فصل إضافي

34 4 7
                                    

لا إله إلا الله

في أحضان مدينة حل ظلام الليل عليها، وفي منزلٍ بين العديد من المنازل، على سطحهِ قد تستطيع سماع بعض الحديث الذي يتبادله من تواجدوا هناك.
"مثلما قلت لك، ذلك الدب الأكبر."
أشار نسيم بسبابته يوجه بهاء الذي كان ضائعًا في خريطة النجوم الضخمة رغم أن عيناه اعتادت أن تنظر لها دائمًا.

أعاد نسيمُ ذراعه تحت رأسه مستريحًا باستلقاءه في هذا المكان وضرب الهواء البارد لوجهه
"وماذا بعد؟"
سأل بهاء دون أن يرمش خائفًا من يضيع الدب الذي كان صعبًا عليه إيجاده
"أترى ذيله؟"
"ذيل؟!"

تنهد نسيم طويلًا يحك رأسه
"ألا تملك مخيله؟ ليس ذيلًا حقيقًا، ومنذ متى كان للدب ذيل طويل لتراه؟ تخيل فحسب!"
نظر نسيم للذي كان تكاد رقبته تنكسر لشده رفعه لها، فهو لم يستلقي مثلما فعل هو وغيث

اعتدل غيث جالسًا وأخذ يجمع الأحجار الصغيرة التي تفتت من جدران السطح، قفز من فوق نسيم الذي شتمه بعدما ظن أنه سيسقط عليه، وضع الأحجار على الأرض بترتيبٍ معين ثم قال:
"هنا، الدب الأكبر، وهذا ذيله، تذهب لآخره وستجد نجمًا لامعًا بوضوح هناك."

هز بهاء رأسه بفهم، ورفع نظره للسماء باحثًا، وهامسًا بصوتٍ مسموع:
"الدب، ثم الذيل.. آخره و.. أووهه!! هاهو! وجدته!"
استلقى غيث ضاحكًا بشدة لردة الفعل التي أبداها بهاء، مما جعل صاحب الرأس الأسود يعض شفته باحراج
"تبًا لك."
همس يرمي جسده بقوة على كتف غيث ليصرخ متألمًا.

"محرج من هذا الآن؟ ومن كان سابقًا يقول أكتوس للنجمِ بدلًا من أركتوروس؟"

-"تبًا لك أنت أيضًا نسيم! كنت طفلًا بالتأكيد لن أستطيع نطق تلك الكلمة.. ذاكرتك مرعبة مع ذلك."

وقبل أن يكملا حديثهما هتف غيث
"اسمعا، لقد التقيت لاعب السديم الذي كنت أريد هزيمته في مباراتنا ضدهم لكنه لم يكن حاضرًا."

"يبدو أنني أعرف مالذي قلته."
همس نسيم ليقهقه غيث بمرح
"نعم أيها الذكي، وهل تراني سأفوت فرصة كهذه؟"

غير بهاء من جلسته يدلك ساقيه وينظر لهما
"إذًا، واحد ضد واحد، أم فريقان؟"

"هل أنت عاجز عن اللعب أيها العجوز الخرف؟"
قلب بهاء عينيه بضجر
"سيريك العجوز الخرف ما فعله بنسيم تلك المرة، كابتن."

تصفير نسيم ملأ المكان ليستقيم غيث يشمر عن ساعديه، ليقترب بهاء هامسًا:
"ولكن بسرعة قبل أن ترانا جدتي وتصرخ مرعوبة."

تَمت

بِلا نورWhere stories live. Discover now