V

57 4 1
                                    

اللهم صل وسلم على نبينا محمد

حقًا.. الأمر محرج جدًا، مظهري أحمق وأنا أنظر بصمت ناحية من يقابلني بأكبر ابتسامة مستمتعة، حاولت تدارك الوضع وتضييع مجرى الموضوع
"ماذا تريد؟"

تقدم بخطوات بطيئة يضع يديه في جيوبه وبنبرة ساخرة كما جملته الأولى، نطق:
"أشاهد اللاعب بهاء فحسب، أهناك مشكلة؟"

تنهدت بتعب ثم قلت:
"نعم هناك.. أيها الملاحق نسيم."

التقط الكرة ثم بات ينقلها بين كفيه لينبس
"ملاحق؟ الأمر فقط أنني كنت مارًا من هنا."
رمى الكرة بيدٍ واحدة مدخلها السلة بكل سهولة، بطرف عينيه نظر لي كأنما يقول:"أترى كم أنا رائع؟".

"إذًا منذ متى تحاول؟"
قال وقد استشطت غضبًا منه فقد أصبح يزعجني بكثرة، تقدمت ناحية السلة لألتقط الكرة الساقطة بقربها وأعود للخلف، صوبت ناحيتها، وما إن رفعت ذراعي للرمي، جعلتها تتجه مباشرة ناحية وجهه، وما فاجأني هو إمساكه لها برد فعلٍ سريع، لينظر لي بتلك الأعين التي لا تخرج سوى شررًا

"ما رأيك أن أرمي بقبضتي بدلًا من الكرة؟"
حسنًا.. الأمر كان مزعجًا عندما كان مستمتعًا بينما أنا العكس، لكن ابتسامته الغاضبة جعلتني سعيدًا بعض الشيء.

ألقيت بابتسامة مستفزة نحوه ثم هممت بالرحيل، لكنه أوقفني يشد قبضتهُ على ياقتي بعد جعلي ألتفت له
"لا تحاول الهرب!"

"ابتعد."
قلت بملل، فقد طفح الكيل منه، في بداية الأمر كان مزعجًا لكنه الآن أكثر إزعاجًا ولا أريد رؤيته البتة.

دفعت يده ثم رتبت ملابسي
"أسمع، فلنحل الأمر بعقلانية."
رفعت نظري له ثم أعدت التفكير.. عقلانية؟ معه؟ مستحيل.
تنهدت ثم قلت لعلي أشد انتباهه:
"أنا أتحداك!"

كتف ذراعيه ينتظر إكمالي للحديث، أشرت للسلة ثم قلت:
"إن استطعت تسديد الكرة ثلاث مرات مع محاولتك لتشتيتي ستبتعد عني وكأنك لا تراني!"

نظر إلي بسخرية قائلًا:
"وإن لم تستطع؟"

عم الصمت، وبدأت أفكر بشيء يجذبه، ولم أبقى كثيرًا حتى وجدت، ولكن الأمر ليس صائبًا، نظرت للسلة مليًا.. كأنها تتحداني هي الآخرى.
ثم شعرت بذاتي.. إنها راكدة منذ زمن، باردة منذ أزل.. أأشعلها؟
"سأنضم لنادي كرة السلة."

-

سكبت قارورة المياه على رأسي لأتخذ الأرض مجلسًا، حاوطت رأسي بكلتا يدي أحاول تنظيم تنفسي، إنه اليوم الثالث منذ بدئي بالتدريب المكثف؛ محاولًا تسديد الكرة بكل سهولة، لقد تحسنت كثيرًا عما سبق وهذا جيد.

بِلا نورWhere stories live. Discover now