الفصل الثاني

985 85 70
                                    

بغداد ١٩٧١ م . .

وقف جعفر يبيع بجوار أخاه الحسن فدخلت أثناء ذلك ليلى وبرفقتها اثنتين من بنات خالتها واثنتين من صديقاتها أيضاً , لم يفت على جعفر حينذاك نظرات الإعجاب والابتسامات التي أصبح يلاحظها ممن حوله وخاصة من الفتيات الأصغر منه سناً فقط .

سوى ليلى هي فقط التي لا تعيره أي اهتمام وبينما كان يسترق النظر إليها لاحظ وجود فتى في مثل عمره كان يسير خلفهن , ويسترق النظر هو أيضاً لليلى التي كانت منشغلة باختيار بعض من الحلوى وعللا ما يبدوا أنها لم تلاحظ وجوده , انتهت ليلى سريعاً من اختيار ما تريد فتركت الباقيات وتوجهت نحو جعفر تريد أن تحاسب دون أن تنتظر الباقيات , فهي تعلم أنهن لن ينتهين بسرعة بعكسها هي فهي تعرف ما تريده بالتحديد و ما أن أخرجت النقود حتى أتى الفتى الذي بالكاد يبلغ الثامنة عشرة من عمره وطلب من جعفر بطريقة أمرة

" هل أحضرت لي مثل هذا الحلويات إذا سمحت ؟ ؟ "

مشيراً على الحلويات التي اشترتها ليلى و التي فزعة من قربه فابتعدت على الفور وأخذت تنظر إليه بغضب , عندها قام جعفر بوضع حاجيات ليلى في كيس بلاستيك وهو ينظر للشاب بغيظ وغضب وقال للشاب أثناء ذلك

" لقد نفدت الكمية "

" هل تسخر مني ؟؟ إن الرف مليء منها ؟؟ "

" حقاً !! لكنني قولت أنها نفدت أي نفدت .. تفضل خارجاً "

" أنت لست سوى عاملاً هنا فلا تدعني استدعي صاحب العمل ,, هيا اذهب واحضر ما قولته لك "

نظر جعفر إليه ثم قال بصوتاً عالي لأحد العاملين

" اسماعيل أخرج هذا من أمام وجهي "

ثم استدار جعفر ليكمل عمله بينما اسماعيل أكمل المهمة وأخرج الشاب لتعود ليلى أدراجها نحو بنات خالتها وصديقاتها ووقفت بجوارهن فقد شعرت بالخجل مما حدث فقد حدثت جلبة كبيرة بين جعفر والفتى فابتعدت هي والاخريات لمؤخرة الدكان حتى انتهى الأمر بسلام عندها دفعن الحساب ثم خرجن على الفور.

***

ذات يوم ..

أثناء عودة ليلى من مدرستها الثانوية إلى المنزل ظهر فجأة ذلك الشاب الذي يلاحقها منذ اسبوعين , فقررت أن تغير مسار سيرها لتفاجأ به يسير خلفها خطوة بخطوة والذي زاد من اضطراب قلبها أن المنعطف الذي سارت به شبه هادئ وكأن لا سكان فيه فإرتجف قلبها بقوة .

كانت تلوم ذاتها لأنها منذ اسبوعين لم تخبر أحد عنه لكنها خافت إن علم أحد أخوتها أو والدها بأمره يمنعونها من الدراسة , وبينما كانت شاردة الذهن تفكر في الخلاص من هذه المصيبة التي وقعت عليها أفزعه الفتى باقترابه منها والوقوف أمامها بكل وقاحة وجراءة لتتراجع ليلى خطوتين للخلف مممسكة بحزام حقيبتها المدرسية التي تحملها على كتفيها نظرت إليه وصرخت به

رسالة لا يقرؤها سوى ليلا ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن