الفصل السادس و العشرين

1.3K 121 145
                                    

قيل أن الحنين كالندبة بالقلب التي لا تُشفى ! مُتجددة هي غير قابلة للزوال , مؤلمة مهما مضى عليها من وقت ...

تعود لأوج قواها عندما تظن أنها خفتت و أنك تتحسن , هي ألم لا يمكن التعبير عنه بتلك السهولة مهما كان الثمن !!

و ربما ذلك الألم هو ما جعل ملامح الفتى ذو التاسعة عشرة تذبل كما لو أن دهر قد مر به , أنفاسه كانت مُضطربة بشدة بينما حُبيبات العرق زينت جبهته , خُصلاته ذات اللون الأشقر إلتصقت بوجهه و جبينه ..

لم يكن بخير لا نفسياً و لا جسدياً ! عقارب الساعة أشارت للواحدة ما بعد منتصف الليل عندما تم طرق باب الغرفة ثم دخول إثنان من المدربين يحملان الشاب الذي فقد وعيه أخيراً !!

فقط كم ساعة هو تمكن بها من الصمود بذلك العقاب القاسي قبل أن ينهار جسده و أخيراً فاقداً الوعي ؟!

راي تحرك من مكانه فوراً لتتسع عيناه فور رؤيته لثيابه التي بدأت أطرافها بالتجمد حتى بفضل الماء البارد الذي سُكب عليه و برودة الطقس بالخارج !

فقط هذه الجامعة ليست بمزحة , و الأخطاء بها غير قابلة للغُفران , انخفض يتلمس جبهته قبل أن ينطلق لرفع درجة تدفئة الغرفة ثم هو أسرع بإخراج ثياب جافة و دافئة ..

هل هم حقاً سيضعونه بغرفته متجاهلين علاجه ؟ أيعتمدون على حظه فحسب إن كان رفيقه سيساعده أو لا ؟! لا تروقه هذه القواعد مُطلقاً !

هو أحضر بعض الكمادات و جلس بِجواره مُخفياً ملامحه بخصلاته لينطق بنبرة مُلئت بالمشاعر :" فقط أرجوك هوشي لا تفعل هذا بي ! لا تفسد كل شيء أتوسل إليك ! "

و بِجهة أخرى كان المعني يقف بمنتصف اللامكان , الظلام أحاط به من كل الجهات بينما يشعر بأن كل عظمة بِجسده تؤلمه بشدة !

إلا أنه فتح فمه بنوع من الدهشة قبل أن تتجمع الدموع بعيناه ليسمح لجسده بالانهيار على تلك الأرضية السوداء ثم بدأ صوت بكائه يعلو أكثر فأكثر إلى أن تحول لأنين مؤلم ...

و مُقابلاً له سار ذاك الشاب المشابه له حتى جلس أمامه بعينان إحمرت من الألم يضع يده على خُصلات الأكبر ينطق بألم :" أرجوك لا تفعل هذا هوشي , لا تؤذني أكثر يا أخي ! "

و أنين الآخر لم يتوقف بل هو أسند رأسه على كتف زائره بالأحلام ينطق بنبرة متقطعة مُتعبة حد الموت آلمت قلب الآخر و جعلت دموعه تنهمر :" تخليت عني ! إبتعدت فقط , لا تكرهني أرجوك , لا ترحل فرصة آخرى "

_:" لماذا أنا قد أكرهك ؟ لماذا أنت زرعت هذه الأفكار بعقلك و آمنت بها ؟ أنا هو توأمك أنت , روحي متصلة بخاصتك هوشي إن رأيتني بأحلامك ككابوس فربما لأنني كنت أتألم بشدة لكن يستحيل لي أن ..."

غُربة روح Where stories live. Discover now