الخاتمه

724 42 8
                                    

وكأنها خُلِقَتْ من طينٍ لم يُخلق منه كل البَشَرُ،  كل ملامحها مختلفة، كل صفاتها مميزة، تميل للتفرد والاستثناء بِكَلِمَاتِهَا وَاعْتِقَادَاتهَا، لاَ مَثِيلَ لَهُا بين الخَلْقُ، وكأنها خُلِقَتْ من جمال القصائد التي اِجْتَمَعَت بِهَا ورائحة الورود التي خَصَّت بِهَا نَفْسهَا.

خُلِقَتْ من الحَبُّ وَتميزت ملامحها بالحنان،  وكأنها فِضَّةٍ أو اللُّؤْلؤ أفْصِلُت بين حبَّاتِ الذَّهب في العِقْد.

-سوزان الضحيك

نوفيلا مستذئبي
الحلقه 21
مرت الليالي وقد اتي يوم ميلاد سيور
حل الليل
وتم تزيين حديقه القصر واصبحت تضيئ ب مصابيح كلنجوم كانت الاجواء خاطفه للانفاس
كان يقف ازار بحلته السوداء يحادث بعض الرجال الذين تم دعوتهم من قطعان مختلفه لحضور حفل ميلاد سيور ابنه ارغد وكان الجميع يترقب ظهورها
وايضأ عقد قرانها هيا وتيان
اقترب ارغد من ازار : هوا تيان لسا مخلصش
ازار : مش عارف ادخل شوفه كدا علشان تطلع تجيب سيور ونكتب الكتاب الاول وبعدين نبدأ حفله عيد الميلاد وبعدين مراسم الزفاف بتاعتنا
ارغد : تمام خلص وتعالا لينا جوه علشان تشهد
ازار : تمام دقيقتين وهكون عندك
دخل ارغد القصر وصعد لغرفه تيان
طرق الباب عده طرقات
ليخرج تيان ببدلته السوداء وشعره المهندم مما زاده وسامه علي وسامته فكان كتله اثاره تتحرك
ارغد ببسمه : اي الحلاوه دي
تيان بضحك : اقل حاجه عندي وبعدين اي البدل والحركات دي ياعمي بس انت عاوز تشقطلك عروسه من الزفاف ولا اي
ارغد بقهقهه : فين ساره تسمعك دلوقت تعلقنا احنا الاتنين
لم يكلم حديثه ليجد ساره تخرج من غرفه ايلول مرتديه فستان ب اللون الاحمر زادها جمالا علي جمالها فمن يراها هيا وارغد ظن انهم في الثلاثينات
تيان بتصفير : اي الحلاوه دي بس انا شكلي هكنسل سيور واخد ساره
ارغد. بزمجره : اجري ياض من قدامي احسن اخليك ولا تطول سيور ولا حد خالص
تيان بلهفه : وعلي اي الطيب احسن ليضيف فين موزتي
ساره بضحك : خلاص بتلبس الجذمه وهتطلع
لتخرج ايلول حامله عبق والتي كانت ترتدي فستان ابيض جعلها كا الملاك ف هيا الوحيده التي شاركت سيور في نفس اللون
حيث كانت ايلول لاتقل عن ساره جمالا بل اضعاف كانت ترتدي فستان بلون النبيذ معي بشرتها الحليبيه مما جعلها فاتنه
نظر ناحيه تيان وادمعه عيناها وهيا تتقدم لتحتضنه : ياعيوني ربنا يحفظك
كبرت وبقيت عريس
تيان ببسمه ومشاكسه : اه لو بس انتي مش امي كنت زماني متجوزك غصب عن الدنيا كلها
ايلول بضحكه :خلي ابوك يسمعك كدا
وبعدين لسا لما تشوف عروستك عقلق هيطير
ابتسم تيان وفيه داخله علي وشك الانفجار لروئيت حوريته
نظر لعبق وحملها واخذ يقبل كل انش في وجهها : فيه جمال كدا بس ملاكي الجميل
حملتها ايلول منه
اجهز علشان سيور زمانها طالعه نزلها معاك وتعالو علي المكتب علشان نكتب الكتاب المأزون وصل
ونزلت ومعها ساره و ارغد
اقترب تيان من غرفه سيور ما اخذ يتنفس بعمق ليفتح باب غرفتها وتخرج منه اقل ما يقال عنها حوريه
ظل تيان يطالعها بدهشه ونظرات عاشقه
لتخجل سيور من نظراته وتسحر به فقد خفق قلبها فور روئيته بشده
تيان بتخدر : جننتيني
سيور بخجل تحاول ان تداريه : اومال فين الباقي
ظل تيان يطالعها من اسفل قدمها وصولا لعيناها التي اقسم وانه غرق بهم
كانت سيور ترتدي فستان ابيض به فصوص تلمع علي الصدر والاكمام
ويصل لنهايه قدمها وبه نفشه خفيفه مما جعلها كا الفراشه الرقيقه
حاول تيان اخرج صوته بطبيعيه ومد لها يده : يلا علشان ننزل هما مستنيين تحت علشان فيه مفجأه
سيور بخجل وقد امسكت بيده الممدوده
ابتسم تيان بفرحه لعدم رفضها له
هبط تيان ومعه سيور لاسفل
لتجد القصرر مزين من الداخل والبلالين تمليئ المكان والارضيه تفترشها اوراق زهره الجوري
ادمعت اعين سيور
ونظرت لتجد والدتها بجوار والدها وهيا تحمل عبق
والجانب الاخر تقف ايلول وازار
وصدمت وذادت دهشتها عندما وجدت تلك الفتاه تقترب منها
سيور بصراخ : وئام
لتبتسم الفتاه المدعوه ب وئام
تركت سيور يد تيان وركصت لتحتضنها فيها صدقتها الوحيده ف العالم وتعتربها كأخت لها
سيور ببكاء : مش مصدقه
كان الجميع يبتسم لفرحتها
لتجيب وئام وهيا تحتضنها : خطيبك الي جابني علي ملا وشي
لتنظر سيور تجاه تيان
لتجده يبتسم لها
لتبتسم ب اتساع : مش مصدقه
وئام بضحك : ياستي يلا بس اكتبي الكتاب عاوزه ازغرط
سيور بتعجب : اكتب اي
نظرت سيور ورائها لتجد تيان يركع علي احدي ركبته ويمسك بخاتم من الالماس الخالص وهوا يتحدث بنبره عاشقه
: تتجوزيني ياسيور
دهشت سيور وظلت تنظر لوالدها ووالدتها
نظر لها والدها وطمانها بعينيه وبادلتها والدتها البسمه وهيا تمحي دمعاتها
وئام وهيا تنكزها :الواد رجله وجعته اخلصي
سيور وهيا تبكي بفرحه : موافقه
وقف تيان والبسها الخاتم :شلتيني ولله
وغمز لها وهوا يتمسك بيدها هخلي الحضن بعد كتب الكتاب
ليتجهو للغرفه التي بجلس بها الحكيم ليعقد قرانهم
لتنظر ايلول : اوعي تقولي ان دا الي كتب كتابنا
ازار : لا الي كتب كتابنا مات دا ابنه
جلس ارغد امام تيان ممسكبن بيد بعضهم وفرقها المنديل الابيض
كان الحكيم يتابع عقد القران
وسيور تقف جوار وئام تمسك بيدها من شده التوتر
وئام بضحك : اجمدي كدا من اولها هتخافي
سيور وهيا تنكزها : اخاف اي انا متوتره بس
وئام : لا انتي مش صحبتي انا صحبتي بجحه
سيور بضحك : البجاحه هتيجي بعدين دلوقت انا متوتره اصل تيان دا مجنون
لتشهق ب فزع : انا مورتكيش عبق
وئام بغباء : عبق مين
اخذت عبق من والدتها
واقتربت من وئام وتحدثت ببسمه متسعه : دي بقا تبقا بنتي
وئام بصدمه : احي انتي خلفتي قبل الجواز
خسرتي ثقتي فيكي مش علشان الواد مز ويستاهل انك تتحرشي بيه تعملي كدا
سيور بملل : بت انتي اهدي طبعا محصلش انا لقيتها اول ما جيت هنا وطلع اهلها ميتين ف استأذنت من الكل واتبنيتها
وئام : ايوا يايشيخه مش توضحي خلتيني اظن فيكي
وقف ارغد واشار ل سيور لتتقدم حملت وئام عبق وهيا تنظر ب فرحه
جلست سيور امام تيان واخذت تمضي علي بعض الاوراق
وقفت ليبدأ الحكيم في قول بضع الكلمات وتيان يردد ورائه
الي ان دق قلبها اثر تلك الكلمات لتعلم انها اصبحت زوجته امام الجميع
"بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في موده ورحمه
وقف تيان وشدها لاحضانه بسرعه واخذ يدور بها وهوا يحملها ويردد : خلاص بقيتي ملكي
احمرت سيور خجلا
واخذ الجميع يضحك
ايلول بصخب : ابني الي رافع راسي
انزل تيان سيور واحتضنها
وارسل لوالدته قبله ف الهواء :قلب ابنك من جوه
ترك تيان سيور ليحتضنها والديها وصديقتها
واقترب من والديه
احتضنه ازار وعيناه تدمع : متخيلتش ف حياتي ان هيكون عندي ابن او انه يوم ما يتجوز ويلاقي رفيقته تكون بنت اعز صديق عندي
انا فخور بيك وبأختيارك
وقام ب احتضانه
تيان بحب : انا الي فخور انك والدي
وفصل عناقه ليعانق والدته التي طالما كانت له بمثابه حبيبه واخت واب قبل ان تكون ام
فلم تبخل عليه بحنانها ولم تحرمه من حبها يوما
فكانت له ملاكأ لا يضاهيها احد
ملاذا من قسوه العالم
وحضن دافيئ
ام لاتعوضها الايام ولا السنوات
ف دائما ماكان يقول ان وراء كل رجل عظيم ليست امرأه عظيمه فحسب بل ام عظيمه
القي نظره علي رفيقته ومالكه قلبه
ليجدها تطالعه ببسمه محبه
اقترب منها وجعلها تتأبط زراعه
وسار بها لخارج القصر
تتبعتهم وئام. وهيا تحمل عبق
وازار و ارغد و ايلول وساره
خرج الجميع وكانت الانظار علي سيور وتيان الذين كانو يظهرون لاول مره
كانت همسات الاعجاب تصدح من الكثير
جلسو ف الموضع المخصص لهم
وقفت وئام لجوار سيور التي كانت تطالعها كل دقيقه لتطمان انها لجانبها
تقدم المدعوين لتهنئه العروسين
وحاكم البلاد المستقبلي وملكته
بينا البعض الاخر ينظر ل ايلول وساره زوجات الملك ومساعده
فقد كان هذا اول ظهور للجمع في العلن
تقدم بعض الشباب من العروسين
واخذو يباركون ل تيان واخبروه انهم ابناء قاده قطعان تابعه لمملكتهم
صافحهم تيان
ليتحدث شخص منهم ويدعي ايان وهوا قائد قطيع كبير ومعروف بدهائه ببسمه : اتمني ان نصبح اصدقاء سنتقابل مستقبلا
تيان ببسمه : وانا متشوق لذالك
لتقع اعين ايان علي تلك الواقفه بجوار العروس
تحمل بوكيه من الورد الاحمر وترتدي فستان بنفس لون عيناها اللبني الصافي
ليصبح تنفسه صعب ويلاحظ هياج ذئبه النائم منذ سنوات
لينطق : رفيق
شعرت وئام بنظرات ذالك الشاب الوسيم والغامض
بمجرد ان رفت نظرها لتتعلق عينها به لتجده يبادلها النظره
شعرت وئام ب الرهبه والتوتر ف نظراته كانت غريبه لتحادث سيور محاوله ابعاد نظرها عنه
انتهي ايان واصدقه من. المباركه
لينزل ويجلس علي مقعده المقابل لها
وابتسم ب هدوء :  اشكر والدي لاقناعه لي بأن اتي الي حفل زفاف الامير تيان
كنت سأفوت لقاء أمراتي المثيره

نوڤيلا مستذئبي 💜Where stories live. Discover now