IX

35 1 0
                                    

الحمدلله



ارتعشت إثر وقع جملته، لم أعلم ما أقول أو أفعل، ابتسامته كانت كبيرة ولا توحي بشيءٍ واضح، أسعادةٌ أم شيء آخر لا أعلمه.

قطع حديثنا الصامت دهس نسيمٍ للعشب مقتربًا منا، لم ينظر إلينا رغم اتجاهه لنا، وما جعله يتوقف عن السير هو وقوف غيث أمامه مانعه من الإكمال.

سرقت نظرة لوجه غيث وقد كانت تعابيره باردة جدًا
"ماذا تريد؟"
قال بجفاء محادثًا نسيم الذي لا يزال صامتًا، والذي رفع نظره بملل يحدق مطولًا بالذي كان أطول منه، تحدث أخيرًا:
"ابتعد."
دفعه ليكمل سيره

شد غيث قبضته منزلًا رأسه لتتساقط خصلاته الأمامية مغطيةً عيناه، وسأل بصوتٍ خافت:
"أسمعت؟"

"لقد كنت واقفًا هناك قبل بضعه دقائق.."
انحنى يأخذ حقيبته التي لاحظت وجودها توًا، وضعها على كتفه ثم عاد يقف أمام غيث، وقد وضع ابتسامة تشبه ابتسامته الإستفزازية لكنها ليست هي بالتأكيد:
"ولا تقلق أيها القائد، فلست أحمقًا ثرثارًا ليخبر الجميع عما حدث هنا."
ثم ذهب

كنت أريد الذهاب كذلك، أو الهروب بالأحرى، لكن مع رؤيتي لحالة غيث المدمرة هذه لا أظن بأنني أستطيع.

وضعت يدي في شعري ثم قلت:
"أسمع، أنا لستُ أخاك، أتمنى أن تتذكر هذا جيدًا."
ثم هممت بالرحيل، رحلت بعد أن ألقيت بسكينٍ على غيث، كم أنا عديم الإحساس.

لكن كان يجب علي قول هذا.

-

في وقت الحصة الأخيرة هربت، وهذا ليس من عاداتي، حسنًا لم أهرب من المدرسة، لكنني تغيبت عن الحصة فحسب، ذهبت لسطح المدرسة والذي كان خاليًا من البشر، وهذا ما أحتاجه.
وضعت حقيبتي بجانب الباب وذهبت لطرف السطح، أمسكت السور أنظر للساحة في الأسفل، ثم ضربت رأسي براحة يدي حين تذكرت ما قلته لغيث، أشعر بالندم..

تنهدت مطولًا أفكر ماذا سأفعل حين أراه مجددًا، والتظاهر بأنني لا أهتم بالأمر هو أول شيء أتى لعقلي ولكنه ليس الأفضل.

لاحظت شخصًا يسير في الساحة وقد بدا مألوفًا، ومن غير وعيٍ مني، قلت فجأة وبصوت أقل ما يقال عنه مرتفع:
"غيث!"
بدأ يجول برأسه يمينًا ويسارًا باحثًا عن المنادي، فليس هناك أحد في الساحة بما أنه وقت الحصص.
وقد كانت لدي فرصة للهرب مما فعلته لأنه لم يجدني حتى الآن..
"في الأعلى!"
لكن لم أفعل.

-

متكئًا بذراعيه على السور وينظر للسماء، مع ابتسامة بسيطة قد لاحظت حزنها.. يبدو أنني سألاحظ الكثير في غيث بعد ما قاله.

بِلا نورWhere stories live. Discover now