الفصل الرابع و العشرين

1.7K 141 396
                                    

قيل أن لا شيء أجمل من الصمت عندما تخيب الظنون !

رغم أنها ليست قاعدة لدى البشر ، فالبعض مِنا يثرثر و كثيراً لكن أياً من كلماته ما كانت مُتصلة بمشاعره و روحه ..

هكذا هي الحياة لا تمتلك معايير ثابتة كُل ما لديها مُتغير تماماً كطبيعة البشر !

الأيام عادت لتمضي بشكل روتيني تُجبرنا على المضي قدما رفقتها مهما حمل الماضي بطياته ..

مُقلتيه الزرقاء ركزت على مُدربه الواقف أمامه يستمع لتعليماته للتدريب التالي ، رغم أن ابتسامته الهادئة كانت قد عادت لترتسم على شفتيه إلا شيء من كيانه حُطم منذ يوم الجنازة !

بالنهاية جيرو أخبره أن يتابع وصية والدهما فحسب ، عليه أن يبقى على قيد الحياة ، الشيء الإيجابي ربما هذه المرة هو كونه يشعر بالقوة ..

لم يعد وحيداً بل وجد أسرته ، يمتلك رقم والدته التي يمكنه الاتصال بها عندما تُغلق الأبواب أمامه بالطبع هو يُدرك أن عليه بذل كل ما بوسعه لئلا يتكل سوى على نفسه لكن رغم هذا ما جعله يتماسك أسرع كان الشعور اللطيف الذي مُنح له بِفضلها و جيرو .!.

و بذات تلك القاعة الكبيرة التي كانت فارغة تقريباً حتى من المعدات وقف راي و بقربه مدرب آخر يساعده على استعادة لياقة جسده بشكل تدريجي لئلا ينهار جسده مرة أخرى ..

فهذه القاعة خصصت لإعادة تأهيل التلاميذ الذين يصابون أثناء التدريبات أو كحالات خاصة مثل راي و هيروشي ! ..

/////

رغم مرور عدة أيام على انتهاء تلك المهمة إلا أنه للآن لم تصدر الجامعة أي بيان رسمي حولها !

و لهذا تحديداً كان مدير الجامعة الذي قاد تلك المهمة يسير بين أروقة مبنى قديم إذ بدت الجدران تتآكل ، و الرطوبة تغرق أنف السائر بها ..

توقفت خطواته أمام باب كبير نوعاً ما لكنه و ككل البناء بدى مُتآكل و قد أصدر صرير مُزعج عند فتحه لكن الغُرفة التي ظهرت من خلفه بدت و كأنها قادمة من عالم مُختلف إذ كانت جُدرانها مطلية حديثاً باللون الأزرق الفاخر ، كانت كبيرة للغاية و تتسع ربما لمئة فرد حتى .

لكنها احتوت على ثلاثين شخص كانوا يجلسون بهدوء و من حولهم كان رِجال الشرطة يحيطون بهم ..

أول ما لفت إنتباه المدير كان التباين الكبير بالعمر ! ، بعضهم بدى كما لو أنه تجاوز الثلاثين بالفعل و آخرون ربما بعمر أقل من السادسة عشرة ..

هذا الإختلاف بالإعمار سيؤدي قطعاً لإختلاف الإجراءات القانونية اللازمة

غُربة روح Where stories live. Discover now