الفصل الأول

2.1K 28 0
                                    

في أجواء القاهره الليليه، قمر ساطع و سماء صافيه و هدوء جميل في منتجع يتسم بالهدوء والرقي فهو يضم أثري و أكبر رجال الأعمال بمصر و صاحبته تلك فرح سليم،
بينما في داخل قصرها الفخم، قصر اغريقي من التراث القديم إلا أنه حديث من الداخل يتسم بالهدوء ويعطيك راحه نفسيه كبيره، إلا أنه في تلك الليله قد حلت به عاصفة أقوي من أي عاصفة طبيعيه وهي عاصفة غضبها المدمر والمهلك

يجلس الخمسة أفراد بموازاة بعضهم منهم المتوتر ومنهم الخائف ومنهم القلق ومنهم من يجلس بثبات وقوة ومنهم من يجلس بدون مبالاة و كأن الأمر لا يعنيه

بالأعلي كانت تجوب الغرفة ذهاباً و إياباً، بعد كل تلك السنوات ستفتح عليها بوابة الماضي، الماضي التي تركته وراء ظهرها ورحلت، بدون عتاب ولا كلام ولا حتي انتقام، اكتفت بمن ذهبوا من حياتها، بمن أخذتهم الدنيا غدراً و حرمتها منهم، أعز وأغلي ما يملك الإنسان وهم والديه، لم تعترض علي قضاء الله فكلنا في الأخير ميتون وهم أمانة الله وقد استردها، ولكن يوضع الأسباب وقد كان هو السبب في موت أبويها ورحيلهم عنها في سن صغير جداً، سن صغير عانت فيه وتحملت مالا يستطيع أقوي الرجال تحمله، وفوق كل هذا كانت مسؤله عن أخواتها الأربعة، توأم ثنائي يهدون قوة عشرة رجال، حتي كبرتهم ورعتهم ليصبحوا بقوة ألف رجل،

بعد كل تلك السنوات ماذا يريد منها هذا العجوز، لقد تركته ورحلت لماذا يريدها الأن..؟؟
سيجعلها تُجَنْ، حسناً لقد حسمت أمرها، هي لها شهر و ترفض دعوته في لقائه ولكن اذا كان ما في بالها ستمنحه ما يريد
ولكن يا حبيبتي تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

بالأسفل نهض تامر من كرسيه قائلاً :- طيب يا شباب أنا شايف إني أكلم جدي وأقوله يمتنع عن الموضوع ده دلوقتي لحد ما هي تهدي
زين / لأ يا تامر كان لازم يجي يوم وكل شيء يرجع لأصله، مهما حاولت تبعد مش هيكون للأبد فرح كانت خايفه علينا بس دلوقتي بقينا رجاله، دلوقتي..
قاطعته وهي تهبط الدرج قائله بثباتها المهلك / ودلوقتي لسه خايفه عليكم، مهما كبرتم و بقيتوا رجاله و عجزتم هتفضلوا اخواتي الصغيرين، أولادي الي ربتهم
يزن قائلاً بحكمه / بس دول في الأول و الأخر عيلتنا يا فرح، هتخافي علينا منهم، انتي مشوفتيش هما بيحبونا قد اي
جلست علي مقعد مخصص لها وقالت بكل هدوء / تفتكر لو أنا عارفه انهم مش بيحبوكم أو خايفه عليكم منهم كنت سيبتكم تروحوا هناك كل سنه أو حتي تكلموهم
يزد بحيرة / طب ليه بتعمليهم كده طلما هما مش وحشين و بيحبونا، ليه متبريه من عيلتك يا فرح و أهلك هبت من مكانها بغضب / قولتلك أنا مليش عيله غيركم و انتم أهلي والموضوع ده منهي من زمان والكلام فيه ممنوع
زيد / بس من حقنا نعرف احنا ما بقيناش صغيرين، من حقنا نعرف انتي ليه بتكرهي جدك و عيلتك ليه متبريه منهم،دانتي حتي متعرفيش حد فيهم ولا أشكالهم، الوحيد الي تعرفيه هو تامر وبس
فرح / لأن تامر زيكم بالنسبالي، وصحيح أنا معرفش حد فيهم بس أنا معنديش مشكله معاهم، مجرد اني أحمل لقب شخص عايش علي وجه الأرض كان سبب دماري حتي لو جدكم فده مش هسمح بيه، العجوز ده أنا سيبته من سنين و بعدت وهو جاي بعد السنين دي كلها يفتكرني
زين / لازم نعرف هو عمل اي يا فرح، ده حقنا
فرح بغضب / انتو هتفتحولي محاكمه الموضوع ده منهي الكلام فيه وانت يا تامر بلغ العجوز ده و قوله يبعد عن طريقي لأني لو فتحت عليه القديم هنهيه، مش فرح سليم الي تتهدد ولا يتلوي دراعها
ثم صعدت للأعلى تاركه اياهم في حيره من أمرهم
فقال زين بإصرار / الموضوع ده كبير ولازم نعرفه ثم نظر لتامر بشك قائلا / رغم اني أشك انك عارف و مخبي بس سهله
ثم تركهم وذهب وقد ذهب كل شخص لأعماله وظل تامر محله متردداً أن يهاتف جده ويخبره كما أمره ولكن.....
حسناً سينفذ
ثم أخرج الهاتف من جيبه ضاغطاً بعض الأرقام...

أجنية بقلب صعيدي Where stories live. Discover now