الفصل الثامن عشر

194 16 1
                                    

تـنـويـة: المشهد الأول والتالت فلاش باك.

تولى "عدي" مهمة إخراج الأطفال، بينما كانت "أيسل" مازلت تجلس مكانها وهو أمامها تحكي لها كُل التفاصيل وكيف يستبحوا أجساد الفتيات ويتجروا بأعضاء الصغار، بينما هو يستمع لها ونار تحرق روحه، حتى أنه لم يشعر بيده التي نزفت من ضغطه عليها وهو يستمع لها، لتختتم كلامها قائلة:
_اوعدني إنك متنساش ماما طول حياتك، زورها ومر عليها لو مرة فِى الشهر، قولها إنى بحبها أوي وغصب عنى غيابي عنها، خليها تسامحني وتدعيلي..

كانت تتحدث بهدوء غريب، صمتت لثوانٍ قبل أن تضيف متابعة وكأنها تخبره بوصيتها الأخيرة:
_وقول لـ"ملاك" متحملش نفسها ذنب مش ذنبها، عرفها إنى كنت ومازالت بحبها زى أختي وأكتر، قولها توأم روحك هتكون ديمًا جنبك ومعاكِ حتى لو مش شيفها.

بوجه قاتم ونظرات تفوح بالشك أردف بحزم:
_شيلي الهواجس دى من دماغك خالص، احنا هنخرج من هنا سوا.. أنا وعدتها.

_هى مين؟
_"ملاك"..

تساءلت، فأجاب على الفور.. وأكمل يسترسل موضحًا:
_من الطبيعي محدش بيكون عنده علم نهائي، هما عارفين اننا طلعين، لكن هنعمل أى ونروح فين وأى هدفنا دى أسرار مينفعش حد يعرفها، بس "ملاك" كانت حاسه، جتلي بليل..

شرد بذاكرته للخلف قليلًا، كان يستعد للسفر، وقلبه يؤلمه بشدة؛ يأبى ترك عزيزته "سرابيل" بتلك الحالة، ولكن قد نفذ الأمر، أتم استعداده ورفع حقيبته على ظهره، ثم دار ليخرج بعدما تأكد من نوم عائلته الصغيرة.

لكن المفاجأة كانت وجود أخته بانتظاره تقف على أخر درجات السلم، وتعابيرها لا تبشر بالخير، دنى منها:
_"ملاك" أى اللي مسهرك لدلوقت ؟

دون لف ودوران، وبكُل تلقائية همست برجاءٍ، انطلق من عينيها قبل لسانها ونبرتها الحزينة:
_اوعدني إنك ترجع بخير..

قطعت كلامها تزفر ذلك الثقل عن قلبها، متابعة وهى تسلط عينيها على خاصته بنبرة ذات مغزى:
_ومعاك "أيسل" يا "زين".

قفزت الصدمة لتلون تعابيره، وارتفع حاجبه للأعلى:
_إنتِ عرفتي منين ؟

ردت ببساطة:
_بابا قالي كُل حاجة.

تمتم بحيرة:
_غريب !

لم تهتم لصدمته أو حيرته، بل أصرت وهى تقترب منه:
_أوعدني..

لا يستطيع أن يعدها بشيء كهذا، حتى هو لا يعلم إذا كان سيخرج من هناك سالم أم سيحدث ما لا يتوقعه، هز رأسه:
_صعب أوعدك، بس صدقني مش هخرج وأنا سايب حد ورايا حتى لو على جثتي.

ترقرت العبارات بعينيها الواسعة:
_أنا روحي متعلقة بيك يا "زين"، مش من حقك تخدها.

منحها ابتسامة دافئة، ومال بجزعه مقبلًا كلتا خديها على حدى.. ثم رأسها بمشاعر أخويه صادقة:
_ادعيلي

بين حبي وحربك Where stories live. Discover now