الفصل الخامس

781 73 14
                                    


فتحت ليلى عينيها على صوت ازعاج الاطفال الذين يلعبون في كل مكان وعلى أصوات وضحكات النساء اللاتي يعملن منذ الصباح الباكر في المطبخ ويقمن بتحضير عدة أصناف من الاطعمة والحلويات التي ستقدم في عرس أخاها محمد.

فمن عاداتهم أن تجتمع النساء من قريباتهم و جاراتهم ليساعدن أهل العرس من طبخ وتنظيف وضيافة فكان الجميع يقف مع أم أديب في إعداد الإفطار لضيوفها الذين قدموا من مناطق أخرى وسيبقون في منزل الإمام ناصر حتى ينتهي العرس.

نهضت ليلى على الفور واغتسلت ثم هبطت بسرعة إلى المطبخ لكنها وقفت وهي تنظر حولها وتشعر بالضياع , فهنالك الكثير من النساء والكثير من الحركة هنا وهنالك ثم نظرت خلفها إلى باحة منزلهم فوجدت هنالك عدة أفران إضافية فلم تعرف أين تذهب ومع من تعمل فاقتربت آنذاك من والدتها وهي مستعدة لما ستسمعه من توبيخ

" أمي ماذا أفعل ؟؟ "

لتجيب عليها والدتها بغضب

" هل استيقظتِ أخيراً ؟؟ "

" آسفة يا أمي "

" أذهبي وساعدي الاخريات في الطبخ "

" حسناً "

سارت ليلى في باحة منزلهم وهي لا تعرف أين تقف ,, و ماذا تفعل ؟؟ بل شعرت بالضياع في هذا الازعاج بسبب الأطفال الذين يجرون في كل مكان ويصدمون في النساء اللاتي يصرخون بهم لكن ذلك لم يكن ليوقفهم على لعبهم وركضهم . نظرت ليلى حولها لتجد لنفسها مكاناً تعمل فيه قبل أن تراها والدتها فوجدت أن النساء اللواتي يكبرنها سناً قمن بتقسيم العمل بينهن فهنالك نسوة يقطعن الخضار وهنالك أخريات يقطعن اللحم وهنالك من يقمن بتجهيز الحلويات , وفي ركناً بعيداً عن كل هذا الازعاج رأت بعض الكبيرات في السن من قريباتهم مجتمعات تحت ظل الأشجار نائيات بأنفسهن عن كل هذا الإزعاج يحتسين قهوتهن ويتناولن التمر والحلو غير مباليات ما يحدث هنا , أخذت ليلى تنظر إليهن وهي تشعر بالحسد لأنه يبدو عليهن الراحة أكثر من سواهن تنهدت ليلى وهي تنظر حولها ثم سارت باتجاه أحد المجموعات المقسمة وقالت أثناء جلوسها بينهن

" صباح الخير جميعاً "

" صباح الخير يا ليلى "

نظرت ليلى حولها وسألت

" ماذا افعل معكن ؟؟ "

"امسكِ هذه الخضار وقشريها ثم ضعيها في ذلك القدر الكبير ليتم تقطيعها فيما بعد"

" حسناً "

جلست ليلى وسطهن تقوم بتقشير الخضار وتقطعه لكن لم يطل بقائها فقد أخذ الجميع يناديها لتحضر له شيئاً ما , فتركت التقطيع وأخذت تقوم بتوصيل الطلبات لكل مجموعة بما أنها صاحبة المنزل وهي التي تعرف أين يوضع كل شي , أثناء ذلك طرق الباب الذي بالكاد سمع صوته وسط الإزعاج ليفتح ابن خالها الصغير الباب

رسالة لا يقرؤها سوى ليلا ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن