نَقد «چُورِيّ»

97 13 2
                                    

نقد رواية: چُورِيّ
للكاتبة: OlaAdelM

الهدوء، البساطة والراحةُ والعُمق، عالمُ هادئٌ رغم ما بِه من مُنغصات، عالمٌ يَشُدك وينتزعك عن الواقع مِن أول كلمةٍ؛ كانت تلك روايتك، رِواية تَعجبت لِمَ في كمالِها يُطلب لِكي يُنقد؟ لقد أبدعتِ بِحق.

الأخطاء كانت بسيطةَ لا تُذكر، يَطغى عليها المُميزات فتجعلُها وكأنها لم تكن موجودةً!

فـلِنُعلمكِ بِها، ونبدأُ بـ..
-اللغة:

المُرادفات كانت عميقةً مُنتقاة بِعنايةٍ وبِشكلٍ مُعبرٍ.
لم أجد أخطاءً إملائيةً رغم تدقيقي المُكثف بِها، وهذا شيءٌ جعل السعادةَ تتملكني لِبداية انتشار كُتابٍ مِثلكِ هُنا! مُذهل!

لكن فقط ما لاحظته هي علامات الترقيم، فلا يجب الإكثار مِن علامات التعجب للتعبير عن هَول الحديث والموقف، فذلك شيءٌ بسيطٌ يظهر عن طريق السرد والكلمات المُعبرة، فالإكثار مِنها غير فصيحٍ ويُكتفى بِواحدة.

والمسافةٌ بين علامات الترقيم والكلمة، لقد كنتِ تضعين علامات الترقيم مُتباعدة عن الكلمة لا مُلتصقة بالكلمة التي تسبقها كما هو يجب، وكان التباعد ذاك يُشتتني لِلحظاتٍ، لكنه ليس بالأمر الجلل، مُجرد مُراجعةٍ ستقوم بِحل الأمر.

ومُلاحظة صغيرة أخُرى، عِوضًا عن استخدامك 'بوڤ چيمين'، 'بوڤ يون' فـيُمكنكِ استبدالها بـ 'الراوي چيمين أو يون'، فـما دخل الكلمات الإنجليزية بهذا العمل الأدبي المِثالي؟
___

-السرد:

السردُ كان بسيطًا مُتناسقًا، تنوع المفردات بِه جعلني مستمعةَ بجانِب سردك الرائع!
سردٌ كان ذا طابِع هاديء مُحببٌ للكثيرين، كُنت أندمج كثيرًا من المرات من كَثرة جماله، أتمنى يومًا ما؛ قِراءة شيءٍ آخر بذلكَ الجمال، أستمري بتطوير نفسكِ والكتابة بهذا السرد البسيط والجميل، لا يوجد الكثير مِمَن يُتقِنون ربط الجمال بالبساطة مثلما فعلتِ أنتِ.
أُهنِئكِ مرةً أخرى.

___

-الحبكة:

الحبكة كانت مِن أبرز مُميزات الرواية، سلسةُ ومُترابطة، لا يوجد تسريعٌ بالأحداث بِشكلٍ غير منطقي، أو إطالةٌ بِلا داعٍ، كانت مُمتازة حقًا.

لكن استوقفني موقِفٌ بسيطٌ قد لا يُلاحظه أحد، لكنه جذب فضولي وجعلني أنتظر حتى أعرف عِلته، وهو نظرات زُملاء يون لها عِندما عادت إلى العمل، لقد وصفتِ أنها كانت غريبةً، فشككت في أن المُدير مُتحيز لها مِما جعل الغيرة بين زُملائها سببت تِلك النظرات؟

لكن لم يحدث شيءٌ مع مُديرها بالنهاية، كان مُجرد شَخصٍ صالحٍ خُلد في ذِهني.

لِذلك سؤال هُنا، ما سبب تِلك النظرات؟

وأيضًا تعجبت لأمرٍ آخر، ذكرتِ أن چيمين كان مُهتما بِعلم النفس ويقرأ الكثير عنه، لكن لِما سيقرأ عن شيءٍ مُعقدٍ كهذا؟ ما الدافع وما الهدف؟
ظللت أخِمن أسبابهُ، أكانت بسبب شيءٍ حدث في ماضيه جعلهُ مهتمًا؟ أم مُجرد هِوايةٍ وفضول؟ أم كانت شيئًا يطمح لِتعلمهِ قبل شغفهِ بالأزهار؟

لا أعلم، لكن فقط أتمنى أن توضحي هذه النُقطة الغامضة فقط، فهي جعلت عقلي يُحلل بِلا هوادةٍ مُنتظرًا تعليلًا يُرضيه.

___

وأخيرًا..
-الاسم:
يروق لِلرواية ومُناسِبٌ للأحداث بشدة، أُهنِئكِ على هذا الاختيار الرائع والدقيق.

___

-الوصف:
أعتقد إنه يتناسِب أكثر أن يكون إقتباسًا عن الروايةِ وليس للوصف، فأعتقد أن بِه نِسبة حرقٍ لأنني عندما قرأته توقعت بعضًا مِن مَسارت الرواية، فنصيحتي هي أن تقومي بتغييرهِ لِشيءٍ أكثر تعبيرًا وغُموضًا.

___

_الغلاف:

الغلاف كان بِطريقةٍ ما مُعبرًا عن الرِواية، لكنه ليس المِثالي الذي يجذب القُراء لِتصفح ما يحتويه هذا الغُلاف مِن كلمات، لِذا حبذا لو استخدمتِ غُلافًا آخر، وأنصحكِ بِالنوع البسيط، سيتلائم جِدًا مع محتوى الرواية وطريقة سردها السلسة.
___

وبِالنهايةِ أُريد إعلامكِ، أننا فخورون بِكِ وبكم كان عملكِ مُتقنًا ومُعبرًا، وَصف كُل شيءٍ بتفصيلٍ مُمتع، جَعلنا نعيش الأحداث ونشعر بِكل ما تَمر بِه 'يون'، فِلذلك نتمنى لكِ بأن تستمري، ويكون النجاح دائمًا رفيقًا لكِ.

تَمت.
فَريقُ النَقد.

همسات مُجدِيَةWhere stories live. Discover now