نقد «القَلم الأحمر»

145 19 1
                                    

نقد رواية القلم الأحمر.
للكاتب: Healer410
___

- الغلاف:
كان أختيار الغلاف موفقًا نوعًا ما، ولكنه قد يُوهم القارئ أن الرواية من فئة الرعب أكثر من كونها من الفئة البوليسية.

- الاسم:
كان جَيدًا ومُناسبًا.

- اللغة:
اللغةٌ الخاصة بك قويةٌ ولكن يجب عليك مراعاة بعض الهمزات والأخطاء الإملائية البسيطة والتي يُمكن تفاديها عن طريق مراجعة الفصل قبل النشر، واستخدامك الفصحى كان امرًا رائعًا حقًا.

- السَرد:
السرد ليس سردًا إبداعيًا إطلاقًا، يمكن أن يكون سردًا مقاليًا أو أقرب إلى ما يعرف بـ"الإسكربت"، ولا أقصد هنا انهُ خالي من الإبداع، بل أقصد أن السرد خالٍ من وصف الأحداث والأماكن وأعتمد فقط على "في المنزل"، " في المطعم" إلخ.
حتى أن الوصف لتعابير الشخصيات وحركاتهم أُعتمد على كلمة واحدة أو كلمتين كـ "ضاحكًا"، " ابتسام"، "رحل" إلخ، ومثالًا لما أعني:

حوارٌ بين الأبطال:
-(تضحك بقوة) أنهُ يمزح لا تقلقي، أليس وسيم؟
=( بسخرية) ليس كثيرًا هو فقط إلخ.

في الفصل الأول والثاني لم يكن هناك فصلٌ بين الحدث والحوار ولكن في باقي الفصول قُمت بالفصل وهذا جيد، ولكن عندما يكون هناك أكثر من مُتحدث بين الأبطال أرجو وضع اسم البطل مع الحوار الخاص به، فـفي بعض المقاطع لم استطع فهم من المتحدث الثالث؛ أكان نادر أم عيسى أم حور، أكان ريهام أم صديقتها أم مروان.

مثال:
-(تضحك بقوة) أنهُ يمزح لا تقلقي، أليس وسيم؟
=( بسخرية) ليس كثيرًا هو فقط إلخ
* من هو ذا الذي تتحدثون عنه.

برغم أن الحوار هُنا بين حور و عيسى وأسيل، وعلى الرغم من دخول عيسى المفاجئ، إلا أن باقي المحادثة إذا استمرت على هذا المنوال فقد يحدث تشتت للقارئ ولن يفهم من المتحدث، فبرغم وجود (*) (-) (=) فـهذا لا يكفي لتحديد الشخص إطلاقًا ولا يُحبذ استخدامها في سرد الحوار، فالأفضل يُمكن بقولنا:
ضحكت حور بقوة أثناء قولها : «أنهُ يمزح لا تقلقي، أليس وسيمًا؟»
تطلّعت لها أسيل بنظرات ساخرة كحديثها: «ليس كثيرًا»
وأكمل المشهد بدخول عيسى المفاجئ.

وصف الأبطال، بالرغم من الوصف القليل لأشكال الشخصيات إلا أنك عندما وصفت حور استخدامت:

"حسنًا اعرضيه علينا لنرى.
ولكن قبل ان تقوم بعرضها لننظر نظرة سريعة على من هي حور. "

هنا كان خطأً في سرد وصف الشخصية فلا يمكن أن تقول "لننظر نظره..." فيجب ان يكون وصف الشخصية ضمن السرد بدون مقاطعة القارئ بهذه الطريقة.

فبدلًا من ذلك يُمكن القول:
"نهضت حور من على مقعدها يبدو عليها في منتصف العشرينيات من عمرها، وعلى الرغم من أنها تعمل في الشركة منذُ عامين فقط إلا أنها مجتهدة في عملها برغم تشتت بالها الواضح من طريقتها بالحديث، رتبت أفكارها في ثوان نهوضها ثم قالت..." وتكمل على هذه الطريقة في وصف الأبطال، فيَا عزيزي لا داعي إطلاقاً لإيقاف القارئ بهذه الطريقة، فلن يجد لذةً هكذا، ولا يجب سرد الحدث في منتصف الحوار، وذلك كـقولك: «لا أقصد شيء ( ترتبك) إلخ.»

يمكن القول أفضل:
إرتبكت أثناء قولها: «لا اقصد شيءً.. إلخ»

وأريد ان أكرر؛ ارجو منك وصف الأماكن والشخصيات والتعابيرهم وحركاتهم أكثر، حتي تجعل القارئ ينغمس في القراءة ويجد تلك المُتعة بتخيل الأحداث أكثر مع الشخصيات، فالسرد الإبداعي يحتاج غزارةً في الوصف لِما حول الشخصية والبيئة، وذلك بالمفيد، لا تكن بخيلًا بالكلمات والوصف وحذارِ من الإسهاب.

ونصيحةٌ شخصيةٌ مني؛ مهما كانت الرواية أحداثها معروفةً؛ يمكن للسرد وطريقة الشخصيات أن تُنجح الرواية، فركز على السرد جيدًا.

- الأحداث:
كانت هناك سرعة رهيبة بالإنتقال بين الحدث والآخر، فهناك أحداث لم يكن عليك الأنتقال بها بهذه السرعة الرهيبة، وأيضًا أضافة الكثير من الأزمنة المختلفة بفصلٍ واحد يُمكن أن يشتت القارئ.

وأيضًا ببعض الموقف ردود أفعال الأبطال غير مقنعة، مثل بكاء أسيل البطلة حينما قالت لحور على عدم أمتلاكها أصدقاءً، صراحةً لم أجد بكائها مقنعًا يمكن وصف الموقف أن نبرتها حزينة او منكسرة قليلًا، لكن بكائها كان أمرًا مبالغًا به.

بالجانب الأخر شخصيات الرواية اعتقد أنك رسمت الشخصية جيدًا، ردود مروان البطل وشخصيته كانت جيدة وريهام ايضًا وغيرها حتى أسيل.

توصيل فكرة الرواية أنها بوليسية كانت رائعةً حقًا ووجود انتقاليةٍ بين حادثة القتل والأماكن كانت جيدة أيضًا، الغموض في الرواية جيد ولكن مع السرد الضغيف جعل الغموض غير واضح برغم تمكّنك، وبصراحة أكثر لا أستطيع الحكم النهائي على الحبكة والفكرة لأني لا أعرف النهاية.

- الفكرة:
بِصراحة القول الفكرة رائعة برغم أنها يمكن أن تكون متكررة ولكن وجود قلم مع الضحية ووجود أرقام أعطى حماسًا للفكرة، قد أعجبتني الفكرة وأنتظر النهاية لمعرفة القاتل بفارغ الصبر.

وخِتامًا لدي ملاحظة شخصيةٌ لَك كـناقدة:
«بِدايةً شكرًا لمراسلتك لرواق لإلهام.
وثَانيًا؛ أحببت أن أعلمكَ بِأن بدايتك موُفَقه، برغم كل ما قُلت سابقًا؛ فهذه تعد أول رواية لك وكـبدايةٍ؛
أنا أشجعك تمامًا.
فأنا شخصيًا بدايتي لم تكن مُبشرة بالخير بتاتًا، فمنا من استخدم "الايموجي" ومنا من استخدم "العامية عِوضًا عن الفُصحى بطريقة مبتذلة" ومنا كانت بدايته مليئةً بالأخطاء الإملائية، ولكن حقًا أنا اشجعك على هذه البداية العظيمة وكونَك بدأت فهذا كافٍ، ولا تَقلق ستتحسن قريبًا وتُصبح كاتبًا عظيمًا، ففكرة الرواية حقًا أعجبتني وممتعة، ونصيحة مني أخرى أكثر من قراءة رواياتٍ من التصنيف البوليسي والرعب، أطلب منك القراءة الكَثير حتي تستطيع تعلم السرد بطريقة أسرع، وستغدوا أفضل.. وبالتوفيق.»

فَريق النقد.

همسات مُجدِيَةWhere stories live. Discover now