تطلّب الأمر أسبوعاً كاملاً لإتمام خطة الخروج دون أن يلاحظ أيّ أحد.
تمّ دراسة جميع الظروف والمخارج وتوصّلنا لأفضل طريقٍ للخروج.
وقد قررنا تنفيذ الخطة اليوم مساءً حيث سيكون الطريق شبه خالٍ.
من الإيجابيات المحزنة التي ساعدتنا هو كوني منبوذة ولا أحد سيفتقدني أو يسأل عني حتى لو غبتُ أسبوعاً.
سأخرج برفقة روبرت وسنتظاهر بأننا زوجين نتجوّل في أرجاء العاصمة. وسأحرص على إخفاء ملامحي قدر الإمكان.
لن نتأخر وسنغيب لمدة ساعة ونعود سريعاً فهي مجرّد تجربة.
البقية سيبقون هنا لتمويه غيابي وميليسا ستتقمّص دوري وتنام في سريري الليلة للاحتياط فقط في حال دخول أحد الخدم أو الحراس بغتةً لجناحي.
وأنا سأتنكر بهيئة خادمة وأخرج من باب الخدم برفقة روبرت وبمساعدة جاك.
وبالفعل تمّ الأمر بسلاسةٍ أكبر بكثير مما ظننت. وها أنا ذا أسير برفقة روبرت في شوارع المدينة.
كنتُ مشدوهةً بما أرى. رغم قراءتي للكثير من الكتب التي ورد بها وصف العاصمة ولكن هذا فاق جميع تصوراتي.
كانت جميلةً جداً. جميع المنازل مبنيةٌ على الطراز القديم وكلٌّ منها يتمتع باستقلاليته إذ تحيط به حديقةٌ صغيرة تحوي أنواعاً عديدة من الأزهار وبعض الأشجار وحولها سورٌ يحيط بالمنزل كاملاً.
وصلنا لمنتصف المدينة حيث تقبع الساحة الكبرى التي تتوسطها نافورة كبيرة تحوي عدة تماثيل جميلة لبجعات تسبح فيها.
وحول تلك الساحة توجد أربعة طرقٍ رئيسية أخبرني روبرت أنّ أحدها يقود لمدخل المدينة حيث يمكن مغادرة المدينة عبره.
والطريق الثاني كان يؤدي لسوق المدينة ومركز كافة أنواع النشاطات الاقتصادية والاجتماعية فيها.
أما الثالث والذي كان يحوي حراسةً مشددة على طوله فهو يؤدي لقصر الملك.
لم يتبقَ لدينا الكثير من الوقت إذ أنّنا مشينا طويلاً لذا قررنا العودة أدراجنا للوقت الحاليّ.
وبالفعل تمكنت من العودة بلا أيّ مشاكل أيضاً. اجتمعنا في جناحي جميعاً وبدأت بالتحدّث بحماسٍ عن المدينة وجمالها.
قاطعتني كلارا قائلةً باستغراب:
-أنتِ تتحدثين مجدداً وكأنك فاقدةٌ للذاكرة. إنها ليست المرة الأولى التي ترين فيها المدينة فلمَ كلّ هذا الحماس.
بالطبع توقّعت تعليقاً مشابهاً منهم وقد حضّرت إجابتي سلفاً لذا ابتسمت وأنا أقول:
-أنتِ محقة. ولكني أشعر وكأني أراها لأول مرة. في السابق لم أكن أهتم لأي شيء سوى افتعال المشاكل لذا لم أتأمل في جمال مدينتنا ولا مرة.
أنت تقرأ
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالتزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ولكني تأذيتُ للمرة الأخيرة... والآن أنا أقسم لنفسي ولهذا العالم الفاسد! سأعيد كتابة التاريخ وسأمزّق...
