34. بداية الكارثة

2.8K 252 174
                                    

في تلك الأثناء وفي إحدى القرى النائية في أعماق مملكة أدراستيا بدأت الأمطار بالهطول فجأة. كان هذا غريباً لأنّها مملكة صحراوية لا تهطل فيها الأمطار أبداً.

السكان الذين باغتهم المطر بدؤوا بالركض خشية البلل. ولكن بعضهم وقف في مكانه أسفل المطر يستمتع بهطوله.

وبعد نصف ساعة من المطر المستمر بدأ البَرَد بالهطول بغزارة. بلوراته كانت ضخمة ومؤذية.

الجميع اضطر للهرب والاحتماء منها. كانت بحجم عقلة الإصبع.

الأمر الذي أثار صدمة الجميع أنّه لم يكن هناك أيّ غيومٍ في السماء. كيف هطل المطر والبَرَد إذاً؟

استمرّ الأمر لخمس دقائق فقط ومن بعدها بدأ الجو يصحو. 

سرعان ما تناسى سكّان القرية ما حدث وعادوا لأشغالهم.

بلورات البَرَد بدأت تذوب شيئاً فشيئاً ويرقاتٌ صغيرة بدأت بالزحف خارجها.

تلك اليرقات بدأت تنمو وتكبر ولاحظ السكان وجودها.

حاولوا إبادتها وقتلها بشتى السبل ولكن بلا فائدة. كانت منيعةً ضدّ كلّ شيء.

وحين أصبحت بحجم الكف تلك اليرقات هجمت على السكان.

وعبر أنيابها القاطعة حفرت لنفسها طريقاً في ظهر ضحاياها حتى وصلت لدماغهم وهناك شكّلت لنفسها مستعمرةً جديدة.

جميع السكان بلا استثناء كانوا ضحيّة لها. استغرق الأمر بأكمله يوماً واحداً فقط واليرقات التي لم تجد مضيفاً لها ماتت بعدها.

لا أحد خارج القرية لاحظ ما حدث ولا شيء تغيّر في تلك القرية. السكّان تابعوا حياتهم كما لو أنّ شيئاً لم يكن.

وكانت تلك بداية الكارثة.

.
.
.
.
.
.
.

القائد حذّرني بشدة من إخبار أيّ أحد حتى أعضاء الفريق عن قدرتي على إعادة التجسيد والإحياء.

كان هذا غريباً. ليس من المفترض أن يقلق هو حيال هذا الأمر.
صحيحٌ أنّ آدريان حذّرني من إخبار أيّ أحد عن هذه القدرة كي لا يحاولوا استغلالي ولكن أتفهم أن آدريان قلقٌ علي حقاً.

أما عن دوافع القائد فأنا أجهلها تماماً.

أليس من المفترض أنّه ينوي استغلال هذه القدرة لأجل تعزيز قوة الفريق؟ لمَ يريد إبقاء الأمر سرّاً إذاً؟

لا بأس. كل شيء سيتضح في أوانه. 

تبدّلت الأجواء تماماً بعد رحيل القائد لمكانٍ ما.

البقية استعادوا حريّتهم المسلوبة بسببه.

جلسنا جميعاً في صالةٍ كبيرة. بعضهم كان يستلقي على أريكةٍ بإهمال وآخرون يجلسون باعتدال ولكن الأحاديث والضحكات علت في الأرجاء وقلبت الجو الكئيب لآخر مفعمٌ بالنشاط والحيوية.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia Where stories live. Discover now