الفصل السابع

265 19 1
                                    

"نحن نقلل من الكلام، نكثر من الفعل؛ حينما يتعلق الأمر بحال القلب"

_يلا يا "أحمد" الأكل جاهز.

قالتها "حياة" وهى تنقل الطعام من المطبخ المُصمم على الطريقة الأمريكية إلى حيث السفرة، فخرج وهو يعدل من ساعة معصمه، ونظر حوله متساءلًا بتعجب:
_الولاد فين؟

وضعت أخر طبق وهى تجلس:
_"مازن" خرج من بدري عنده محاضرة، وبعدين هيطلع على الشركة، و"ليان" بتصلي وجاية.

أومأ بخفة:
_تمام، وأنا يدوب أكل على السريع وأخرج.

علقت وهى ترتشف من العصير؛ منتظرة ابنتها ليبدءوا فى الطعام سويًا:
_أنا هجي معاك أروح أشوف "وتين"، وأقعد معها شوية، إنت عارف إن موضوع "زين" وسفره تاعب نفسيتها، بس هى مش بتبين.

تنهد مُطولًا، ورد بإيجاز قبيل أن لمح طيف "ليان" تخطو نحوهم:
_ربنا يهديه.

أقبلت عليهم "ليان" ببسمة مُشرقة، وهى تزيل حجابها؛ لينساب شعرها الأسود إلى أسفل خصرها بقليل:
_صباح الخير على أحلى الحلوين.

بادلتها "حياة" الابتسامة بأخرى وردت بحب:
_صباح الورد يا عيوني.

وكذلك فعل "أحمد" عندما قبل رأسها بعاطفة أبوية:
_صباحك جميل شبهك يا روحي.

ابتسمت وتناولت قطعة من الخيار مُستفهمة بمشاغبة:
_اللي قولي إيه الشياكة دى يا "حمادة" ! أوعى تكون ناوي تتجوز من ورانا، أزعل والله.

وتابعت موجه الحديث لوالدتها:
_راحت عليكِ يا "يويو".

ضحك "أحمد" بصخبٍ على ابنته التى لا تتوانى فى تضيع فرصة دون إحداث جلبة أينما وطئت قداميها:
_مفيش الكلام دا يا غلبوية هانم، وبعدين حد يبقى معه القمر ويبص للنجوم برضه؟

فقالت "حياة" بانتصار:
_اطلعي منها بقى يا "لي لي".

ضمت "ليان" حاجبيها، وانكمشت ملامحه ترد عليه:
_قمر أى يا بابي صلي على النبي فى قلبك كده !!  محدش قالك إن القمر بالأصل جسم معتم، لا بيشع ضوء ولا حرارة وسارق كل جماله من الشمس؛ بس الناس اللي كبروا وعاشوا حياتهم مفكرين إنك لما توصف حد بالقمر يبقى حلو وجميل وبتاع.

يبدو أن ابنته لن ترتاح قبل أن تشعل فتيل الشجار بينه وبين والدتها اليوم، ولكن مهلًا أتريد اللعب، إذا يا مرحبًا بهِ، ابتسم يجيبها بثقة: 
_وأنا أقول البت دى طلعة حلوة وجميلة لمين! أتراكِ سرقة كل جمالك وحلوتك من مامتك.. شمس حياتي ونور ليالي ونهاري. 

صمتت، فـ رده كان ضربة قاضية، ولكن الحق يقال أحبت كلماته وحديثه عن والدتها، وكم تعشق الرابط القوي الذى يجمع بينهما، غمزتها "حياة" بشماته:
_حبيبت مامي سكتت ليه؟ القط أكل لسانك !

مال "أحمد" يضم ابنته من كتفيها قائلًا بضحك:
_خلاص بقى يا "حياة" كفاية جبهتها إلى طارت.

بين حبي وحربك Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon