العجوز استقبلتني بابتسامةٍ واسعة. أعدّت لي كوباً من الشاي الدافئ وجلسنا نتجاذب الأحاديث.
حفيدها غير موجود. إنه يغيب لفتراتٍ طويلة ويعود فجأة. لذا لم يكن لديها فكرة عن موعد عودته.
أخبرتها أنني استعدتُ ذاكرتي وأنني من مملكةٍ أخرى وأنني كنتُ على متن سفينة في رحلة ولكن السفينة غرقت والأمواج دفعتني لهذه المملكة وقد نجوت بأعجوبة ولكني لا أملك وسيلةً للعودة.
للأسف لا يمكنني إخبارها الحقيقة أبداً.
قامت بمواساتي مطوّلاً ومن ثم طلبت مني البقاء معها ريثما يعود حفيدها ويساعدني في العثور على طريقة للعودة.
وهذا كان هدفي منذ البداية.
قضيتُ شهراً ممتعاً برفقتها. إنها سيدةٌ طيبة حقاً وتعاملني كابنتها تماماً. ربما أكثر من عائلتي حتى. يكفي أنّ نظراتها نحوي صافية وخالية من الشك والظنون السوداء.
ولولا الرغبة الشديدة التي تنتابني أحياناً لقتلها بلا رحمة لكان كلّ شيء على ما يرام حقاً. إنّه تأثير نصفي الشيطاني الذي يرغب بقتل الجميع فقط.
وذات يوم حين كنتُ أقوم بسقاية أزهار الحديقة عاد حفيدها أخيراً.
الصدمة كانت جليّةً على ملامحه الباردة حالما وقع بصره عليّ.
وأنا فقط ابتسمت ببراءة قائلة:
-مفاجأة!!
نظراته أظلمت تالياً وأدركت أنه سيستخدم سحره لدفني تحت سابع أرضٍ هذه المرة لذا أسرعت بالقول:
-حياة جدتك مرهونة بحياتي. إن قمتَ بقتلي ستموت هي أيضاً.
لم أكن ارغب باللجوء لتهديده بل أردت حواراً سلمياً بيننا ولكن ولأنه لن يمهلني وقتاً للحوار معه أساساً وجدتُ أنّ هذه الطريقة أسهل.
وأنا قلتُ الحقيقة. قمتُ بربط حياتي بحياتها تحسباً. لا أرغب بالموت مجدداً فهي تجربةٌ فظيعة كما أنني أخسر شيئاً ثميناً في كلّ مرة وفي النهاية سيصبح الثمن حياتي ولن أستطيع العودة للحياة مجدداً.
لذا أرغب بتوفير بعض الحيوات للأوقات الحرجة.
وبالطبع هو غضب ولكم معدتي بسحره بقوة لأطير عدة أمتار وأصطدم بجدار المنزل بقوة.
أنا أحمي نفسي بدرعٍ سحريّ غير مرئي وإلا لكانت ضربةً مميتة.
نهضتُ واقفة ونظرتُ نحوه باستياء:
-هذا أصبح مزعجاً.
اندفعتُ نحوه تالياً مستخدمةً سرعة الفهد ولكنّ جسدي توقف رغماً عني على بعد إنشاتٍ منه.
لقد أوقفني بإصبعه فقط.
نظرتُ نحوه ساخطة:
-غفرتُ لكَ قتلي أوّل مرة بما أنني تفهمّتُ أسبابك. ولكن الآن إن تجرأت وفعلتها لن أسامحك أبداً. كما أنّ جدتك ستموت بذات اللحظة ولا أظنّك ترغب بالتسبب بموتها. أليس كذلك؟
YOU ARE READING
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالتزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ولكني تأذيتُ للمرة الأخيرة... والآن أنا أقسم لنفسي ولهذا العالم الفاسد! سأعيد كتابة التاريخ وسأمزّق...
