هيِدرانـجيا : مَشهد 4_ نَـجمة.

133 14 2
                                    

ماذا جنيتُ لكي تمِلَ وصالي؟!
إنّي سألتُك هَل تُجيب سؤالي حاَولْت أن ألـقىَ لهجرِك حُجَةً فَوقعت بَينَ حَقيقةٍ و خَيالِي.
_______________________________________
السـاعة العَـاشرَة صـباحًا || بِتوقـيت نَجاح .

عـلى طَـاولةٍ تـحمل أبَويـن طَغى الهـدوء عَلى مَلامِحهما العَريقـة ، فَتاة مـلامحـها تُخبر النَاظر أنها تـبلغ من العُمر العـشرة سـنين ، لـكنها تتقَلب في جَوانب عِقدها الثـاني ، و إلى جانبـها يَقبع شابٌ متهَجم الوَجه ذو السادِسة عـشر .
هَذِه العـائلة الدافئة الصَغيرة ،اجتَمعت على المأدَبة تَنتظر كـبيرةَ العائلة ، زَيـنب .
و من الوَاضح عـلى وُجوههم أنهُم سَئمـوا الانـتظار .
أما الشخـص المنتَظر لازالَت تـقف أمام مرآة حـمامها تَظفِر شَعرها الذي سَرق من لـون تُراب الأرض مـا حَملته خُصلاته ، مـتناسية أنها وَعدت والِداها بِقص مـا حدث في العَرض كـونهم لَم يحضـروا للأسف.
اكمَلت تَزيين شَعرها المُسترسل تخـرج بِسرعة رِياح عاتية مخلِفة وراها عبق عـطرها الأخاذ و غرفَةً مُدمرة ،ضفوا هذا للقَائمة .
بدخولها لغـرفة الطَعام في منزِلهم الذي يشع منه الطراز الفرنسي الحديث ، رُفعت الأربعة وجوهٍ لها بنفس اللحـظة و قد جَعلها هذا تعطِيهم ابتِسامةَ اعتذار تَضع يَديها خَلف ظَهرها .
هذه لا تبدو كَصاحبة سبعٍ و عـشرين سَنة، بل تبلغ السَنـة حتمًا .
_" هل أنت الأميـرة المفقودة و نحن لا نَعلم ، لما هذا التأخر"
_"أغلق فَمك رسـيم ، لا دخل لَك"
أجابَت عن أخيهَا الأصغر المُلقب رسِيم تصفـعه أعلى رأسه ، مُتقدمة لِمقعَدها جَانب والِدها مُقابلةً لمقـعد أمها التـي نَهضت تَجلب عَصيرًا لها ، كون زَينب و من عادَاتها الغَبية ألا تأكل شيئا على الفـطور ، و تعوِضه بعصير مع بعض المكملات و الفيتامينات داخله.
_" زَينب ، كيف مَر الحفل ، نتعذر عن الغـياب ، تعلمين هَوس أمك بِعملها و سفرها"
سبب غيابهم كان حضور أمها لعرض أزياء في مَارسيليا بعيدا عن باريس كلـيا ، كونها مصممة أزياء تبحث عن الإلهام في وجه المرء و مظهره.
أما والدها فَهو من يدير شركة أمها كونه درسَ  إدارة أعمال.
_" لا بأس أبي ، إنه كأي عرضٍ قمت به من قَبل و قَد حـضرتموه ، فقط إختلاف في المسرحية و الرقصات"
_" و إن يَكن"
نَطقت أمها تَضع كأس عَصير أمامها تَمسح على شعرِها .
_" قلت لا بأس ، هـل تُريدون رؤيته ، شغلوا التِلفاز الأحمق المُتواجد دون سَبب على الحائط هَذا "
نَهضت الفَتاة الأخرى و التي كـانت تتابع بصمـت منذ بادئ الأمر ، تشغل التلفاز تبـحث عن مصدر بثِ العرض الراقص .
_" وَجدته"
_"شكرًا أورانيَا"
أورانـيا ، الأخت الثانـية في العائلة ، وُلدت في مَدريد و حملَت اسم أورانيـا ، حيث كانوا في رحلة هنـاك .
أحاطهم الصمت و ارتفع صوت الموسيقَى يتابعون العَرض بـكل جِدية ،إنها عائلة الفَـن .
.
.
بَعد انتهَاء البَث ، نَهض الوالدَان لتلبية نداء العمل رغم تأخُرهم و السبب واضح ، بينَما الأخوان وجهتهم كانت غرفهم مرة أخرى .
_" سأسافِر غدًا لَيـلًا بالمناسبة"
نَطقت زينب لهذه الجملة تتابع لعبها على الهاتف للعبة بناتٍ قديمة غير عالـمة بِتيبس كل عائلتها فردًا بِفرد .
_"ما اللعنة !"
_"هل تذكرت إخبارنا الآن"
_" إلى أين الوجهَة"
_"سنرتاح مـنك يا فتاة"
أورانيا ، الأم ثم الوالد و آخرهم رسيم ، قالوا بتتَابع كأنهم آلة مـبرمجة ، يندهشون مرة أخرى من خَلايَا زَينب التالِفة .
_" نَسيت ، كنت تَحت ضغطٍ هائل إن كنتم لا تَعلمون ، وِجهتي تـركيا اسطنبوُل و ..فقط هَذا ، لا أعـلم المُدة لأنني سأقيم عرضًا ، ربما شهـر"
صفعة حَطت على جبهة أمها ،تتنهد من هذه الفتاة للمرة المليار .
Flashback: ليلَة العَرض

هِـيدرَانجـيَا : القَلب المُخلِص HYDRANGEAWhere stories live. Discover now