12

20 6 0
                                    



تعهدتُ بإهدائها الخلاص و قد شارفت على بلوغ أربي ، غصتُ في دهاليز القضية و ما تركت تفصيلا إلا و قد أخذته بعين الإعتبار .لم أقوَ على التلذذ بإطباق جفنيّ ليلا و بداخلي موقن أنها تسامر الليل و قد أبادها التفكير. 

كان المِرسال الذي كلّفته بالمهمة قد عاد و أعلمني بما صدمني ، لم أشكّ يوما بالرئيس بالرغم من أنّي لازمته أكثر من ظله ، خُطّته كانت خسيسة لا تليق  بحسن بأفعاله .

لقيت عسرا في توصيل الكلمات إليها على الوقع الصائب ، لمحت كسرة ملامحها و خفوت صوتها للإنعدام ، لست لها بلائم فحتى رباطة جأشي أنا الآخر فُكّت و اندثرت . وددت احتيازها  لنفسي عسى أن أخفف عنها بعضا من ثقل ما جلبته معي فهي ذات قلب رميم لا يستحمل لكني شاكر للسماء كوني لم أكن عجولا.

أوصلت القرص الصلب بالحاسب فشرعت موجات صوت كلا من الرجلين تندفق على مسامعنا .

شي تاه
"أَمن أخبار تزودني بها ؟ أرى أنّ الكرسيّ أنساك وفاقنا " 

لي تايهي
"صبرا يا رجل ! التوغل بأمور الجيش ليس بذلك اليسر كما تعلم ، ما جمّعته من سندات ، أرسلته مع رجلك، كما أنني أحاول جاهدا زرع الضعف بالجنود و قد شارفت على امتصاص قواهم "

شي تاه
"من المقرر أن  آتي بجنودي اليوم العاشر من الشهر الرابع أي قرابة أربعة أشهر من الآن ، فلم لم تضع هذا بالحسبان" 

صرخ بآخر كلامه إلا أن الآخر تنهد بقلة حيلة .
لي تايهي
"حسنا حسنا، سأرتب الأمور من أجلك ! لكن لا تكن بناقض للعهد، فقط شانتشوان لا أكثر أتفهم؟"

شي تاه
"فلتفعل ما أُملي عليك فقط "  

انتهت المكالمة و قد انتهى معها فؤاد سيدتي ، تقطب ما بين عينيها بغير فهم و قد نالت الحيرة قسطها من وجهها بالكامل ، تفتح ثغرها قليلا و تُصوّب اللاشيء بشرود .

لم أكن يوما رجلا رُمَّكا لكن كل مفرد من معجم معاني الوهن تتجسد بي لحظة إبصارها بتلك الطريقة . 
انطلق لساني بعدما حسمت أمري أخيرا.

"سيدتي ، هل أنت بخير ؟" 
دحرجت حدقتيها و قد تشكلت لمعة تنذر بقدوم سيل من عبرات الخذلان على خديها . أقسم أنني محيط بكل ما يضخه أيسرها بهذه الأثناء من وجع و يا ليتني قادر على رميه بعيدا عنها.

"ضاق صدري من سماع هذا لينغ ، أكان ينافق في الفعل و القول و يبدِ لي و للناس قناعا غير الذي كان بحوزته ؟ أمتأكد من عدم المساس بأصلية التسجيل؟" 
نفيت برأسي ثم استرسلتُ الكلام .

"التسجيل أصلي و قد تأكدت سابقا و مرات كثيرة قبل عرضه عليك، السيد بصدد تمديد عهدته ثبّت هدنة مع شي تاه مفادها إبقائه في الحكم مقابل جزيرة شانتشوان ، مقصد كلامي أنه رفع التعزيزات التي يتلقاها الجيش الصيني من الدولة بغرض إضعاف الجند و منه الإستسلام و عدم المقاومة في حال انتهاك العدو لحرمة أراضينا ، لكن تكملة المسألة لا تزال حلقة ضائعة ، و بالحديث عن شأن شقيق زانغ، فأنا استصعبت إيجاده  بسجلات عائلته فكل صفحة تشير أنه وحيد أهله لذلك أشك بصحة قوله" 


أراعني شحوب وجهها و صومها عن إلقاء الحروف بصوتها الذي كان دوما أنسي و خليل وحدة قلبي ، سقتُ مقلتاي بروية أتفنن في تلثيم سواد عينيها و ضمهما في كنف معزتي لها عسى أن أفلح بقيادة حسرتها للقاء النور .

"ما شأن ييشينغ بكل هذا ؟ و لم  اتُّهم دون غيره من السياسيين؟" 

أفرجت كلماتها أخيرا و قد أنهكها النطق الكلام لأرد قائلا.

"سأسعى خلف هذا أيضا في القريب العاجل سيدتي " 
"أرجو ألا نتأخر عنه لينغ ، ستة أيام متبقية عن تنفيذ الحكم ، ضع هذا بالحسبان"
أومأت ثم  أردفت بعدما خطر ببالي أمر زفافها.

"ماذا عن يوم الزفاف؟" 
"أحبذ ألا أقوم بأي حفل و قد فاتحت شين باي بالموضوع، قد أبدى امتعاضه بيد أنه يجدر به مسايرة أوضاعي و إلا فقد أضطر لوضع تاريخ آخر أبعد من هذا " 

رسمت ابتسامة نابعة من خاطر مكسور ، فأنا لم أكن يوما وليا لحظ طيب و قد يحفر هذا لَحدي يوما.

عيناي لم تنفصل عنها لعشر سنين بأيامها و لياليها ، راعني حسنها و كلامها و كلّها و ما أظهرت ضعفي هذا و لو بزلة لسان ، أحكمت إطباق شفتيّ للحد الذي بَلمت و عجزت أن تبرأ من علتها تلك، و ها أنا بهذه اللحظة أود إلقاء كل ما يمنعني عنها و أرتمي عليها ناطقا بإسم الهوى عبارات شوقي لحنين قلبها الذي لن يكون ملك فؤادي و لو خطئا.

أَصْفَاد بكين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن