الفصل العاشر

245 20 1
                                    

"كانت كل الطرق تؤدي إليك، لكني دومًا ما خشيت الاقتراب، فأنا كشعلة نار كل ما ألمسه؛ يصبح رماد"

هبط الدرج بجسده الرياضي، خطى نحو الجميع بذات الكبرياء الخاص بوالده، عينيه الزرقاء تحاوطها حصون قوية من الرموش الكثيفة، خصلاته الصفراء المتمردة على جبهته تزيده جاذبية، فيقسم من يراه أنه أجنبي الجنسية، رفع يده يزيحها للخلف وهو يجلس قائلًا:
_السلام عليكم.

وكانت أول من علقت عليه والدته "وتين" حينما ردت ضاغطة على حروفها؛ لتلفت انتباه أن السلام لا يجب أن نختصر به:
_وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته يا حبيبي.

تبعها الجميع فى رد تحية الاسلام، بينما "زين" ابتسم لها وأومأ برأسه متفهمًا، لتردف مجنونة العائلة الصغيرة:
_والله ليك وحشة يا سيادة الرائد، اللي قولي مالك كده قلبت على بتوع بره واصفريت وبقيت غريب!؟

ضحك حتى ظهرت غمازته، وطالعها متعجبًا:
_غريب ازاى يا حرباية إنتِ؟

تأفأفت "بتول" الذى جاءت من الداخل؛ حينما استمعت إلى شجارهم الدائم كلما اجتمعوا:
_مشاكلكم دى مش بتنتهي؟

_بس يا حجه ! هما الاتنين دول بالذات ينفع يفوتوا فرصة من غير ميشكلوا بعض؟

قالها "اياد"، بعدما هبط هو الآخر، ليكون على مقربة منهم، فتبعه "مازن" وهو يسند "عمر" متهجم الوجه:
_حد يجي ياخد البلوى دى منى.

نظر الجميع إليهم بذهول، سرعان ما انفجروا فى الضحك على منظر "عمر" ووجهه الملئ بالكدمات:
_نهار أبيض، إيه اللي عمل فيك كده يا واد؟؟

تساءلت "جنان" وهى تأتي من المطبخ نحوهم، فصاح بغضب حينما رمه "مازن" على الأريكة بإهمال:
_آه، براحة يا حيوان.. عضم جسمي مفشفش.

رمقه "مازن" بغضب شديد محذرًا:
_إنت بتقول أى يا حبيبي؟

ابتسم ببلهاء وهو يعتدل فى جلسته ويستند بظهره:
_تسلم يا رجولة على التوصيلة.

استمعوا لصوت "تلا" الساخر وهى تقول:
_اللي قولولي يا شباب مالكم كده عمالين شبه اللي داس عليهم عربية نص نقل وفرمتهم؟!

ضحكت "ليان" وهى تضع قدم فوق الآخر بغرور:
_نص نقل أى يا حبي ! قولي دبابة ولا طايرة ضربتهم بصروخ أرض جو.

وقف "اياد" يتطلع إليهم مكبوت بالغضب، ليخرج صوته محملًا باستنكار شديد:
_أى الخفة دى يا بت منك ليها !!

_خافوا بقى لنطير لبعيد، وساعتها صعب تمسكونا.

جاءت هذه الجملة على لسان "ملاك" وهى تنزل من غرفتها بملامح غريبة وتعابير مُبهمة، فـاستدار "زين" نحوها متساءلًا بهدوء مريب:
_أقصدك أى يا "ملاك"؟

مرت من جواره دون أدنى اهتمام، جلست بين عمتها "حياة" ووالدتها، لتوجه كلامها لـ زوجة خالها "سيلا":
_أومال فين "علياء" يا طنط؟

بين حبي وحربك Where stories live. Discover now