الفصل السادس والعشرون

653 58 22
                                    


بعد ستة أشهر ..

كانت الليلة ليلة بيات جعفر عند زوجته الرابعة نادين فأوقف سيارته أمام منزله ووضع رأسه على المقود فهو يشعر بالتعب من كل هذا إنه يمر بحالة اكتئاب حادة لكنه يقاوم الانهيار يعرف ذلك جيداً ، أخذ نفساً عميقاً ثم هبط من سيارته ودخل المنزل لتستقبله نادين عروسته الجديده بكل دلال وحب تقبل وجنتيه لكنه كان بارداً معها , فقال

" نادين سأبدل ثيابي ثم أتي "

" جعفر حبيبي الطعام سيبرد "

" أريد أن أغتسل وأبدل ثيابي ,, إن أردت لتتعشي أولاً "

غضبت نادين وقالت

" جعفر ماذا تقول ؟؟ هل انتظرتك لمنتصف الليل لتقول لي هذا ؟؟"

نظر جعفر نحوها وقال ببرود

" نادين لن أتأخر "

ثم سار وترك نادين وذهب لغرفته ودخل الحمام ليغتسل تاركاً زوجته غاصبة منه غير مبالي بها وكانت من عادة جعفر أنه عندما يستحم يطيل البقاء هنالك حتى تمل الإنتظار هي وسواها فهن يشعرن به معهن جسد بلا روح رجل بارد المشاعر ليس هنالك ما يثيره او يحرك مشاعره تجاههن بعد نصف ساعة خرج جعفر وقد ملت حقاً نادين من الإنتظار لكنها لم تكثر جداله حتى لا يكره القدوم إليها فهي ليس الوحيدة في حياته لهذا لزمت الصمت ، عندها نظر جعفر إليها وهو يتناول الطعام

" اعذريني لدي عادة سيئة في إطالة الاستحمام "

نظرت إليه نادين وقد أزعجها ذلك بالفعل لكنها تظاهرت بالعكس وقالت مبتسمة

" لا بأس يا حبيبي "

أخذ جعفر يتناول طعامه بلا شهية عندها أخذت نادين تطعمه بيدها فأخذ يتناول الطعام من أجلها لكنه سرعان ما نهض وقال لها

" لقد شبعت ,, الحمدلله "

ثم جلس في الصالون فلحقت به نادين وقدمت له الشاي كما يحبه والحلويات التي يحبها بينما كان جعفر يقلب في التلفاز وهو يتذكر أنه عندما كان مع ليلى ما كان يصمت للحظة أو يشاهد التلفاز فليلى لم تكن تسمح له أن ينشغل عنها للحظة واحدة كانت تملكه بحق ، لكن منذ أن ذهبت ليلى بالكاد أصبح يتحدث أو حتى يستمع لأي شخص فقد أصبح في عزلة عن الجميع لهذا أصبح يلازم التلفاز الذي يجده حجة جيدة ليتشاغل به عن نسائه

( يا إلهي كيف يكون هنالك شخص بمثابة الكون لنا )

غابت ليلى عن الحارة منذ ولادتها بطفليها وانتقلت لتعيش لدى أخاها أديب بمنطقة نائية نوعاً ما لكنها قريبة من عمله وانتقل عملها لهنالك ولم يعد يعرف عنها شيء بتاتاً الذي يؤلمه أكثر أنها كانت تعلم مقدار ما يكنه لها ومع ذلك خانته !! هل يعقل أنها لم تعلم أنني ملأت روحي منها حتى لم يعد مني لروحي موضع ومكان ؟؟ قطعت نادين الصمت بينهم وقالت وهي تقدم له قهوته

رسالة لا يقرؤها سوى ليلا ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن