الفصل السابع والعشرون

778 57 30
                                    

بغداد سنة ١٩٨٠ ( بداية الحرب الايرانية - العراقية ) . .


وقف جعفر أمام باب منزل والد ليلى الذي يقع في القرية فقد انتقلت ليلى وعائلتها بسبب الحرب التي اشتدت بين إيران والعراق ، شرد بذهنه وهو ينظر إلى منزلهم الذي وصل إليه بعد شق الأنفس شعر بالحزن فهو لا يعلم إن كانت ستقبل ليلى بإستقباله أم ستطلب منهم تطرده .

أنه منذ يوم العيد لم يستطع ان يرى ليلى او طفليه فقد رفضت ليلى تماماً ان تقابله او يقابل طفليه صهيب وصافي ، تدعي كرهه وهي من اوفت له لأخر لحظة فبالرغم مما فعلته والدته بها اسمت ابنتهما الوحيدة باسمها لأجله هو واسمت طفلهما بصهيب كما كان يكنى هو ويخبرها ما يريده ، هل يعقل ان يجد من هي اوفى منها ؟؟

اغمض جعفر عينيه وهو يشعر بألم يقتله فليس هنالك طريق للعودة ولا يملك قوة للاستمرار إنه عالق في المنتصف بلا هدف وبلا غاية اصبحت حياته لا فائدة منها نظر للسماء وقال

( يا رب السموات والارض يا من تراني وترى حالي واعتلالي أرحم قلب عبدك ،، فإما تأخذني إليك وإما تعدها إلي )

اثناء وقوف جعفر شارد الذهن خرجت ليلى بطفليها وهي تصرخ

" يكفي دلالاً يا صافي "

لكن صافي ظلت تبكي وتصرخ تريد اللعبة التي في يد أخاها وعندما رفضت والدتها رمت لعبتها اضافة لرمي نفسها على الارض فانحنت ليلى وقالت بغيظ

" يا إلهي ألهمني الصبر على هذه الفتاة ،، صافي هيا انهضي "

لكن صافي اخذت تضرب والدتها بينما زاد صراخها فاستسلمت ليلى واعطتها ما تريده فنهضت صافي وهي تضحك ودموعها على وجنتيها اثناء ذلك بكى صهيب فقبلته ليلى واخرجت له لوح شكولاه فصمت فوراً فقبلته ليلى وقالت

" ما ألطفك يا رجلي الصغير "

ثم ابتسمت ونهضت تريد ان تكمل طريقها لمنزل عمها لكن ما أن استدارت حتى اصبحت وجهاً لوجه مع جعفر فرجعت خطوة للخلف وقالت وهي تصع يدها على قلبها فزعة

" ماذا تفعل هنا ؟؟ لقد افزعتني "

" آسف لم اقصد فعل ذلك "

لكن ليلى سرعان ما تركته وسارت نحو صافي التي سقطت وبدأت بالصراخ فحملتها ليلى واخذت تهدئها لكنها لم تهدئ ويبدوا على ليلى انها على وشك الإنهيار من ابنتهما المدللة فاقترب جعفر وقال وهو ينظر لليلى وهي تتعارك مع طفلتهما

" هل يمكنني أن احملها ؟؟"

أرادت ليلى ان ترفض لكن ليس من اللائق عمل ذلك بعد أن قطع كل هذه المسافة من بغداد إلى الجنوب لرؤيتهما فهو يظل والدها مهما فعل ، اثناء تردد ليلى اشاح جعفر عينيه عن عينيها فهو حقاً خجلاً من كل شيء اقترفه بحقها وبحق طفليه ومهما فعلت به لن يلومها او يغضب منها فهو يستحق كل ما يلقاه من ألم لأنه اضاعها من بين يديه.

رسالة لا يقرؤها سوى ليلا ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن