هِيدرَانجـيا_مَشهد 6 : اصطِدَام

117 7 7
                                    


يَـوم : السَادِس عَشَر من شَهر  أَيَار :قَـبل سِت سِنين
°
السَّاعة الثَّامِنة بُـكرَةً || بِتوقـيت بَـاريس :

إن كَـانَت مقَدِمة السَّرير حـيث نُلقِي بِرؤوسِنا لدُخولِ عالَم هادئٍ خالٍ مِن الشَوائب ، لِمَا وَ فِي غُرفَةٍ مُعينَة فِي بيـتٍ يحمِل طابِع الرُّقي و الأرسُتقراطِية ... هُنالِك فَتاةٌ مَا تَكاد تَبلُغ الوَاحد و العِشـرِين من عُمرها ، نُلقِي بنَفسِها رأسًا عَلى عَقِب فَوق ذَلك الفِراش الأزرَق السَمائِي ، و رأسُها فِي كـل مَكانٍ إلا عَلى الوِسادَة في مُقدِمة سَريرِها .
خُصلاتُها الشَّعثَاء تتفَرَقُ عَلى مَلامِحها حَيث تَمردَت بَعض الشُعيرَات تَدخـل فَاهَها ، و هِي نائمَة بِكل سلامٍ لا تُلقِي للعالَم حولِها أيّ لَعـنَة .
صَدَح صَوتُ منبِهٍ عالٍ أرجَاءَ الغُرفَةَ و كَان عِبارة عَن صوتِ فَتاةٍ تَصرخُ بِكلِمة "استَيقِظي" و صُدفَةً كانَت أم لَا ..الصَوت يَنتَمي لِشخـصِيةٍ كرتونِية صهـباء الشّعر مَع خُصلة وحـيدة ثَلجـية  ...تعشَقها تـلك الأمِيرة النَائمة ... عَرِفتموهَا طَبَعًا !
مَدت يدَها بِخُمولٍ تُحاوِل إخمادَ ذلك الصَوت العالِي بِضغطاتٍ عشوَائيَة عَلى شَاشَة هَاتِفهَا المُلقِي و بِإهمَالٍ أيضًا أمَام رأسِها.
توقَـف الصوتُ تَزامنًا مَع تَحركِها نَحو الخَلف غـير عالِمة أنها عَلى الحَافة تَكاد تَهوِي أرضًا ، و قَد سَقطت أيضًا و هَذا ما اعتُبر كَتنبِيه قَوي جَعلهَا تَفتح عَينَيها على مِصرَعيهِما .
كـل مَا كَانت تُفكر بِه فِي أيِ يومٍ هِي و مَالذي ايقَظَها من سُباتِها الرَّبيعي ...
عادت تبـحث عن هاتِفها تحدقُ به بِأعين جاحِظة ..الوَقت تأخر ! كَم مِن منبِه صدحَ في غرفتِها و لم تسـمعه بحقِ الرب ! تكَاد تقسـم انها كَانت مَيتَة. ..ستَتأخَر عَن تَدريبِها في الدَار بـحق كل شَيء جمـيل في الحَياة !
نهَـضت مـسرعَة تترُك وراءَها فوضَى فَوق السَرير و حولِه و وِجهتها الأولَى هـي الحَمام ..لا شَـيء سَيوقِضها سِوى ماءٍ بارد .
.
.
.
أكمَـلت استِحمامها ، و هَـاهِي تَقف أمَام مِرآة غرفَتها و التِي أخذَت مِساحَة الحَائِط كُله ، و كُل تَركيزِها عَلى خُصلات شَعـرها تُحاوِل جَمعـهم مَعًا لَكن مَا لَبثوا يتساقَطون على رَقبَتها كَأنهم طُغاةٌ يتوافَدُون عَلى معبَدٍ يطالِبون بالمَغفرَة .
_"ذَكِروني لِما جَعلت شَعري بِهذا الطول ! ما الذِي كان يَحومُ في رأسي من أفكَارٍ آنذَاك ؟!"
تَذمَرت تخْلِي سَبيل شَعرها تلتَفت لِتخـرج من غُرفتها كُليًا ..إنهَا متأخـرة بالأصـل لا حَاجةَ لِعراكٍ صَباحِي مع شَعرها و رَبطَتهِ .
نَزلت السَلالِم مُسرعَةً تَخطوُ ناحـية المَطبخ ، تَسمَع صُراخ أمِها ... لَن تسـلم منهَا هذه المَرة .
_"حبًّا بالله زَينَب ... هَل أنتِ دبٌ يدخُل في سُباته الشَتوي كُل يومٍ !"
كَادت أن تقلِب أعينَها لـكن تجنبَت فعل ذلكـ  لِـتذكُرها أنها أمَام أمها و خَطأ واحد يَعني الإقصَاء من الحَياة.
_" تعـرفِينَ أن نَومي ثَقيل ، لا تَدعِي الجَـهل ..و الآن سأذهَب إني مُتأخِرة بِحق الرَّب ".
حَملَت كَأسَ عَصيرٍ تَشرُبه فِي زَمنٍ قِياسِي , تُلقي بِحقيبَتها على ظَهرها تخـرج و أخِيرا من الَمنزل بَعد أن قَضت قُرابَة السَّاعة تَتجَول في غرفتِها من الحَمام لِغرفة المَلابس.
_" لا تُخبرينِي يَا خَديجَة أن زَينَب مُستيقِظَة ؟! ".
دَلَف الوَالد رَبّ العائلة الصَغيرة تـلك للمَطبخ يتعَجب من قُدرة ابنَته الكُبرى عن الاستِيقاظ .
_"تقـصد الدُبّ القُطبِي !"

هِـيدرَانجـيَا : القَلب المُخلِص HYDRANGEAWhere stories live. Discover now