية وتسكت تبقى بتحلم.

إنها المخطأة، هى من لم تثق به، لم تعطيه فرصة ليبرر موقفه، رفعت صوتها عليه أمام موظفيه وأسأت إلى سمعته، وبرغم ذلك أتى ليصلح الموقف بينهما ولكن هى حمقاء.. لذا لتتحمل عقابه الهادئ والذى سيكون أسوء من غضبه بمراحل.

استشاط "جاسر" غضبًا من كلامتها واستنكر بشدة أسلوبها الحاد، لكنه هتف ببرود:
_لو بخونك زى ما أقنعتي نفسك، مكنش زماني قاعد قدامك انهارده وجاي أصلحك مع إنك اللي غلطانه من البداية، بس مش هقولك غير إنك هتندمي على كل كلمة قولتيها يا "جنان".. صدقني هتندمي وإنتِ اللي هتجي تعتذري مني بنفسك.

ثم رمقها بنظرة حطمت قلبها لفُتات وهو ينهض واقفًا:
_ولو على مد الايد فمفيش أسهل منه، بس مش أنا اللي أمد ايدي على أهل بيتي، ولا دى تربيتي.

نظرت إليه بخوف، وشعور الندم يتسرب إليها، نبرته المعاتبة ألمتها، هى لم تقصد ما قالت، فهو يستحيل أن يفعل ذلك، إنه مصدر أمانها ولكن الغيرة عمياء، فماذا تفعل؟ ولم تفيق على نفسها حينما اندفعت فى الكلام هكذا.. فتدخل "أدهم" فى الحوار محاولًا تلطيف حدة الأجواء قائلا بتريث:
_اهدى يا "جاسر" واقعد، وإنتِ يا "جنان" أنا مقدر إن كلامك بدافع الغيرة والعصبية، بس لو سمحتي كافية كده واديه فرصة يتكلم، الأمور اللي زى دى مش بتتحل بالعناد والصوت العالي.

تنهدت مستغفرة الله فى سرها وأخفضت بصرها  للأرض، ولكن "جاسر" كان له رأى آخر حينما اعترض وهو يتحرك للخارج.. فيكفي الضغط على كرامته:
_معلش يا "أدهم" بس أنا مش هعقد ولا دقيقة هنا، سبتها طول اليوم امبارح عشان تهدي قبل ما نتكلم؛ بس طالما مفيش ثقة بينا كده يبقى خلاص، وعمومًا طريقنا مفيش أسهل منه وميتوهش، وباب بيتها مفتوح 24 ساعة ليها.

أوقفه "أدهم" بهدوء:
_اقعد يا "جاسر" مش ..

قاطعه بحدة بسيطة مشيرًا بكفه:
_خلص الكلام يا صحبي.

بين حبي وحربك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن