-أنتِ هنا مجدداً!
لونا التي كانت تجلس على حافة سطح الأكاديمية ميزت صوت آدريان حالاً والتفتت إليه بابتسامةٍ باهتة ولم ترد.
شعرت بهالته الشيطانية الخافتة التي أصبحت ظاهرة منذ استيقاظه بعد أن كانت مختومةً تماماً.
آدريان جلس على الحافة بجوارها وقال موبخاً:
-تعلمين أنّ الخروج من المنزل ليلاً مخالفٌ لقوانين القائد. هو سيغضب وسيعاقبك!
ابتسمت ساخرة وقالت:
-صدّقني هو يملك من الأسباب في حوزته ما يكفي لدفني تحت سابع أرض وليس معاقبتي فحسب.
لذا يمكنه معاقبتي متى شاء وبالطريقة التي يراها مناسبة وخروجي من المنزل ليلاً لن يشكّل فارقاً له.
رفع حاجبيه بدهشة وقال:
-أوه أرى أنّ الكثير من الأمور قد تغيّرت في الفترة الأخيرة. كنتِ ترتعدين من الخوف أمامه آخر مرة والآن تتحدثين بكلّ هذه الثقة واللامبالاة!
لونا ابتسمت وقالت:
-لنقل فحسب أنني اكتشفتُ أنّه ليس شخصاً سيئاً أو شريراً. أنا السيئة والشريرة في هذه القصة لذا مهما فعل بي لا يمكنني لومه.
آدريان عبس قائلاً:
-توقفي عن ترديد مثل هذا الهراء. لا يوجد شريرٌ في العالم يقول عن نفسه هذا الكلام.
ملامحها تحوّلت للبرود وهي تقول:
-ألستَ من قال بأنني آثمة قبل أن أكون شيطانة آد؟
تفاجأ لذكرها هذا الموضوع الآن وأدرك أنها لم تنساه لحظة وأنّ كلماته قد جرحتها أكثر بكثير مما كان يتخيّل.
هو تنهد قائلاً:
-أولاً أنا أعتذر بصدقٍ مجدداً على ما قلته حينها.
سأخبرك بكلّ شيء وبالسبب الذي دفعني للنطق بتلك الكلمات القاسية لذا اسمعيني حتى النهاية رجاءً وبعدها احكمي بنفسك.
لونا حدّقت به بانتباهٍ تام وأومأت بخفة وهو سحب نفساً عميقاً وقال:
-هناك رابطٌ يربط بين الشياطين جميعاً. يجذبهم لبعضهم مهما كانوا بعيدين ويرغمهم على التعاضد والتكاتف معاً أيّاً كان أصلهم.
وهذا الرابط يدعى غريزة تحالف الشياطين.
ألم تتساءلي يوماً عن كيف قادك القدر إليّ بعد خروجك من الجزيرة من بين جميع الخلائق؟
هذا كان بفضل هذا الرابط أيضاً. إنّه يتحكم بكِ ويقودكِ دون أن تشعري بذلك.
لذا حين يلتقي شيطانان فهما سيتحالفان معاً وسيساعدان بعضهما تحت أيّ ظرفٍ كان.
ولو لم يكن شيطاني مختوماً حين التقيتك لما استطعتُ قتلك بكلّ تلك البساطة أبداً.
وأنا آسفٌ لذلك أيضاً بالمناسبة.
الأمر لا يقتصر على هذا فحسب، بل بفضل هذا الرابط يمكنني التواصل مع الشيطانةٍ التي تقبع في داخلك متى أردت.
أنت تقرأ
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالتزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ولكني تأذيتُ للمرة الأخيرة... والآن أنا أقسم لنفسي ولهذا العالم الفاسد! سأعيد كتابة التاريخ وسأمزّق...
