01

225 17 10
                                    



تراغبتُ في الخير فسُلَّت روحي غدرا  بِجور خَلقٍ شَظيف يقتاتُ سحتا و يُبدِ حقا، تَصعصع بي الدّهر و زجّ بي على حواف أرض مِصراد خاوية على عروشها ، حيث أنا و برودة جثتي من نُعمّرها وحيدين .

أطلقتُ رُمحي بسبيل وعر و قد تحملتُ ما أقدمتُ على فعله و كليّ راضٍ عني عن قناعة رجلٍ أَصدر ، بيد أن عيني غفلت عن كونه شطونا لا فلاح من  بلوغه سالما.

سعيتُ لمجد مؤثل واضعا ثقل أمة غفيرة و وطن رحب على كاحلي ، استبشرت بحسن ما أنا مقدم عليه من يُمن و هرعت بفكر راقٍ أسمو فيسمو بذلك قومي و يرتفع شأنه و هو موصم بلقب مبني على رفعة مكانته  بين حشود الغرباء. إلاّ أن آجام الصلاح التي أقمتها برحابة صدري خرّت تلثم قعر اليابسة و كأنني أمرء طالح يجني ثمار  ما غرسه من خطايا دجن القلب و الروح. أردعت بصدد ذلك قتيلا بسيوف الطغاة في ساحة مُلِأت بريح الخونة المغشية على أبصارهم ، أناس يسترزغون الأرث من الخَلق و يترضّون المسجف منه  فيقبلون بذلك على تدنيس ما جادت السماء بصنعه و هم يتأسّلون برجس الشيطان.






شغلتُ ديجورا و عمرت قفارا فُلقِّبت بسجين الزنزانة رقم واحد بالسجن الحكومي لمدينة بكين ، أكون أسير فتنة و أخيذ محنة ، صريخا بعدل قضاء السماء و متضرعا بصلادة إيمان في سبيل إنقضاء ما تبقى من وجودي و رفعتي شامخة لا تذلّ .

تتضارب الآراء علي منذ حول دون مصداق يجزم أمري ، فمسألة قضائي قد شغلت فِكر قوم بشُعَبِه: قضية خوّان سولت له نفسله إقتراف حوب  أردع صَدر أمّة جثمانا هالكا .
ائتفكت الأرض بي و قد حيل حالي من صلابة الجسم و عزة المنصب إلى بدن بئيل يركن نفسه قبالة الحائط ذي الصدع الذي عهدته أنيسا و خليلا في أوج ضلالي فأبثه شقوري .
لزمت البلاط النديّ و ما برحته إلا لتلبية حاجة جفنيّ في التفرغ لبعضهما حينما يغادرني الأرق بعد عِشرة أيام غدوت فيها شقيذا أصيلا.
يتألب عليّ ذوي الصدور العليلة فيتناوبون على إذاقتي عذابا صعدا ، تارة يحضر الغليظ بلحمه فيسلّني أسواطا و لسانه الأحدّ يجيد رميِي بالمراجم ، و تارة أخرى ، يتشرف من يعلوه رتبة فيسلبني ما تبقى من رباطة جأش بداخلي فتحتضر روحي و هي تضخّ بإسم الحياة.




تبرّجت السماء و جَوّب القمر بنوره عليّ فكشفت عن بداية سمري و قمت بجذعي ملبيا طلب الأصاليت من عيشي في الإختلاء بها رغم كوني مكرها ، زارتني ذكرى أكبر معصية زجت بي بصحراء جرداء لا مفر من قحطها .كنت الشريف البهيّ ذي الحال الميسور و العرض المحفوظ قبل زمن ليس ببعيد ، أما بعده فقد غدوت صَديغ الجثة و الرّأي كأي آثم انسحطت منه حقوقه فسقطت بموجب الجزاء عن سوء الفعل. اشتغر عليّ أمري و ما واريت حيرتي عني فأنا لا أعدّ غريبا لنفسي ، رضخت لما خطّه القدر  و رضيت به و أنا ألتمس رحمة الخالق في الجمع بيني و بين من سبقني من الأهل في مستقر سويّ . كانت مشيئته أن يشار إليّ بالبنان و أفواههم تقذفني بعدما انجرف الكل خلف أباطيل الكلام . يبصرونني حاصد روح و أُبصرني شهيدا في سبيل روح و لست مبررا لأيّ إنسي بهذا .

أَصْفَاد بكين Where stories live. Discover now