هـيدرَانجيا : مَشهد 3_ عَـرضٌ .

152 12 0
                                    

هِـي تَـائِهة حَد أنَهَا تُـحَاول أَن تَجِـد ضَـالَـتها فِـي الـمُوسيـقى الـصَاخِبة اَو رُبمَا بَـين أورَاق رِوايَة قَديمـة ، تَرقُـص قَـبْل أَن تَـسقُـط فِـي فَخ اَوجَـاعهَا ، تَـرقُـص حَـتَى تَـسقُط مِن الوَهـن ... خَـيرٌ لَـها مِن أَن تَـسقُط مِن الشَـجن ، تَـرفُض الاعـتِرافَ بِكـمِّ الحُـطَامِ الذِي يَـسكُنها .
______________________________________
السَـادِسَة صَـباحًا || بِتـوقيت القَـلق .

البَجعَة السَـودَاء ، دَورٌ مـرهق لِلَعبه ، بَدنًا و نَفسًا ، كـون تـلك البَجعة السـوداء مُلِئت بالكـره ، الحِقد و السَواد داخـلها ، تـلوثت نـفسها بأكـثر المَشاعـر ظَلامًا فَتحولت مـن البَجعة البَيضاء الـرقيقَة المـحِبة لِكل مـن حَولـها لأكـثر الشخـصيات ظَلامًا في كـل رِوايَة أو فـلم يِذكـرها .أترَى هـل سَينقـشع السِحر و يـعود السـلام لِداخـلها ؟! .
كـميَة الصُعوبَات التـي واجَهتها زَينـب لِتَجسيد هـذا الدَور الخـاص كـبيرة و ثَقـيلة عـلى كَاهـلها ،و الأمـر العَسير كـله يـدور حـول شَخـصية البـجعة بِحدِ ذَاتـها ، بالقَول الصـريح لـم تظن زَينب يَومًا أن هـنالك شـخص يـحمل هذَا الكـم من المـشاعر الطَـاغية المُلوثة بِداخـله ، هـناك مـن جَوهره أسوَد لـكن ليس لـهذا الحـد .
كـونها شـخصية مُسالـمة لا تَقترب لمَرء دون أن يَمس بِها سوءًا ، أو أن تـحقد على أحدٍ دون محـاولته أن يعيثَ بِها خـرابًا  ، أصبـحت هذه الصـفات عائقًا قَويا فـي طَريق لـعبها للدَور .
لـكنها هَدمت العَـائق و مَرت فَـوق أطـلالِه .
بـعد سـاعَات سَيتـم تقـديم المَسرحـية و هَـا هِي مـستيقـظة مـنذ فَـترة ، تَقف أمام مـرآتها ، حـدقتَيها تـحمل نوعًا من النـظرات الحـازمة المَملوءة بالحـماس مع رَشةِ ثقـةٍ بالنـفس الغـالية .
ارتَدت أحـلك لَبس لَديها يَـغلب عـليه اللَّون الأزرَق اللَيلـي الدَاكِن ، عَكفت خـصلات شـعرها البـنية عـالِيًا آخـذةً عـدة أنفـاسٍ عـميقة تـهَدئ بـها دَواخـلها... ستتدَرب حتـى مَوعد الذَهاب للدَار فالعـرض يبدَأ حوالـي الثـامنة لَـيلًا.
_______________________________________
الخـامـسة مَسـاءًا || بـاريس

بـعد أن أنهـت تَدريبـها الذِي أخذ مـا يـقارب أربع سَاعات بـكل دَقيقة مـنها ، أطـعمت مَعدتهَا التـي تتعذَب مـعها ، نـامت لِفترة طـويلة و هـذا لِشحن مـدخراتِ طـاقتـها الضائعة بسبب التـدريب .
هـاهي الآن و قبل حَـوالي ثلاثِ ساعـات من إلقـاء العـرض ، تَـلج لذلـك المـبنى الضـخم ، يـغلب عـليـه اللون الأسـود و الأبـيض ، و هذا ذكـر تـلك الباليرِيـنا بِدورها الذِي ينـتظر فـي طـابور مَسيرَتها .
_" شَـرفت راقـصتنا الأساسـية "
_" كـل الاعتـماد يَقع عـليك يا فـتاة"
هـذا مَا سمـعته عـند دُخولها لـقاعة الرَقص ضف لذَلك بـضع عـبارات التَرحيب و التَشجيع أيضًا .
مـرت بَين بـاقي الرَاقـصين تُهـدي كـل واحـد منهـم ابتِـسامَة رُسمـت على مَحـياها بِدقة فـرشاة فَـنان ، قـطع مـسارها نـحو غُرف التَغيير و الحـمامات وقـوف فَتاة أمـامها بشـعر أسـود يَتعدى خـصرها مـع ملامح عـادية بـأعين سـوداء و جـسم راقـصة رَقيق مَرن ... إنها الراقـصة السـابقة التـي كـانت ستؤَدي الدَور الذي أُعـطِي لِزيـنب لكنـها لن تَفعل بل ستـرقص مع باقي الراقِصين الخَلفيين .
_"دِيـنا ، لَن نقوم بِرؤيـتك تَلعبين دَور شـريرة القِصة الـيوم أيضًا ، إننا مَشغـولون حَد الاختـناق عَزيزتي ، عودِي أدراجَك"
عمّ الصمـت المَكـان و الكـل يتمَعن في النـقاش بينَ الراقِصتـين الأساسِيتين للدَار.
_"أودِيت ، مَـلكة البَجع إذَن ...  كـان دورًا مُقررًا لـي أنا لـكن شَاء القـدر أن يُعطـى الدور لَك و أبقَى أنا أرقـص خـلفك ، طول الفـصول الأربَعة للرَقصة ! "
تركَت زَينب نَفسًا عمـيقا يَخـرج من بين شَفتيها ، تَضع كفاهـا على خَصرها النَحيف .
_" لن نتَشاجر ، لِنتدرب مَرة ثـانية ، نـركز على الرَقصة الأخـير فَهي أكثر ما يـجذب المُشاهِدين و بـعدها غدًا أو بعده نـكمل الكَلام "
تَخطت تـلك المتصَنمة أمامها بِمشيةٍ سَريعة تُحضـر نَفسها للتَدريب و بـعدها للخـروج للمَسرح الفَسيح .
_______________________________________
الثَامنةُ إلا رُبـع|| بِتوقيت بُحيرة البَجع:

أودِيت و أودِيل ، نـفس الشـخص .. قَـبل و بعد الخـذلان ، الشـر ، السُوء ، الحِقد .
تَجلـس مُكتسِحة فـستانًا أبيضَ كاللُؤلُؤ ،و عَلى رأسِها ريشٌ كَريش البَجعـة يَمر مـن شَعرها لِغاية مَنطقة أذنِها .
مـن يَراهـا يظُن أنهَا شـاردة ، لـكن الأمر عَكس ذَلك .
هـي فَقط تُراجع خـطوات الأداء داخـل مُخيلتها و هـذا بِجعل نَفسها تـرقص على سَطح عـقلها ، كَصورة هـولوغـرامية.
_"زَينب ، هـيا المـدربة أتت"
و مِن المَنطقي أنها ستـقص عَليهم بعـض الحِكم و أمثالٍ عن سابِقيهم ، كما تسَميهم المدربة جَواهر الرَقص.
_" أهلا برَاقِصيّ الجَميلين ، إنكم تَسطعون بالأبيض ..إلا زينب بعد دقائق سنَراها بالأسود الحـالك ..."
تَوجهت دِفة الأنظار نَحوها ، و هي ما عليها إلا الابتسامة  و مُحاولةُ اخفاءِ دائرتَي الخـجل اللتانِ ارتسَمتا على وَجنتيها .
_" لن أطيل الكَلام فقد تَبقى أقل من خَمس دقائق رُبما ، لا للقَلق ...ليس اول عَرض تلقـونه هنا أعِزائي ،. هـيا اصطُفوا كـي تَخرجوا للمَسرح ..أريد تصفيقات حـارة بعد العَرض و ابتِسامات تشق الوجـوه ..مَفهوم"
تعالَت الهَمهمات و المـوافقات ، و اصطف الراقـصون و آخرهم زَينب كونـها آخر مـن من ستَخرج للعـلن لتقـديم رقـصة أوديت مع مـن سيرقص بِدور الأمير "الوَسيم" بِنظرهم .
لِترقص بأعـين مـغمضة و تنسَى العـالم .
__________________________________
انتهَت من الرَقصة الأولى منذ دَقائق ، و قَد عـادت لِغرفة تَغييرها خـلف المَسرح كـي تُغير لِبسها ، نفسها و ملامحها جذريا بِلعبها دور أوديت المُظلمة .
فستـان أسود مـثير ، ريش أسود عَلى ظَهرها ، شَعرها و وَجهِها .
ظِلال أعيُنٍ أسوَد و عَلى غير عـادتها ..أحمَر شفاهٍ أسود قـاتم .
هذه أودِيل .
رأت فِي المـرآة انعِكاسَها ، و تـبًا كم تَبدو مـخيفة ، تمنَت أن لا يـكون في المـسرح أطفال تـحت السِن القَانوني ، أم سَيعانون الكَوابيس كل لَيلة .
خـرجت من غـرفتِها تَقف وراءَ السِتار الحـاجب ، الفاصل بَين المـسرح و خـلفه ، أخذت عدة أنفاسٍ مُهدئة عميقة ،بفتـح أعينِها ..رُفع السـتار و حـل الصـمت ينـتظرون البـحعة السوداء لِتخرج و قـد فعلت .
خـرجت تضـع أول أحجـار الرَقصة التـي كانت تَميل للهدوء ثم تَزداد حِدتها بِمرور الثـواني حَتى أصبـحت رَقصة تُجسد ما بِداخل أوديت بـعد ما ألقاه علـيها السَاحر من سِحر مُظلم ، كـل مشاعرها الدَفينة جَسدتها زَينب فـي رَقصتها الليلة .
صـوت التصفيقات هو كـل ما تسمَع زَينب بعد اتمامها الرقصة و هي بعد قَفزها من ما يشبه مُنحدرا ما رُكب على المـسرح .
تستَلقي على حـامل وُضع خلف تلـك المنصة العالـية لِيستقبِلها بَعد الحَركة الخِتامِية ،  تضع يديـها على أعيُنها بِوهنٍ بادٍ على تَقاسيم وجـهها.
انتـهت السَهرة ، أغلِق السِتار .

.
.
.
.
اوكااااي هلااا مرة ثانية ...
بالنسبة للرقصة و اللبس في مقطع البحعة السوداء ، وضعت فيديو يوضح كل شي فوق .
استمتعوو
و رأيكم يهم 😭❄️
م

ن هنا يبدأ اللعب ...بعد ما رح اغير تقنيا كل شي فالرواية

هِـيدرَانجـيَا : القَلب المُخلِص HYDRANGEADove le storie prendono vita. Scoprilo ora