57. مأساة آل سلفادور

4.2K 310 400
                                    

كيف بدأت المأساة؟

في مملكة لوران العظمى...الأكبر والأقوى بين الممالك السبعة جميعاً والتي تقع في أقصى الشمال وتتمتع بمناخها البارد وتغطيها الثلوج أغلب العام.

لا أحد كان يجرؤ على معاداة تلك المملكة باستثناء مملكة دراكون فهما كانا أعداء منذ الأزل ولا يبدو أنّ هذا قد يتغيّر يوماً.

بدأ كلّ شيء حينما أوشكَ كيلارد سلفادور ملك مملكة لوران على الحصول على طفله الثاني...زوجته كانت حاملاً واقترب موعد ولادتها. 

الملك كان شخصاً قويّاً ويملك رهبةً وحضوراً ترغم الجميع على احترامه وحساب ألف حسابٍ له.

كان يملك بشرةً شاحبة كبقية شعب هذه المملكة بسبب مناخ مملكتهم الثلجي والبارد طوال الوقت وندرة سطوع الشمس وشعراً كستنائيّاً وأعيناً سماويّة رغم جمالها فهي كانت تبعث الخوف في النفوس.

وبالنسبة له المشاعر نقطة ضعف لذا اعتاد منذ صغره على دفنها عميقاً خلف قناعٍ من البرود والقسوة.

ولكنّ المرّة الوحيدة التي سمح فيها لمشاعره باتّخاذ قرار حين طاوع قلبه وتزوّج الفتاة التي حصلت على قلبه من أوّل لقاء في إحدى الحفلات الملكيّة.

الملكة أوليفيا، زوجته، والتي لم تكن أميرةً حتى بل كانت ابنة أحد النبلاء فقط ورغم ذلك حين اختارها لتكون زوجته لم يكن أيّ شيء آخر يعنيه إلّا هي، ذاتها.

كانت فتاةً جميلة، ربما ليس ذلك الجمال الأخّاذ ولكن شعرها الذهبيّ وعينيها العشبيتين كانتا جميلتين بالطبع.

كانت النقيض منه تماماً، تملك شخصيّةً لطيفة وانطوائيّة قليلاً وهشّة.

مشاعرها وعاطفتها تتحكم بأغلب قرارتها ولكن هذا لم يكن ضعفاً بالضرورة بل كانت طريقة تفكيرها المناقضة لطريقة تفكير الملك تساعده في رؤية الأمور من منظورٍ مختلف، أقلّ حدة، وساعده ذلك على اتّخاذ قرارتٍ أكثر اعتدالاً.

طفلتهما الأولى كانت فتاةً بغاية الجمال، ورثت أعين والدها السماويّة وشعر والدتها الذهبيّ الجميل.

بلغت من العمر ثلاث سنواتٍ وكان اسمها إيلينا سلفادور.
.
.
.
.
.
.
ذات ليلة دخل القصر شخصٌ بلا دعوة بعمرٍ لم يتجاوز الثلاثين ولا ينتمي لأيّ مملكة من الممالك السبعة ولكنّ التسلل للقصر كان أمراً بسيطاً بالنسبة له.

كان يملك شعراً اتّخذ من ألوان الشفق مزيجاً لألوان خصلاته التي غدت قرمزيّةً قاتمة وأعينٍ قرمزيةٍ مماثلة تزلزل النفوس وتقطّع الأوصال رعباً.

هدفه كان واحداً. يريد أن يتخذ قراراً. إمّا القتل أو منح فرصة...!

الأمر يعتمد على تجاوب الملك معه.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia Where stories live. Discover now