دائماً ما تأخذنا الحياة لمُنعطفات حادة مُبهمة النهاية , تطالبنا بإستكشافها و القبول بالنتيجة أياً كانت , المقاومة تعني زيادة صعوبة سيرك على تلك الأرض و مع ذلك توقفك يعني وضعك لنقطة بنهاية السطر مُنهياً بذلك كل الطريق الذي سلكته بطريقة مُثيرة للشفقة , لذا أياً كان الضغط ومهما كانت الصعوبة إنهض دائماً و قاتل حتى آخر نفس , كي لا تموت و أنت على قيد الحياة , حتى لا تصبح قطعة رمادية ما فعلت أي شيء بل تواجدت و رحلت بلا أي تأثير بالمكان الذي تواجدت به .
عيناه كانتا مُغمضتين يحاول أن يسيطر على مشاعره و أفكاره التي تطالبه بالنجاة وعدم الإستسلام أياً كان الظرف الذي يحيط به , بينما صوت آخر بأعماق روحه المُهشمة يشجعه على الموت ببساطة , هو وحيد تماماً بلا أي سند بهذه الحياة إذاً لماذا عليه القتال ؟! و لأجل من ؟!
شعر بالصداع الشديد فأفكاره تتصارع فيما بينها مُشكلة نقاش عقيم لا فائدة منه , لا يهمه إن وجد من يقاتل لأجله أم لا , لا يهتم حالياً بتلك الرغبة التي لطالما تواجدت بقلبه عن الحرية و الخروج من العصابة بطريقة ما لمشاهدة العالم الخارجي , فمن يجلس بجواره الآن هو أول من سيؤذى إن حاول التحرر , بالنهاية أليس هو من حاول قتل نفسه ؟! إذاً أيحق له الإعتراض الآن ؟ يجدر به تحمل نتائج قراراته أياً كانت !
هيروشي كان يحدق بالخارج بكل هدوء , يشاهد الأشجار و هي تختفي بينما بكل خطوة يقتربون بها من وجهتهم , لطالما إعُتبر ذلك المكان مقبرة لأفراد العصابات , من يتم قتله و التخلص منه إما أن تُدفن جثته هناك أو تُلقى من ذاك الوادي المُرتفع , هو أشبه بمتاهة و كل مُنعطف به يؤدي لمنطقة مُختلفة , لا يجرأ الكثيرين حقاً على التوجه لهناك و البقاء لأكثر من خمس دقائق !
حول بصره عند شعوره بإقترابهم للمكان المُحدد لراي الذي بدى على وجهه أن يصارع الكثير من الأفكار و المشاعر , عض على شفته بقوة فهذا يؤلمه حقاً , منذ أول لقاء لهما قبل ثلاث سنوات هو فقط صُدم من وجود شاب بعمر صغير بين أيديهم , لا يعلم لماذا شعر بأنه مسؤول عنه و عن حمايته , ذكائه فاجأه حقاً فهو ما توقع منه أن يكون قادراً على التخطيط و وضع خطط بديلة للطوارئ دون قدرته على الخروج و إستطلاع مواقع المهام بنفسه , بل إعتمد على أشرطة التسجيل و تقارير الحرس و الخرائط الإلكترونية على الحاسوب !
إستيقظ من أفكاره عندما نطق أحد من معه :" لقد وصلنا , هيروشي أمامك ثلاث دقائق للحديث معه و قتله ثم العودة لهنا أو أنت تعلم ستتحول المهمة لنا و تصبح عملية إعدام لإثنان وثق بي لن تكون رحيمة مُطلقاً !"
حدق به بشيء من الحدة الممزوجة ببرود شديد وهو ينطق :" لستُ بحاجة لهذه المعلومات منك لذا وفرها لنفسك و قم بتوفير وقتي الثمين "
YOU ARE READING
غُربة روح
Mystery / Thrillerآمال بمُستقبل مُزهر تم سلبه من حياتهم بليلة مُظلمة إختفى حتى نور القمر منها ! تم وئد أحلامهم قبل رؤيتها للنور فما عاشوا بعدها سوى بفراغ مُظلم بلا قاع ، شتاء بلا نهاية غمر قلوبهم ! أمطار بلا توقف غزت عيونهم ... أرواح مُشتتة ، و مُغتربة عن واقعهم و...