21 و الأخير

58 6 0
                                    



أخذت زِبنتي من الهوى و نحن سويا ، اجتمع كلانا على خلق أعمدة لبنيان متراص يحويني و هو من اشتداد الفصول ، تخطيت عقبات الماضي و قد لعب دورا في انتشالي من بئسي ، كان و لازال الرفيق و الصديق  الذي أنعم عليّ بجمال الوجود ، ترفع بي من المأسآة و قد نجح في صوني وافيا بوعده .







آن ميعاد رأس السنة القمرية الجديد ، كنت قد قصدت المدينة لإنتقاء الزينة الضرورية للمراسم ، جهزتُ باحة القرية الرئيسية المخصصة للقيام بالإحتفالات ، بالأشرطة و الفوانيس ذات الألوان البهيجة، أعددت مجالس عديدة تكفي لإستقبال الكبير و الصغير ، حتى أن الطعام أُعد بكميات وفيرة ، لست وحدي من صنعه بل حصلت على بعض المساعدة من ييشينغ ،هو ليس بطاه ذي أنامل ذهبية بيد أنه لم يستحسن أمر تركي أقوم بكل تلك الجهود وحيدة ، قد أتت السيدة سيمون مع زوجها أيضا بغية مد يد العون و أحضرت الكثير  من العصائر و الفطائر السويسرية من صنعها ، أقدر ما تبذله  لزرع البسمة في قلوب القرويين و يجدر بي شكرها كثيرا لاحقا.

طيلة فترة إقامتنا بلوتيربرونين لم نشهد على سوء معاملة أو قلة إحترام ،  إعتاد الكل على تواجدنا و أحبو ما نقوم بصنعه من خزف تقليدي و من أجبان من صلب مواشينا ، عرفنا الألفة و المحبة بينهم كأننا من عائلة واحدة و هذا ما يدفعني لعدم التفكير بالعودة لأرض الوطن .




"فلترأفي بحالك قليلا جين ، ستهلكين و تهلكين فؤادي معك" 

قال و هو يقرب خطوه نحوي ، أراح أنامله على خدي و هو يصوب سواد حدقتيه في خاصتي ، دفء كفه كفيل بجعلي أغوص به فأندمج و إياه متوحدين بجسد واحد ، ما بيني و بينه ليس مجرد هوى كلمات يندثر بأول فرصة فراق و إنما أفعالا موثقة بثقة كلينا .
رسمت ابتسامة على ثغري مطمئنة إياه.

"ليس بالشيء الجلل ، أشرفت على إتمام ما هو معلق" 

جرني خلفه للخارج نحو باعة الدار و أجلسني على الكنبة الخشبية الموضوعة به ، متصنعا عبوسا وجدته حلوا ، رزن معي بالمكان ثم تكلم.

"سأشهد على راحتك و سأحرص عليها لذلك فلتتوقف أعمالك هنا ، سأتولى أمر ما تبقّى" 

همّ للرحيل غير أنني أوقفته بحضن تواق مني ، لو اصطفت كلمات الدنيا جمعاء على طرف لساني ، لن توفي نصيب ترديد ما يطمسه قلبي من وفرة الهيام به بكل مقدار صغير من الزمن كأنه قابع بي .

"سأحيى على سقاية حبك دهورا فتنمو بكُلّي دائما و للممات" 

أفرجت عن حروفي و أنا أطوقه بذراعيّ أكثر من السابق، ضمني له فيستوي رأسي و قلبه على نفس الكفة ثم لثم جبيني و هو يقول.
"و أنا سأفعل كذلك" 




اجتمع الكلّ يبدي غبطته بالمكان المنشود، شد بصري لينغ و هو يحكم إيواء جارتنا فيفي بمقلتيه ، أمره مفضوح لديّ فعيناه لم تنفصل عنها منذ لحظة تعارفهما أي قرابة حول من الآن ، كنت قد كلّمت ييشينغ بالموضوع و اقترح فكرة لم شملهما إذا رضي كلاهما ، ضحكت بفتور على حاله ثم برحت مقعدي أبحث عن زوجي فلدي ما أود إعلامه به بهذه الأثناء السعيدة . 


دنوت صوبه بعدما لمحته يداعب غلاما صغيرا ،اختلج جوفي كل ما يدعو للسرور كأنني أشهد على نهاية فيلم سعيدة، جررته نحو مكان لا يحوي سوانا حتى أختلي به لنفسي بعيدا عن فوضى الكون ، أبدى تقطيبة بين عينيه بغير فهم لسبب جلبي له لهنا، أبديت إبتسامة قبل إنطلاق لساني للحديث بروية .

"طالما أردت إهدائك شيئا يليق بغلاوتك لدي ، و لم أجد سوى منحك قطعة من روحك ، تشاطرك و إياي ملذة الحياة على وقعها الصائب "  

أمسكت بيده و أنا أضعها على بطني بحذر ، أرضك عينيه لما تفوهت به من فجائة الأخبار ، تفرقت شفتيه للكلام بيد أنه لم ينطق بحرف، فقط أبدى سكونا طريفا ، أسريت ضحكتي ثم استرسلت.

"ألم ترقك هديتي ؟"

صام عن قول الكلم و احتواني بداخله  كأنه يبدد شوق سنين .
مهما تعاقب الأجدان على هذه اللحظة لن أتوقف عن الإنغماس بكيانه فهو حلّ لي منذ الزمن الذي شُغفت به أرواحنا كلفا .


النهاية .











رايكم بالرواية و احداثها؟؟ ماحبيت اكتب تفاصيل كثير لانو الرواية قررتها تكون قصيرة

أَصْفَاد بكين Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ