43.ملاكٌ أنانيّ وشيطانةٌ طيبة

3.9K 355 300
                                    

استيقظتُ متأخرة في صباح اليوم التالي.

هذا طبيعي بما أننا لم نعد للسكن إلا قرابة الثالثة فجراً.

لحسن الحظ أنّ اليوم عطلة.

نهضتُ بتثاقل نحو الحمام وقد قررتُ أنّ أخذ حمامٍ مطوّل هو أفضل ما أفعله الآن.

وبعد الحمام نزلتُ إلى الطابق الأرضي. شعرتُ بالاستغراب من الهدوء المخيّم على الأرجاء ومن غياب أوريليا وعدم إيقاظها لي باكراً كالعادة.

المطبخ كان خالياً ولا يبدو أنّ أحداً قد تناول طعام الإفطار بعد رغم أنّ الساعة تجاوزت التاسعة!

توجهتُ إلى غرفة آدريان بعدها وقد وجدته كما هو على سريره ولم يستيقظ من غيبوبته بعد.
شعرتُ بالألم مجدداً حين رأيته هكذا.

وكالعادة جوليان كان نائماً على مقعدٍ بجوار السرير. هو لم يفارقه لحظةً واحدة. يسهر طوال الليل ويغفو في الصباح قليلاً فقط. هو لا يأكل إلّا القليل مما تحضره أوريليا له حتى.

إن بقي آدريان على هذه الحال مدة أطول فجوليان سينهار لا محالة.
غادرتُ مجدداً وهذه المرة توجهتُ للصالة فربما أجد أحداً هناك.

ولم أتوقع أنني سأجد أحداً هناك بالفعل!

أوريليا كانت جالسة تحتسي القهوة مع فتاةٍ ما تدير ظهرها لي ولكني عرفتها حالاً بفضل ملابسها البيضاء والذهبية.

إنها تلك العمياء.

نسيتُ أمرها تماماً. ونسيتُ اتفاقنا بشأن اللقاء البارحة صباحاً. لقد انشغلتُ بالمهمة.

انتبهت أوريليا لدخولي وابتسمت لي ببشاشة قائلة:
-صباح الخير لونا. استيقظتِ أخيراً. صديقتك تنتظرك منذ مدة.

وهي استدارت نحوي بملامح سعيدة وقالت:
-صباح الخير.

عبستُ وارتميتُ على الأريكة بجوار أوريليا وناظرتُ الفتاة بازدراءٍ قائلة:
-أولاً هي ليست صديقتي ولن تحلم بأن تغدو كذلك يوماً. أنا لا أصادق الحشرات بل أستمتع بدهسهم فقط.

وثانياً لمَ سمحتِ لها بالدخول للمنزل أوريل؟ ماذا لو غضب القائد لإدخال غرباء للمنزل وقام بمعاقبتي؟
لا يعقل أن أعاقب بسببها مجدداً!

وفي اللحظة ذاتها شعرتُ بصفعةٍ مؤلمة على رأسي ومن ثمّ تمّ خلع أذني من مكانها وأوريليا وبختني قائلة:
-عليكِ أن تتعاملي مع الآخرين باحترامٍ لونا وتنتبهي لألفاظك عنهم.

كما أنّني من سمح لها بالدخول وأنا سأكون المسؤولة أمام القائد إن أزعجه هذا.

وأخيراً عندما يلقي عليكِ أحدهم التحية تأكّدي من ردّها بابتسامةٍ مشرقة وبكلّ أدب.

أوريليا أفلتت أذني أخيراً وأنا بدأت بفركها متألمة وأنا أرمق أوريليا بعبوسٍ شديد.

وزاد الأمر سوءاً صوت ضحكات تلك العمياء الخافتة وحين رمقتها بحدة هي نطقت بابتسامة:
-لا بأس حقاً. مهما فعلت لونا معي فأنا لن أغضب ولن أستاء. هي محقة في كلّ ما قالته عني. أنا مجرّد فتاةٍ ضعيفة.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt