كم تستحق هذه الحياة منا التوقف عند أطلالها ؟! كم مرة يجدر بنا الوقوف و التجمد كأننا أصبحنا خارج نطاق الزمن و المكان ؟!
أتستحق ؟ رغم أننا يستحيل لنا إيقاف الزمن فكل تلك اللحظات الرمادية الباهتة تمر ساحبة معها أيامنا و أحلامنا ، تسرق من وقتنا المحدود بهذه الحياة !
هي ليست سهلة و المرور بها بِحاجة لعدة قتالات ضد نفسك و الآخرين ، مشاعرك و منحنيات الحياة المختلفة و كل معركة إما أن ينطفئ بك شيء ما أو يتم صقلك ..
هكذا هي حتى لحظة سقوطك الأبدي عليك المقاومة و العيش على أمل لا يمكن السير دونه !!
~~~~~~~
الليل كان قد نشر غِطائه و هدوئه ، البرد كان قارساً بينما الساعة كانت تقترب من الثالثة فجراً !
و كما سكون الليل كانت تلك الجريمة ، إذ تحول قصر المحقق لساحة مليئة بالدماء فكل حارس و خادم تم قتله بصمت تام و قبل أن يتمكن أي منهم من الصراخ أو استيعاب حقيقة ما يحدث ..
مدفئة غرفة الصالة التي تم تنظيفها من الجثث و الدماء تم إشعالها ليتعالى صوت إحتراق الحطب بداخلها !
بينما جلس المتسبب الرئيسي بالمجزرة على آريكة تكفي لثلاثة أشخاص ' دينزو ساتو ' المعروف بنائب القائد يحدق بالمدفئة إذ انعكست ألسنة اللهب بعيناه ذات اللون الناري بينما يتمتم بمرح لا يتناسب و الموقف ككل ربما :" بجدية صوت إحتراق الفحم يبعث على الراحة و السرور ! ألا تشعر بذات الشيء صغيري ؟ "
هو اختتم كلماته بينما يضع إحدى يداه بين خصلات الطفل ذو السادسة من العمر و الذي اتسعت عيناه برعب مُخفضاً رأسه سامحاً لدموعه بالانهمار كما لو أنها توقفت حقاً !!
و مُقابلاً لهما حيث وقف الطفل الآخر مقيد من قبل رجل ضخم يحد من حركته هتف بحقد :" أبعد يدك القذرة عن أخي فوراً ! أنت ماذا تريد؟ "
شيء من العبوس ظهر على ملامح الأكبر و الذي نطق :" و الآن ألا يستطيع الخال الاشتياق لأبناء شقيقته فقط ؟ "
ملامح الصغير لم تتغير بل تجعدت بشكل مثير للإشمئزاز قبل أن تبدأ دموعه هو الآخر بالتساقط !
فقط لما هو يمكنه الحديث بهذه السهولة رغم أنه من قتل والدته ؟ قتلها هنا أمام عيناهما ، وضع السكين على عنقها ثم تسبب بجرح عميق به و هي بذلت الكثير لئلا تتحرك حتى خوفاً عليهما ...
لازال يذكر كيف أخبرها كما لو كانت لعبة ما أنها إن لم تتعبه معه سيغادر دون قتل إبنيها و هي لم يكن بيدها سوى تصديق هذا ! ..
YOU ARE READING
غُربة روح
Mystery / Thrillerآمال بمُستقبل مُزهر تم سلبه من حياتهم بليلة مُظلمة إختفى حتى نور القمر منها ! تم وئد أحلامهم قبل رؤيتها للنور فما عاشوا بعدها سوى بفراغ مُظلم بلا قاع ، شتاء بلا نهاية غمر قلوبهم ! أمطار بلا توقف غزت عيونهم ... أرواح مُشتتة ، و مُغتربة عن واقعهم و...