الفصل الخامس

286 19 1
                                    

"أنا لم أخطئ، إذا أنا لم أتعلم".

صباح يوم جديد، أشرقت الأرض بنور ربها، وتواري الظلام خلف نور الشمس، كانت النساء داخل المطبخ يعدون الطعام، أما عن الصغار فاجتمعوا بالحديقة.

الشباب تلعب بالكرة، بينما الفتيات يجلسون ليشاهدوا بحماس، شعرت "عائشة" بالملل، فنهضت لتذهب إلى الداخل، كانت تخطو خطواتها بثقة، ولكن صوت تعلمه جيدًا جعلها تبتلع ريقها بازدراء ومع ذلك تابعت السير، بينما ركبتيها تتخبط ببعضها مُتمتمه بنبرة خائفة:
_يارب ميكنش اللي فى بالي، يارب لأ.

لكن الصوت هذه المرة ارتفع أكثر مما جعلها تتأكد أن خلفها تمامًا يقف "مـاكـس"، حاولت أن تلتفت بصعوبة ونظرت خلفها لتجده يقف أمامها ويتطلع إليها مباشرة وأسنانه بارزة بشدة.

الآن هُناك كلب بَل إنه ليس كلبًا عاديًا، وهذا الكلب كبير ومتوحش يحدق بها، ولا أحد يقدر عليه سوى عمها "أدهم" وابنه، واللعنة فـ "أدهم" أمامه مدة حتى يصل إلى هنا، أم عن "زين" فهى تجزم أنه سيتركها طعامًا لكلبه ليأخذ انتقامه منها؛ نظرًا لأنها سكبت الماء فوقه، ولكن هو من أخطأ وعصبها بذلك الحين، حسنًا كل هذا لا يهم فى الوقت الحالي عليها التصرف قبل أن تصبح غذاء لهذا الكائن المفترس الذى يبدو أنه لم يأكل منذ أيام.. لذا فجأة دون مقدمات أطلقت صرخة عالية، اجتمع الأطفال حولها بينما من فى الداخل لم يستمعوا، كان الكلب سيهجم عليها، إلى أن ظهر "زين" من خلفهم واضعًا كفيه فى جيبه بثقة، ثم أشار له بيده قائلًا:
_ريلاكس "مـاكـس" ريلاكس.

هدأ الكلب وجلس أرضًا، بينما اقترب منها "زين" هامسًا:
_إياكِ تصرخي جمبه كده تاني، وإلا هيتغدى عليكِ.

بدأت ترتعد فى زعر محاولة الحديث، فابتعد هو بدوره خطوة للخلف غامزًا:
_اللي قوليلي يا "عائشة" إنتِ تعرفي تفضلي واقفة مكانك كده لحد امتى؟

نظرت له بتوتر:
_"زين" متهزرش !

ضحكت "ليان" بخبث:
_أنا بقول آخرها ساعة.

حدقها "اياد" من أعلى لأسفل وهز رأسه:
_ما أعتقدش.. دى نص ساعة بالكتير.

حك "مازن" طرف أنفه بتفكير:
_لأ، البت دى قوية وممكن تكمل ساعتين.

ولكن "علياء" كان لها رأى آخر حينما قالت برقة:
_حرام يا جماعة، دى طيبة ومتستهلش كده.

ارتفع حاجب "تلا" مصدومة لترد ساخرة:
_هى مين دى اللي طيبة ! اسكتي يا "عليا" اسكتي يا حبيبتي دا محدش طيب غيرك.

وزعت "عائشة" أنظارها على الجميع، حتى استقرت على أخيها الصامت دون أن يدافع عنها:
_"عمر" حبيبي قول حاجة .. دا أنا أختك.

قال وهو يضيق عينيه:
_أنا جعان.

ضحك الجميع، فضغطت "عائشة" على شفتيها بغيظ:
_أندال أندال أندال.

بين حبي وحربك Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang