10. تضحية وحوش

3.3K 330 56
                                    

لا داعي للقول أنني أمضيتُ الليل بطوله أبكي. رفض ليون الصريح لي كسرني كثيراً.
رغم أنه لم يقل سوى الحقيقة ولكنه آلمني كثيراً بكلامه.

حلّ الصباح بعد ليلة مريرة اتخذت فيها قراراً لن أتراجع عنه أبداً.

تسلّلتُ من جناحي باكراً جداً وتوجهتُ للغابة بعد أن ارتديتُ ملابسي القتالية.

تركتُ ورقةً صغيرة لكلارا كي لا تقلق وأخبرتها أنني أتجوّل قليلاً حول المنزل.

سأمنح نفسي شهراً واحداً لأتدرب فيه طوال الوقت وأقوي نفسي ومن ثمّ سأخبر عائلتي...أقصد عائلة لونا بالحقيقة وسأغادر بعدها بلا رجعة.

وبالفعل هذا ما كان.

القدوم للغابة في الليل كان مرعباً بحق ولكني اعتدت ظلامها بعد مدة.

وفي إحدى تلك الليالي كنتُ على وشك قطع رأس أحد وحوش المستوى السابع بعد أن هزمته ولكن سمعتُ صوته داخل رأسي يتوسلني قائلاً:
-أرجوكِ لا تقتليني. لنعقد صفقة. سأعيرك قوتي وأدافع عنكِ بحياتي مقابل عفوك عني ومن يخالف الصفقة سيموت.

ومن هنا كانت البداية. البداية لصفقاتٍ كثيرة مع وحوش المستوى السابع والسادس والخامس والأضعف أيضاً.

كانت تلك الوحوش تقاتل إلى جانبي وبذات الوقت تمدني بطاقتها فازدادت طاقتي كثيراً بسبب ذلك.

أصبح هناك ما يقارب العشرين وحشاً مستعدين للتضحية بحياتهم لأجلي لذا تمكنتُ من التعمق في الغابة والوصول لأماكن لم أكن أحلم بالوصول إليها.

وذات يوم قابلتُ وحشاً من المستوى الرابع. كان يشبه البشر كثيراً ولولا عينيه السوداوين بالكامل وجسده الضخم لظننته بشرياً حقاً.

وقد لاحظت أنه كلّما ارتفع تصنيف الوحوش اقتربت أشكالهم من الهيئة البشرية.

لحسن الحظ أنه تجاهلني وتابع طريقه لأنّ الهالة المرعبة التي تحيط به جعلتني أدرك أنّ رأسي سيفصل عن جسدي في غضون لحظاتٍ قبل أن يستوعب عقلي ذلك حتى.

لذا لم أتعمق لذلك الحد مجدداً بل اكتفيت بتنمية مهاراتي القتالية بعيداً عن وحوش المستوى الرابع.

لقد مضى حتى الآن خمسة عشر يوماً.

عدت أدراجي إلى غرفتي مع شروق الشمس إذ أنني أمضيتُ الليل بطوله في الغابة.

كنتُ منهكة تماماً ولكني سارعتُ بأخذ حمامٍ دافئٍ أولاً وبالكاد ارتميت على سريري لأجد كلارا تدلف إلى الجناح.

طلبتُ منها عدم إيقاظي حتى موعد الغداء وغططت في نومٍ عميقٍ بعدها.
.
.
.
.
.
.

حلّ الليل مجدداً وهذه المرة كنتُ قد اتخذتُ قراراً جديداً صممت على تنفيذه أيضاً.

لذا توجهت إلى غرفة أليكس بعد العشاء مباشرةً وطرقتُ الباب عدة مرّات ولكنه لم يجب.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia Onde as histórias ganham vida. Descobre agora