الفصل الثامن و العشرين

1.8K 126 110
                                    

أن تنسَى من أنت ‏تِلك هي الغُربة فمن تجرء على منحها تعريف آخر؟!

أن لا تعرف من أنت و لا لماذا يجدر بك البقاء حياً هذه غُربة!

ان لا تتعرف على ملامحك عندما تقف أمام المرآة و تشكك حتى بصحة خطواتك هي الغربة!

ضياع الروح و الهوية أشد قسوة و غربة قاتلة أكثر من تلك التي تداولها الناس بكونها الغربة تعبر عن ابتعاد المرء عن وطنه و أسرته..

فهو يمكنه التواجد بين أحضان وطنه جالساً بين أفراد أسرته لكنه تائه عن نفسه، مشتت و غير واثق فهل هنالك ما هو أقسى من غُربة الروح؟؟

___________
--------

نسمات الهواء الباردة حركت خُصلات الثلاثة الصامتين تماماً..

هيروشي و الذي كان يستند لشجرة ما موجودة خلفه بينما استلقى ريو بوجهه الشاحب كالأموات أرضاً بأعين تتأمل النجوم بالسماء بطريقة توحي بحجم رغبته بالموت!

و أخيراً وقف راي قرب الحافة مُغلقاً عيناه بتعب و ضيق رغم انتفاخهما بعد موجة البكاء التي انتابته قبل ساعة من الان بين أحضان رفيقه..

هيروشي بالفعل بات يمتلك فكرة عن الحقيقة.. كلاهما ليسا شقيقان و هذا أكثر منطقية بالنسبة له حقاً!

رغم ذلك لماذا دافع رفيقه عن ريو؟ أتم تهديده؟ لا فهو شهد على استناد ريو على الآخر يحاول التماسك دون الإنهيار و هذا يجعله يفهم أن ريو هو ذاته ' آيزن' الذي تم ذكره بالقصة التي ألقاها المختل دينزو..

و حقاً هو شعر بالألم لأجله و لازال يفعل، كان مجرد طفل تم التلاعب به بشكل فظيع للغاية و أجل يدرك تماماً شعور الندم حقاً و لو انه أمتلك شقيق أصغر تأذى بسببه لما كانت ردة فعله لتختلف للحق عمن معهم الآن

من حسن حظه أنه الشقيق الأصغر الذي تمت أذيته و ليس العكس فموت والده جعله يشعر بشعور فظيع دون الحاجة للمزيد و التحول لقاتل مختل

بصره انتقل تالياً لمن يمنحهما ظهره و بشكل نادر ابتسم بسخرية، لا يعلم كيف هو لم يدرك حقيقته رغم كل الوضوح الموجود..

يعلم أن الطفل الذي قابله أعجب دينزو و أراده، و اضطرابه بسبب وجوده بهذه الجامعة بل اعتراض على تواجده قرب هوشي تحديدا و تصرفاته التي تبدوا كشخص يمتلك حساسية منه..

و فقط هو بات يرى كم أنه يشبهه حقاً و يتسائل كيف لم يلاحظ كميه الشبه بينهما؟

لكن أليست الإجابة واضحة؟ ببساطة هو لم ينتبه لأنه و لا حتى بكل خيالاته كان يتوقع أن ذلك الطفل سيكون رفقته هو دون غيره ، العقل البشري قادر على تجاهل مثل تلك التفاصيل الصغيرة حقاً ...

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 27, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

غُربة روح Where stories live. Discover now