الفصل الثامن عشر

638 63 72
                                    

يوم الزفاف . .

استيقظ جعفر في الصباح الباكر وهو متعباً من سهره ليلة أمس , اخذ ينظر إلى اخوته الذين قلبوا غرفته مع أبنائهم وهم يغنون له بصوتهم النشاز , كان يبدوا عليهم أنهم سعداء حقاً من اجله رأى اخواته أيضاً يدخلن غرفته يضعن اشياء ويخرجن بأخرى , كان المكان يعمه الفوضى والضجيج تنهد جعفر ثم نهض وسار نحو حمامه واستحم.

خرج جعفر من حمامه ليجد أن الجميع غادروا المكان ووجد أن اخواته قد جهزن له ثيابه , فارتداها على عجل ثم خرج وجلس بين اخوته وأقربائه ليشاركهم الإفطار , بعد ذلك بدأت زفته بالخارج وعلت والزغاريط في كل مكان فنهض جعفر ولحق بأخوته وأقربائه الذين ينتظرون خروجه ليقف بينهم والسعادة بادية عليه , اثناء ذلك رفع عينيه فوجد ليلى تراقبه كما تفعل دوماً فابتسم لها لتبادله الابتسام ثم اختفت خلف ستائرها.

شارك جعفر الجميع الرقص والسعادة تظهر عليه , بعد ان انتهوا من زفته ذهب هو وأخوته إلى الحلاق ، ليقوم الحلاق بتقصير شعر رأسه كما أخبره جعفر ليقف علي آنذاك بجوار الحلاق واخذ يوجهه هو ليصمت جعفر حينها والغيظ يكاد يقتله , لكنه لم يرغب بإغضاب أحدهم اليوم فيكفي والدته الغاضبة منه , لكن ما أن أنتهى الحلاق من رأسه حتى وقف أمام جعفر ليسمع ما يريد عمله بذقنه ليقول جعفر له

" أريدك أن تحلق ذقني وتجعل الشارب رفيع قليلا "

عندها قال علي محذراً الحلاق

" احذر أن تمس الشوارب دعه كما هو ,, لا تصدقه إنه لا يعرف مصلحته "

ضحك جعفر فهو يعرف ماذا يقصده علي فشوارب أخوته رفيعة بينما أخذ هو الشارب العريض عن والده فقال جعفر منزعجا

" علي هل ذهبت وجلست بمكانك ؟؟"

أقترب طالب وقال بالفارسية

" جعفر أترك شواربك ,, حتى تكن لك هيبة الفرس منذ يومك الأول "

ضحكوا ثلاثتهم عندها اقترب حسن

" جعفر لم يغلق عليكما باب بعد ,, وها أنت تحلق شواربك من أجلها "

ليقول طالب

" غضب خالتي صافي بمكانه ,, فهي عرفت أي نوع من الرجال أنت "

نظر جعفر لجلال وقال بالفارسية وقد كان حقاً منزعجاً من ثلاثتهم

" جلال أرجوك أطلب منهم أن يتركوني بحال سبيلي "

نظر جلال إليهم بغضب بينما نهض العباس وشدهم ليبعدهم عن جعفر الذي يتجهز لزفته الليلة ويبدوا عليه التوتر بينما هؤلاء لا يساعدونه على الاسترخاء أبداً ، لقد كان جعفر قد حجز له صالون حلاقة أخر حتى لا يكن معهم بنفس المكان لكن ثلاثتهم أمسكوا به وأجبروه على مرافقتهم لهذا الصالون بالقوة وها هم يزيدون من توتره ، نظر جعفر إلى وجهه عبر المرآة ولم يعد يعرف , هل يترك شاربه عريضاً كما هو أم يجعله رفيعاً ؟؟

رسالة لا يقرؤها سوى ليلا ( مكتملة )Where stories live. Discover now