الفصل الثاني عشر

3.8K 291 353
                                    

الأيام تجري و كأنها بسباق ما ، حُلم تتسائل بأعماقك أأنا عشت هذا ؟ أم ما كان سوى حُلم مُرهق ؟

سواء كانت تلك الأيام مُزهرة أم قاحلة جميعها ستُطوى بطريقة ما و ستجد نفسك واقفاً بشكل من الأشكال ، بأسلوبك القديم أو آخر جديد ، بملامحك ذاتها أم بأخرى أنت ستمضي ، بل جميعنا سنمضي حتى تحين لحظة النهاية ...

و كما يقال لكل خط نهاية ، بداية جديدة !...

****

خطواته كانت باهتة مُتذمرة ! لما عليه هو الإتجاه للمشفى دون غيره للاطمئنان على العضو الجديد ؟!

لما ليس هوشي من يذهب ؟ أو حتى رفيقه راي ؟ هو شتم و مجدداً ذاك القائد لفريقهم بينما كان قد وجد نفسه يجلس قرب إحدى الأشجار بالساحة المطلة على غرفة الاستراحة ينتظر ربما مغادرة إيساو الواقف بها !

و قبل أن يُلاحظ هو كان يُراقبه بينما يسند جسده للحائط رغم أن الأكبر كان فقط يتحدث بالهاتف و بيده تلك السيجارة المُزعجة ، لا يعلم كم دقيقة مرت و هو يحاول تشجيع نفسه للسير للأمام ، ليذهب و يتحدث معه .

يعتذر ربما ؟ أو حتى يُزعجه كالعادة لكن و قبل أن يعلم كان إيساو قد سار و غادر لمكان آخر مما جعله يتنهد بنوع من التعب و يبدأ بالسير هو الآخر لحيث مهمته الأساسية ربما و هي الاطمئنان على الفرد الجديد بالفريق ! ..

هذه المهمة كانت مُنذ الصباح الباكر حيث يُفترض به أن يقضي اليوم بِالمشفى بِرفقته ، إلا أنه و فور وصوله صُدم بتواجد إيساو الذي يفترض أن مهمته إنتهت و بشكل مؤقت هو سيعود لمنزله صحيح ؟

لذا قضى الوقت مُتهرباً من رؤيته دون حتى إظهار نفسه لهيروشي مُتجاهلاً مهمته و كل شيء آخر  .

خطواته توقفت مُجدداً عندما لمح مشهد ما حاز على كل حواسه و تركيزه ، هنالك أمامه كان يقف طفل ما بدى بِالسادسة من العُمر بشعر فضي قصير و عينان بلون السماء الصافي بملامح شبه حادة بينما ينظر إلى فتى آخر امتلك ذات الصفات إلا أن ملامحه كانت مترددة و أقل حدة يجلس على كرسي متحرك و يده مُتشبثة بيد أخاه بقوة شديدة و كأنه خائف من كل شيء .!

بصره ثُبت عليهما بمشاعر متفاوتة بينما ذاكرته عرضت له تلك المقاطع التي رآها لهما ، هو صُدم لتواجدهما هنا أولاً و شعر بالضيق بل ربما الغضب لحال الثاني .

إلا أن ذلك ما منعه من مُراقبتهما مطلقاً لاسيما عندما ابتسم الواقف للأصغر يهتف بمرح تمكن تاماكي من سماعه :" لا داعي لأن تقلق ! هي فقط عدة دقائق و أكون هنا معك موافق ؟ سأحضر العصير و أعود فوراً "

غُربة روح Where stories live. Discover now