الفصل العشرين

1.6K 139 174
                                    

نهاية العام و بداية عام جديد ، ما بين ماضٍ إنطوت صفحاته و مُستقبل مجهول يسير المرء بلا قوة حقيقية تُساعده على استبدال الماضي و لا معرفة المستقبل و توقع أحداثه ..

لكن يُمكنه ببساطة أن يقف لِبُرهة مُراقباً تساقط تلك الثلوج التي ملئت الأرجاء ، بعقل خالي من الأفكار تماماً ..

كوب القهوة بيده كان ساخناً تتصاعد منه الأبخرة بينما ثيابه استبدلها حيث بات يرتدي بنطال جينز باللون الأسود مع بلوزة صوفية بذات اللون مُخططة من جوانبها بالأبيض و فوقها معطف إيساو الأسود الداكن ..

الأكبر كان مَستعد لفتح جِدال ما معه فقط ليستبدل ملابسه و هو حقاً لا رغبة له بالشجار أيضاً لذا انصاع لرغبته و انتهى الأمر بهما يجلسان عند تل ما داخل السيارة ..

هو يتأمل تساقط الثلج بينما يرتشف القليل من قهوته و بِجواره جلس إيساو يتفقد هاتفه ، اتصل على رفيق له أولاً مطالباً إياه بالذهاب لمنزله ثم بدأ بمراسلة طرف آخر على ما يبدوا بعدها بدأ يطلع على الآخبار لتتقلب ملامح وجهه ما بين الغضب و الاستياء ثم الهدوء ..

بالنهاية هو تنهد مُغلقاً عيناه :" حسناً شاشته عادت للعمل بشكل جيد ! "

و تاماكي حدق به بهدوء قبل أن ينطق :" و أنت حطمت قلب ابنيك لأجل شاشة هاتف "

شهقة صدرت من الأكبر مُعترضاً على ما سمعه تواً ليقطب حاجبيه لكنه و قبل أن يتمكن من الرد عاد الأصغر للحديث بينما ينظر للخارج :" لا ، هي ليست غلطتك فعلى الأغلب أنت كنت لتعود للداخل و تعتذر منهما لو لم أظهر أنا و أشغلك ! لذا آسف "

يد إيساو امتدت لتُبعثر خُصلات الأصغر :" توقف عن الإعتذار من فضلك ! أنت لا شأن لك بهذا أنا من تصرف بعصبية مُفرطة ، كان علي احتمال الأمر هو طفل و يمر بظروف صعبة علي التحكم بردة فعلي بشكل أفضل "

_ :" أنت مُذهل أتعلم هذا ؟ لطالما أُعجبت بك إيساو ،مُذ قابلتك أول مرة تعمل رغم المرض الشديد .. كنت دائماً صلباً للغاية بالنسبة لي كجدار متين لا يمكن تحطيمه "

و تلك الكلمات أجبر الأكبر على فتح فمه بنوع من الدهشة بينما تابع تاماكي بخفة :" و لازال هذا الجدار لم يتحطم رغم الطرق الشديد عليه ! هو مُستمر بمحاولة التماسك لئلا يسقط مع أنه مُستنزف ، لذا أن تفقد أعصابك أحياناً من كل ذلك ليس أمراً سيئاً ! لأنك بالنهاية إنسان أيضاً لا جدار حقاً .. "

أغلق إيساو عيناه بمشاعر متفاوتة حقاً ، بالطبع هو إنسان بالنهاية مهما بذل من جُهد لكن الآن ليس وقت مشاعره و لا ما يحدث بحياته هو !

غُربة روح Where stories live. Discover now