VII

44 4 0
                                    

استغفر

"بهاء.. بهاء صغيري، استيقظ!"
وكأن صوت جدتي أتى من مكان بعيد، صوتها كان منخفضًا، لا أعلم هل هي بعيدة عني أم أنا البعيد.

فتحت عيناي فإذا بي ألقى وجهها الباسم وعيناها الرمادية تنظران لي، وأول ما جاء في بالي وجه نسيم الغاضب حين نُعت بالرمادي.
"لماذا؟"

"هاه؟ ماذا تقصد؟"
سألت جدتي بتعجب فأجبتها بلا شيء، لقد هرب السؤال من بين شفتاي دون قصد.

نهضت وبدأت أحضر حاجياتي اللازمة للمباراة، ومع أنه يوم عطلة لكنني الآن مجبر على الخروج من المنزل لأجل هذه المباراة، وبالفعل قد خرجت بعد تناول وجبتي الأولى وتوديع جدتي، وصلت للمدرسة واتجهت مباشرةً للحافلة الصغيرة التي امتلأت بـ "الوحوش"، صعدت الدرجتين لأدخل الحافلة آخذًا نظرة على الفتيان في الداخل، لقد كانوا في فوضى عارمة، ولكن ما إن وطأ غيث للداخل حتى ذهب كل شخص لمقعده، لا أعلم كيف لساذج مثله أن يحظى بالاحترام هكذا..

"صباح الخير جميعًا!"
قال بابتسامة مشرقة.. مشرقة جدًا، وقد رد الجميع بابتسامة يحيونه، هم يحترمونه ويسعدون لوجوده كذلك.

بحثت عن مقعدٍ لي وقد رأيت المقعد الوحيد الفارغ وقد كان بقرب نسيم، يبدو أن لا أحد يحب الجلوس بجانبه، كان يضع سماعته ينظر للنافذة غير أبةٍ لشيء، جلست ولم يتحرك إنشًا واحدًا لرؤية من قد جاء ليجلس بقربه.

جذبني صوت أحدهم سائلًا:
"كابتن أتعتقد أننا سنهزمهم؟"
نظرت لغيث الذي ابتسم.. أوه أعتذر هو قد كان مبتسمًا قبل ذلك في الأصل.
"ما دمنا نمتلك الثقة بأنفسنا، فسنسحقهم."

"أوه، كلامٌ عظيم من كابتن أبلة."

"إذًا لم تكن تستمع لشيء."
قلت بعد إخراجي لكتابٍ من حقيبتي

"لستُ في مزاجٍ يسمح بثرثرة أحدهم على رأسي."

فكرة جيدة، حتى أنا لم أبدأ بالحديث معه حين رأيته يضع سماعات الأذن.
فتحت أوائل صفحات تلك الرواية، نظرت للسطور الأولى العريضة ثم قلت:
"لمَّ انزعجت من تلقيبه لي في ذلك الحين؟"

"ولمَّ تريد أن تعلم؟"

"أوليس غريبًا انفجارك بسبب كلمة بسيطة؟"

صمت لبرهةٍ ثم التفت ناحيتي، نظرت له مقابلًا وجهه ليقول وكأنه يحادث نفسه:
"بسيطة؟ لم تكن كذلك أبدًا."
ثم أعاد أنظاره للنافذة يضع قلنسوته كأنما يقول لا تتحدث معي.

إنه غريب، منذ أول مرة رأيته كان كذلك
وشخصيته تزعجني لكن.. لمَّ أشعر أنني أريد معرفته أكثر فجأة؟

بِلا نورWhere stories live. Discover now