الفصل الثاني عشر

608 62 19
                                    


وقفت ليلى أمام غرفة مغلقة تمسك بيدها مفتاح الباب المؤصد أمامها وكانت كلما همت بفتحه شعرت بحزناً عارم يجتاحُ كيانها فسقطت يدها بجوارها ووضعت جبينها على الباب فأخذت دموعها تنهمر ، أغمضت ليلى عينيها بقوة تحاول أن توقف سيولها لكنها لم تستطع.

فتحت ليلى عينيها محاولة منها لأن تتجلد أكثر ثم رفعت يدها وقامت بإداخال المفتاح في القفل وبمجرد سماعها للقفل وهو يفتح أغمضت عينيها بقوة فهي في الحقيقة ليست قادرة على أن تتخيل أنها لن تجده بالداخل , لن تجد جعفر الرجل الوحيد الذي أحبته بل عشقته لحد الجنون شعرت آنذاك بآلم داخلها ، لكنها رغم الحزن الذي يسكن داخلها فتحت عينيها و أخذت نفساً عميق محاولة منها أن توقف سيول عينيها .

فتحت ليلى الباب لتصدم بالظلمة والغبار اللذان هاجمها بشراسة وجعلاها تدخل في نوبة سعال حادة , بعد أن هدئ السعال قليلاً دخلت ليلى إلى الغرفة وقامت بفتح الستائر لتضئ اشعة الشمس الغرفة ومن ثم قامت بفتح النافذة المطلة على الحديقة ثم وقفت هنالك تنظر إلى الخارج وبالتحديد إلى الحديقة التي أمامها ومن ثم همست متخيلة جعفر يقف بجوارها فابتسمت له حزينة

" لقد مر على أخر مرة رأيتك فيها خمسة أعوام ,, لكنني لم أنساك لحظة واحدة "

سارت ليلى حتى دخلت إلى غرفة النوم التي كانت في يوماً ما تضج بضحكاتهما وحبهما , جلست ليلى على السرير وبالتحديد في الجهة التي كان يحب أن ينام عليها جعفر زوجها وحبيبها أخذت تمرر يدها على السرير ومايجاوره من طاولة , أخذت الذكريات تدفق عليها بقوة فتذكرت كيف كانا يقضيان الكثير من الوقت في هذا المكان كانت تظن آنذاك أن قصتهما إلى هنالك توقفت ولم تكن تعرف أن للقصة بقية مؤلمة .

فتحت أحد الأدراج التي بجوارها تريد أن تجد أي شيئاً يخصه فقد اشتاقت لمن غاب عنهم بجسده ولم يغب عنهم بروحه , همست ليلى من بين دموعها

" لو أنك تعلم فقط كم اشتقت لك ؟؟"

انهمرت دموعها الساخنة لتحرق وجنتيها فهي منذ خمسة أعوام وحتى هذه اللحظة لم تنساه يوماً , وكيف تنساه وكل شي يذكرها به ؟؟

لقد عجزت أن تدفع حياتها لتتقدم إلى الأمام فكلما دفعت عجلت حياتها لتسير إلى الأمام سرعان ما تعود بها إلى خلف ، وقعت عينيها آنذاك على ظرفاً كان موضوع بداخل الدرج فتحته كان مكتوب عليه

( رسالة لا يقرؤها سوى ليلى )

عقدت ليلى حاجبيها وهي تمسك بالظرف وتخرجه من مكانه , ليسقط من الظرف شريط تسجيل كتب عليه (اسمعيني)
أخذت ليلى تقلب الظرف بين يديها ومن ثم أخذت تتأمل ذلك الخط الجميل الذي يذكرها بصاحبه وأخذت تتخيله وهو يمسك بقلمه بكل رشاقة ويكتب لها هذه الأوراق التي لا تعلم ماذا تخبئ لها ، وضعت ليلى شريط التسجيل في المسجل وأوصلت الكابل بالكهرباء ومن ثم أشعلته ليصدح فجأة صوته الدافئ وهو يغني أغنية فارسية كانت فيما قبل لا تفهم كلماتها أما الآن فقد اختلف الأمر.

رسالة لا يقرؤها سوى ليلا ( مكتملة )Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin