II

94 8 0
                                    

لا إله إلا الله

بينما أنا مستلقٍ على سريري، أنظر للسقف الذي قد غطاه الظلام، والذي يبدو وكأنه صدري لوهلة..
أخذت نفسًا عميقًا ومن ثم زفيرًا، لعل الضيق الذي في صدري ينحل.

الضيق والحزن دون سبب.. كم هو مرعب.

والأكثر رعبًا هو ذاتي التي لا تفعل شيئًا تجاه هذه المشاعر الغريبة التي تبتلعني كل يوم.

وبينما أنا مستلق دون حراك، استمع للحرب الصامتة في داخلي، كانت هذه المشاعر قوية التأثير علي أكثر من ذي قبل، لدرجة جعلتني أرتعش بشدة، لأعتدل جالسًا أبحث عن الهواء الذي اختفى من حولي فجأة، لا أعلم كيف لكن مع محاولاتي للتنفس لم أشعر بذرة أكسجين تدخل إلى رئتاي، كانت محاولاتي عبارة عن سكاكين أشعر بها تجرح حنجرتي.. قفزت مسرعًا إلى المطبخ أريد شرب الماء قبل أن أموت، أتخبط يمنةً ويسرةً لكي أنقذ نفسي في هذه الثواني المعدودة، كان شربي للماء فوضويًا أكثر من طفل في الثالثة، وقد ملأت أرضية المطبخ بالمياه..
توقفت أتنفس الصعداء بعدما شعرت بأنني أفضل من ذي قبل، أنزلت يدي الحاملة للكأس على الطاولة وأنا أنظر للارتعاش الذي حل بها.. ثبتها بيدي الآخرى ولم يتغير شيء سوى أنني بت أنظر ليداي المرتعشتان معًا.

تنهدت لأجلس القرفصاء بعدها ساندًا رأسي على ذراعاي
"مجددًا، هذه الحالة..."

نفشت شعري الفحمي بانزعاج لأقف واتجه لغرفتي التي لم تكن بذلك البعد كما شعرت عندما كنت مختنقًا قبل لحظات، استلقيت لأحاول النوم ولكن..
لم يبدو أن ما أريده سيحصل؛ فلم يرأف لي جفن طوال ساعات الليل المتبقية، اكتشفت حينها أنني كنت متوترًا عكس ما كنت أردده في نفسي، فقد كنت أتجاهل ذلك الشعور رغم وجوده..
فركت عيناي لاحقًا مقررًا ترتيب نفسي وغرفتي الفوضوية والتي لم أعتد عليها بهذا الشكل أبدًا..


استيقظت جدتي مبكرًا وقد خمنت ذلك بعد سماعي للضجة في المطبخ، ويبدو أنها تبذل جهدها لتحضير إفطارٍ لذيذ قد كان له رائحة شهية جعلتني أتوقف عمَّا كنت أفعله لوهلة، نسيت أمر الإفطار عندما وقع نظري على زيِّ المدرسي المعلق داخل الخزانة، بت أبحلق به لفترة وجيزة ثم هممت بارتدائه، نظرت مطولًا للمرآه التي تعكسني أنا وهو، قميص ناصع البياض تعتليه سترة سوداء مزينة بخطوط ذهبية من الجوانب، وبنطال أسود كذلك وقد طابق لونهم لون شعري الفحمي.. يبدو أن رأسي سيضيع في هذا الزي، نظرت لجواربي البيضاء لأتأكد من أنها لم تتسخ من الأرضية ورحت أبحث عن الخف لأحافظ على نظافتهم.

---

لم أتوقف عن السير إلا عندما فصلتني بعض الأمتار عن بوابة المدرسة، طلاب كثر يسيرون في الأنحاء.. يبدون كالنمل مع هذا اللون الأسود الذي يرتدونه.
على كلٍّ أتمنى قضاء وقت هادئ هنا.

بِلا نورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن